جماهيرية الشعر.. بين الأمسيات النخبوية والعوالم الافتراضية - جورنالك في الثلاثاء 08:40 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جماهيرية الشعر.. بين الأمسيات النخبوية والعوالم الافتراضية - جورنالك في الثلاثاء 08:40 صباحاً اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 08:40 صباحاً

يقف الشاعر المعاصر في رحلته الإبداعية عند مفترق طرق، ويجد نفسه أمام خيارات أحلاها مُرّ، فإما أن يواصل مسيرته في الظل، وإما يَقنع بالعدد القليل من جمهور الأمسيات الذي يمثل النخبة، والخيار الثالث أن يصبح أحد نجوم العالم الافتراضي بغض النظر عن تفاوت مستويات متابعيه.

«جورنالك الاخباري» تضيء على علاقة الشاعر المعاصر بمنصات التواصل الاجتماعي، والأسباب التي أدت إلى تراجع جماهيرية الشعر في الأمسيات مقابل تزايدها الطاغي في تلك المنصات.

وأكد الشاعر الإماراتي عبد الله الهدية أن منصات التواصل الاجتماعي خدمت الشعر في العصر الراهن من حيث مدى الانتشار، وعملت على بروز بعض الشعراء، لا سيما من امتهنوا مهنة الغياب بسبب أو بغير سبب، مشيراً إلى أن لغة الجسد بين المتلقي والشاعر تبقى مفقودة في هذا العالم الافتراضي بما تشتمل عليه من دلالات كبيرة.

وأوضح الهدية أن تقنية البث المباشر مثلاً، على أهميتها الكبرى، لا تسمح للشاعر أن يقرأ ردود الأفعال في عيون كل المتابعين، فتبقى لغة الروح شبه مفقودة في هذا الجانب، مضيفاً أن من سلبيات منصات التواصل أن الكل فرض نفسه على الكل، فامتلأت الساحة الشعرية بالغث والسمين، واكتسب الشهرة كل من استطاع أن يدغدغ مشاعر المتلقين.

ولفت إلى أن منصات التواصل قد تُغري بعض الشعراء بالوجود اليومي الذي لا يؤدي إلى إبداع الشعر الجميل، كما أن الغياب في تلك الحالة لا يسمح باكتساب الجمهور مرة أخرى بالسرعة ذاتها، موضحاً أن الأمسيات الشعرية كانت منابر مجتمعية للتلاقي وتباحث الآراء، وهذا ما لا يتحقق في المساحة الزمنية الضيقة لمنصات التواصل.

تواصل مباشر

من جانبها، أكدت الشاعرة الإماراتية مريم النقبي أن منصات التواصل الاجتماعي قدمت للشعراء الكثير للوصول إلى شرائح كبيرة من المتلقين، إلا أن للأمسيات الشعرية رونقاً مختلفاً وأثراً كبيراً في مسيرة الشاعر، مشيرةً إلى أن الأمسيات الشعرية تحقق للشاعر تواصلاً مباشراً وتفاعلاً أكبر وأكثر من مواقع التواصل، وأن هذا ما يميزها لاحتكاك الشاعر من خلالها مع الجمهور مباشرةً.

وأوضحت النقبي أن الشاعر يستطيع أن يصل إلى جمهوره بالكلمة المعبّرة الصادقة وجمال مفرداته وحضوره الراقي وحرصه على إرضاء ذائقة المتلقي وارتقائه بها مهما اختلفت منصة الظهور، معترفةً بأن لمنصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في شهرة الشعراء وسرعة انتشارهم، وأن هذا ما يفضّله الكثير من الشعراء؛ إذ تتحقق لهم شهرتهم حتى دون الخروج من منازلهم.

ولفتت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي قد تنجح في صناعة شاعر مؤثر، مؤكدةً أن الشاعر الموهوب لا تصنعه مواقع التواصل؛ لأن الموهبة فطرية، وعلى الشاعر أن يصقلها بشتى الطرق التي تنمّيها.

ورأى الشاعر الإماراتي عيضة بن مسعود أن الأمسيات الشعرية التي كانت تقيمها بعض الجهات الثقافية والمسارح العامة على مدار السنة قلَّت بصورة واضحة في العصر الراهن، وأصبحت في كثير الأحيان مقتصرة على المناسبات، مشيراً إلى أن منصات التواصل الاجتماعي بسبب ذلك أثرت في الأمسيات الشعرية، وإن لم تحلَّ محلَّها بشكل كامل.

وأوضح بن مسعود أن الجمهور بات يتمكن من الوصول إلى الشاعر من خلال منصات التواصل بصورة أيسر، ومن ثم لم يعد لديه الشغف السابق بحضور الأمسيات، لافتاً إلى أن الشاعر نفسه امتلك القدرة على مخاطبة عشرات الآلاف بواسطة تلك المنصات دون أن يغادر بيته، إضافة إلى البُعد الجمالي الذي تضفيه المنصات على النص الشعري كالخلفيات الموسيقية والمؤثرات الصوتية.

وأكد أن المتلقي غير الواعي الذي لا يدرك أساسيات القصيدة ومبادئها وبناءها أصيب بالشتات بفعل سطوة منصات التواصل؛ إذ أصبح يتعامل مع النص الركيك الذي يتم إلقاؤه في هذا العالم الافتراضي بإعجاب لا يستحقه، مستبعداً أن تصنع تلك المنصات شاعراً موهوباً، بل تكتشفه وتمنحه أدوات تسويق عمله الإبداعي من خلال تكثيف النشر وعناصر الجذب المبتكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق