هل نجح الحوثي في خداعنا؟ - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل نجح الحوثي في خداعنا؟ - جورنالك اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 03:05 مساءً

منذ انقلابها وحربها على اليمن واليمنيين تنشط جماعة الحوثي الانقلابية في تسويق ذاتها على أنها مساندة للقضية الفلسطينية بينما تؤكد كل ممارستها أنها تؤدي دوراً رسم لها كاحد أدوات إيران، ولا يمكن لهذا الدور أن يتحول إلى فعل حقيقي مساند كون القرار والتحكم مرتبط بطهران التي أكدت الأحداث الأخيرة أنها تناور فقط لتحقيق أهدافها الخاصة ضمن مشروعها التوسعي في المنطقة، وليس ضمن أجندتها تبنّي المقاومة كمشروع تحرري موجه لاستعادة الأرض المحتلة.

يحاول الحوثيون الاستفادة من القضية الفلسطينية وجعلها أبرز أدواتهم الدعائية، ومع أن هذه القضية العادلة تُعتبر أهم القضايا الإنسانية والسياسية في العالم العربي والإسلامي لكنهم يسعون إلى تحويلها إلى مجرد شعار يخدم مشروعهم الخاص، بعيداً عن الالتزام الفعلي بدعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة، وبتنا ندرك بوضوح تام أن هؤلاء الانقلابيون يسعون لرسم صورة لهم يبدون فيها كمدافعين عن فلسطين لتبرير انقلابهم وحربهم على اليمن واليمنيين، وهو ما يشكل أسوأ استغلال لقضية عادلة حمل اليمنيون همها منذ عقود وساندوها بأشكال وطرق مختلفة لأنهم أدركوا قيمة الحرية والعدالة وهي قيم لا تؤمن بها هذه الجماعة الانقلابية.

يحاول الحوثيون خداعنا كيمنيين لنقتنع أن حربهم المشؤمة والتي دمرت الحرث والنسل هي جزء من المعركة الكبرى لتحرير فلسطين! ويكرر الإعلام الحوثي شعارات مثل "تحرير القدس يبدأ بتحرير مارب أو تعز أو عدن"، في محاولة يائسة لشيطنة المناطق التي تحررت من قبضتهم المليشاوية، وهذا الربط للقضية الفلسطينية بالحرب على الشعب اليمني في الداخل يشوه الوعي العام الذي يتعامل مع الحق الفلسطيني في أعلى درجات العدالة، وليس ثمة تشابها بين الحالتين إنما تباعد وتنافر لا يتناسب مع تاريخ طويل التزم اليمنيون فيه أعلى درجات الدعم للقضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وبطرق وأساليب متنوعة.

على المستوى الخارجي يحاول الانقلابيون الحوثيون خداع العالم عبر تقديم أنفسهم كحركة مقاومة تسعى لتحرير فلسطين! في حين أن ممارساتهم على الأرض تتناقض بالكلية مع مبادئ التحرر والعدالة ، ولا تخدم هذه فرضية دعمهم للحق الفلسطيني مطلقاً، والأسوأ أنهم عبر هذا الربط يشوهون صورة المقاومة الفلسطينية عبر ربطها بجماعة طائفية متطرفة لا تجيد الإ نشر الموت والدمار لشعبها وجيرانها وأمن العالم وسلامه، وكل ذلك لخدمة مشروع إيران التوسعي في المنطقة، بالإضافة إلى كون هذه الجماعة الطائفية لا تؤمن مطلقاً بالمبادئ الذي يرتكز عليها النضال الفلسطيني ولا تشابه بين المشروعين.

ما يجب أن يدركه هؤلاء المأفونون أنهم لم ولن يتمكنوا من خداعنا لنسلِّم بهذا الربط غير المنطقي بين جماعة طائفية وقضية إنسانية، وأصبح اليمنيون يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن هؤلاء يستخدمون القضية الفلسطينية كأداة لتوسيع هيمنتهم وتعزيز خطابهم الطائفي لاغير، وكواجب وطني وقومي سنوجه كل جهدنا لفضح هذا الاستغلال وكشف زيف شعارات هذه الجماعة الانقلابية، وتعزيز صورة القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني أكبر بكثير من أن تُختزل في شعارات دعائية أو تُستغل لخدمة أجندات طائفية، وهي بحاجة إلى دعم حقيقي مبني على مبادئ العدالة والحرية، بعيدًا عن التلاعب والتوظيف المشبوه والذي يضرها ولا ينفعها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق