يتمسك المنتخب البحريني الأول لكرة القدم بحظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ويواصل الرحلة نحو تحقيق مبتغاه، في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية، فهو لم يصل إلى مرحلة متقدمة منذ عبوره إلى الملحق القاري في تصفيات نسخة 2010. وينتظر الأحمر البحريني مهمة صعبة وحاسمة، عندما يحل ضيفًا على الأخضر السعودي في رابع جولات المرحلة الثالثة، مساء الثلاثاء، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة.
ويعوّل المنتخب البحريني على أفكار مدربه الكرواتي دراجان تالايتش، الذي تسلم قيادة المنتخب في فبراير الماضي، وأداره في 7 مباريات منذ ذلك الحين، محققًا 3 انتصارات أبرزها على أستراليا في الجولة الأولى من مرحلة التصفيات الجارية، و3 تعادلات أبرزها في معقل الإماراتيين في آخر جولات المرحلة الثانية، مقابل هزيمة قاسية وحيدة أمام اليابان في نافذة سبتمبر الماضية.
ونجح تالايتش في هذه الفترة القصيرة بإيجاد توليفة جيدة من اللاعبين، فتشكيلته الأساسية كانت ثابتة إلى درجة بعيدة في الجولات الثلاث الماضية من مرحلة التصفيات الجارية، لا سيما ما يمكن وصفه بمثلث الخطر في الخط الأمامي، عبر الثلاثي محمد مرهون وعلي مدن وكميل الأسود، الذين يصنعون الفارق بلمساتهم وتحركاتهم ومساهماتهم، خلف مهدي عبد الجبار، المهاجم الصريح.
ويُعد محمد مرهون، الجناح الأيسر البالغ من العمر 26 عامًا، ولاعب نادي الكويت الكويتي، أحد أبرز الأسباب وراء الرحلة البحرينية الناجحة حتى الآن في التصفيات، فهو شارك أساسيًّا في جميع مباريات المنتخب البحريني التسع في التصفيات، وسجَّل العدد الأعلى من المساهمات التهديفية مقارنة ببقية زملائه، بواقع 5 مساهمات، إذ أحرز هدفًا أمام اليمن في الجولة الأولى من المرحلة الثانية، وصنع أمام نيبال ذهابًا وإيابًا في الجولتيْن الثالثة والرابعة، قبل أن يسجل هدفي البحرين في المباراة الأخيرة، ليُبعد فريقه عن فخ الخسارة أمام إندونيسيا، وأسهم في رفع عدد نقاط البحرين إلى 4 نقاط بعد 3 جولات من مرحلة التصفيات الجارية.
من ناحيته، يُعد كميل الأسود، لاعب خط الوسط المتقدم والبالغ من العمر 30 عامًا، والمنتقل أخيرًا من الرفاع إلى الخالدية البحريني، أحد أبرز العناصر في القائمة البحرينية، فهو لعب أكثر من 100 مباراة دولية، وهو ثاني أفضل هدافي القائمة الحالية دوليًّا بعد مرهون، كما أنّه شارك أساسيًّا في 8 من مباريات التصفيات، وأتمّ مساهمتيْن تهديفيتيْن، عبر تسجيل هدف أمام نيبال في الجولة الرابعة من مرحلة التصفيات الثانية، وصناعة الهدف الوحيد أمام الإمارات في الجولة السادسة، كما أنّه كان قائدًا للمنتخب أمام أستراليا واليابان في الجولتيْن الأولى والثانية من مرحلة التصفيات الثالثة.
ويملك علي مدن، الجناح الأيمن البالغ من العمر 28 عامًا، ولاعب نادي الرفاع البحريني، القيمة السوقية الأعلى في القائمة البحرينية، إذ تصل قيمته إلى 3 ملايين يورو، وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت»، ما يضعه أمام جميع لاعبي المنتخب السعودي، باستثناء فراس البريكان وسعود عبد الحميد. وشارك مدن أساسيًّا في 6 من مباريات البحرين في التصفيات، مكتفيًا بتسجيل هدف وحيد أمام نيبال في الجولة الثالثة من مرحلة التصفيات الثانية. وخاض مدن تجربة ناجحة في الإمارات في المواسم الثلاث الماضية، إذ أتمّ 12 مساهمة تهديفية مع نادي العروبة في موسم 2021ـ2022، و10 مساهمات مع عجمان في موسم 2022ـ2023، ومثلها مع الفريق نفسه في الموسم الماضي.