نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شوارع عمان: كنزٌ مخفي من المخالفات المرورية قد يحقق المعجزة الاقتصادية للأردن! - جورنالك اليوم الثلاثاء الموافق 7 يناير 2025 11:48 صباحاً
كتب الكابتن أسامة شقمان -
تُعاني شوارع عمان من فوضى مرورية خانقة لا تقتصر على كونها مجرد أزمات ناتجة عن ازدحام السير أو حوادث الطرق. هذه الفوضى هي انعكاس لواقع ثقافي واجتماعي واقتصادي بحاجة ماسة لإعادة نظر جذرية. يوميًا، تُرتكب مخالفات مرورية تُظهر غياب الالتزام بالقوانين وتُكبّد الأردن خسائر فادحة من الوقت والموارد.
رغم هذه التحديات، يمكن أن تتحول شوارع عمان إلى فرصة ذهبية إذا تم استغلال الإمكانات المرورية بشكل فعّال. تمامًا كما تستغل الدول المصدّرة للبترول ثرواتها الطبيعية لتحقيق النمو الاقتصادي، يمكن للأردن استغلال الفوضى المرورية كمورد غير تقليدي لتوليد إيرادات تُسهم في تقليص مديونية المملكة خلال فترة قصيرة.
في شوارع عمان، تتكرر مخالفات مرورية يومية، مثل:
1- تغيير المسارات دون استخدام الإشارات التحذيرية (الغمازات): هذا السلوك العشوائي يتسبب في حوادث مفاجئة ويزيد من توتر السائقين.
2- عدم الالتزام بالخطوط الصفراء والبيضاء
- تجاهل الخط الأصفر الممتد الذي يمنع التجاوز تمامًا.
- عبور الخطوط البيضاء الممتدة والمتقطعة دون أي اعتبار للقوانين المرورية.
3- القيادة في الاتجاه المعاكس: تصرف متهور يعكس استخفافًا بحياة الآخرين وبالقوانين
4- توقف الشاحنات الثقيلة على المسار الأيسر: يؤدي إلى تعطيل الحركة وإبطاء السيارات الأصغر
5- السرعة الزائدة والتجاوز العشوائي: أحد الأسباب الرئيسية للحوادث القاتلة، خاصة في المناطق السكنية
6- التوقف العشوائي في أماكن محظورة: مثل الوقوف في منتصف الطريق أو في ممرات الطوارئ.
7- تجاهل ممرات المشاة: السائقون لا يعطون الأولوية للمشاة، مما يزيد من احتمالات الحوادث.
8- استعمال الأرصفة كمواقف: الأرصفة مخصصة للمشاة، وليس للسيارات التي تنتهك هذا الحق.
9- التوقف المزدوج: يحدث أمام المحال التجارية أو المدارس، ويضاعف من ازدحام الشوارع.
10- توقف الحافلات والتاكسي بشكل مفاجئ: دون أي اعتبار لحركة السيارات خلفها.
11- استخدام الهاتف أثناء القيادة: يقلل من تركيز السائق ويضاعف من مخاطر الحوادث.
12- الاستخدام المفرط لبوق السيارة: ضوضاء بلا سبب تعكس فوضى السلوك في القيادة.
13- التجاوز عند الإشارات الضوئية: إما بالسرعة عند الإشارة الصفراء أو تجاوز الإشارة الحمراء.
14- القيادة ليلاً دون استخدام الأضواء: يُعرض الجميع لخطر الحوادث بسبب ضعف الرؤية.
15- التجاوز الخطر عند المنعطفات: خاصة على الطرق الجبلية أو الضيقة.
16- تجاهل قوانين الطرق السريعة: مثل عدم الالتزام بالسرعة المحددة أو تجاوز المركبات من اليمين
17- تحميل المركبات بشكل مفرط: مما يُعرض المركبة لفقدان التوازن ويتسبب في وقوع الحوادث.
18- استعمال الأضواء العالية بشكل غير ضروري: مما يعمي السائقين الآخرين ليلاً.
19- إلقاء المخلفات من السيارات: تصرف غير حضاري يضر بالبيئة ويسبب التلوث البصري.
20- قيادة المركبات غير المؤهلة: مثل السيارات ذات الإطارات البالية أو العيوب الميكانيكية. إن هذه الممارسات ليست مجرد سلوكيات فردية، بل هي ثقافة مجتمعية تُظهر ضعف الوعي بأهمية احترام القوانين.
مقارنة مع الدول المصدّرة للبترول
الدول التي تمتلك موارد طبيعية، مثل النفط، تُوظف هذه الموارد لتعزيز اقتصاداتها وبناء مجتمعات أكثر استقرارًا. بينما لا يملك الأردن مصادر مشابهة، إلا أن شوارع عمان يمكن أن تُصبح "بئر نفط" من نوع آخر. الغرامات الناتجة عن ضبط المخالفات المرورية يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل قومي كبير، إذا ما طُبّقت القوانين بصرامة وشفافية.
على سبيل المثال، في الدول الأوروبية، تُعتبر مخالفات السير أداة فعّالة لتنظيم المرور وزيادة الإيرادات الحكومية. هذه الدول أثبتت أن القانون لا يعزز الأمان فقط، بل يمكنه أيضًا أن يُحدث تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا.
الفوضى مقابل النظام: من غابة إلى شوارع حضارية
إن غياب القوانين الصارمة في عمان يعيدنا إلى ما يشبه "الغابة"، حيث يطغى الفوضى على النظام. السائقون يتصرفون وكأن الطرق ملكية شخصية، غير مكترثين بسلامة الآخرين أو حتى بالمصلحة العامة. لكن في المقابل، تُظهر التجارب العالمية أن تطبيق القانون بحزم يخلق بيئة مرورية منظمة وآمنة.
حلول لتحويل شوارع عمان إلى مورد وطني
1- الغرامات المشددة: فرض غرامات مرتفعة على المخالفات المرورية اليومية، مثل السرعة الزائدة أو التجاوز الخطير.
2- استخدام التكنولوجيا: تركيب كاميرات ذكية ورادارات لرصد المخالفات على مدار الساعة.
3- تنظيم حركة الشاحنات: تخصيص أوقات ومسارات محددة لها لتقليل الازدحام.
4- تشجيع النقل العام: تحسين وسائل النقل العام لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
5- تخصيص الإيرادات: توجيه العوائد نحو سداد الديون الوطنية وتحسين البنية التحتية.
الأثر المتوقع
1- تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل الازدحام.
2- خفض معدلات الحوادث المرورية.
3- تعزيز الإيرادات الحكومية من خلال الغرامات.
4- تحسين جودة الحياة اليومية وتقليل التوتر المرتبط بالقيادة.
دعوة للتغيير
إن تحويل شوارع عمان إلى نموذج يحتذى به ليس مهمة مستحيلة. التغيير يبدأ من تطبيق القوانين بصرامة وإدارة الموارد بحكمة. يجب أن ندرك أن القيادة ليست مجرد ممارسة يومية، بل مسؤولية اجتماعية ووطنية.
بالالتزام والوعي، يمكننا تحويل شوارع عمان من مصدر للفوضى إلى مورد اقتصادي وطني يفتح أبوابًا جديدة أمام مستقبل أفضل للأردن.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق