نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأردن ومواجهة خزعبلات ما يسمى مؤامرة الوطن البديل - جورنالك اليوم الأربعاء الموافق 8 يناير 2025 07:15 صباحاً
د.ضرار غالب العدوان
لقد اعتدنا منذ سنوات وسنوات أن يطل علينا المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية بين الفينة والأخرى بخزعبلات ما يسمى مشروع الوطن البديل , والذي يعتبر الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين ، فتعددت الآراء واختلفت المواقف لدى الشخصيات العامة والنخب السياسية في مآهية هذا المشروع وفي كيفيه التعاطي معه والتصدي له وإجهاضه أو التقليل من شأنه وأهميته ، وهو أمر يحتاج منا جميعا إلى وقفة تأمل للنظر في مخاطر بالغه الأهميه وبعيدة المدى تتهدد أمننا وكياننا ، وتستهدف حاضرنا ومستقبلنا ، وتمس مصيرنا وتعرض وجودنا للخطر، وتسعى إلى القضاء على هويتنا وثقافتنا ومكامن القوة فينا .
بل أن الأمر أكبر من ذلك وأخطر لأن هذا المشروع الصهيوني مع ما يواكبه من تهديد للأمن الوطني من شأنه أن ينال من مناعة أمتنا فى إفشال مطامع اسرائيل في التوسع وفرض الهيمنه على المنطقه العربيه ويضعف من قدرتها على إقامة دولة فلسطينيه مستقله على التراب الوطني الفلسطيني لذا فإن خطر التوجه الصهيوني للبحث عن بدائل لقيام الدولة الفلسطينية ليس مقتصراً على الأردن فحسب بل يهدد الامة العربيه بأسرها ويعرض وجودها ومستقبلها للخطر والأذى ولا ينبغي أن يغيب عن اذهاننا لحظة واحده أن مرامي الخطه الصهيونيه من هذا المشروع تصفية القضية الفلسطينية ، ولذا فان ما ينتظرنا من تحديات في قادم الأيام يستدعي منا حدة التنبه والوعي وأعلى درجات اليقظة والاستعداد .
أننا نقف على أبواب مرحله جديدة لها تحدياتها المختلفة ومعطياتها الجديده ولا بد لنا من تحديد اهدافناوترتيب أولوياتنا في هذه الحقبة المصيرية الحاسمه في تاريخ وطننا وحياة أمتنا العربيه والاسلامية وأن من أهم ما يجب أن نتوجه إليه في هذه الأيام – وفي هذا الوقت المشحون بالأخطار- ضرورة التفكير بعقلانيه وإتزان في كيفية الرد بطريقة مثالية على مهاترات اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يطل علينا بين الحين والأخر بهلوسات ما يسمى الوطن البديل ودعواتة لإستبدال الخيار الفلسطيني بالخيار الاردني .
ونحن نتصفح سني الزمن تعود بنا الذاكرة إلى الماضي القريب ، فيتبادر إلى اذهاننا صورة ما قدمه جشينا العربي الباسل من بطولات وتتضحيات فنستذكر جميعاً صفحة خالدة من صفحات تاريخ الأردن المجيد – يحفظها من بين أنصع صفحاته – يوم التقت إرادة الصمود والتحدي لدى الشعب والقيادة ونشامى قواتنا المسلحة لتسطر النصر العظيم في معركه الكرامة الخالدة التي شكلت باحداثها ونتائجها انعطافه تاريخية ونقطة تحول بارزة في تاريخ الحروب العربية الاسرائيلية تحطمت خلالها اسطورة الجيش الذي لا يقهر واجبرته على الاعتراف بالهزيمة لأول مرة في تاريخه.
ولنا من تجارب الماضي أعظم العبر وخير الدروس فهي النبراس الذي يضئ لنا طريق الحاضر والأمل الذي نتطلع إليه نحو استشراف أفاق المستقبل ، فنحن لا نستطيع أن نتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاءول إلا بالتوقف عند الماضي وتأمل احداثه واستعاب دروسه لإستدراك النقص والقضاء على جوانب الضعف وتعزيز مواطن القوة ، ولا بد من أن يتداخل الماضي والحاضر معاً ليمتزجا في نسق متكامل مع النظرة إلى المستقبل لأن الربط الواعي بينهما ينيرالطريق امامنا ويعيننا على مواصله الانجازات وتخطي العقبات التى قد تعترض المسيره مع مرور الزمن .
ونصل إلى بيت القصيد لنقول مسبقاً إلى كل الابواق التي تنعق هنا وهناك ، وإلى كل من يريد بالوطن شراً أو سوءاً ، في حال تعرض أمننا الوطني للتهديد أو الخطر فإن التاريخ سيعيد نفسه من جديد - فما أشبه اليوم بالبارحه - فمعركه الكرامة شاهد من شواهد الزمن الحية بأن هذا الوطن عصي على كل طامع أو عابث ، فيه جيش صنديد يأبى الضيم ، ويدحر قوى الشر والعدوان ، ويحافظ على ارادته الحره ، ويقف بالمرصاد أمام كل المحاولات اليائسه لزعزعة أمنة واستقراره ، والتطاول على سيادته، ويقطع دابر اليد التي تمتد الى هذا الوطن بسوء ، وتأكل نيرانه كل من يحاول تدنيس ذره من ذرات ثراه الطهور ، فما زالتنتائج المعركه حيه في الأذهان وباعث من بواعث العزه والمنعه فينا ، ودرساً موجعاً ورداعاً لكل من يفكر أن يتطاول على قدسيه الارض الاردنية .
والناظر إلى مسيره الأردن المظفره عبر سني عمره الطويل، يتملكه الزهو والاعجاب بما يبرهنه هذا البلد الصابر المرابط في كل يوم من رباطة جأش ، وإراده صـلبه لا يطالها اليأس ، وعزائم لا تعرف المستحيل ، ومن صمود بطولي ، وقدرة فائقه على مجابهه التحديات والتغلب عليها ، يقف كالجبال الراسيات لا تهزه الظروف ولا تنال منه المحن ، ولا تزال قوته تزداد شدة ومنعه في كل يوم ، لا تفتر له همه ولا تلين له قناه , يمضي بكل ما أوتي من عزم وقوه وبخطى ثابته لإستكمال مسيرته الخيره المباركه ، لا تثنيه غوائل الدرب ولا ترده هوج العواصف عن تحقيق ما يصبو إليه من طموحات لا تحدها حدود .
إن هذا الحمى العربي الهاشمي كان ومايزال وسيبقى - كما كان على الدوام - قلعة شامخة من قلاع الصمود والتحدي ، تتعانق على إمتداد ساحاته وفوق روابيه رايات المجد وعناوين البطولة ، وسيظل عصياً على الغزاه والطامعين ، وكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره ، أو النيل من منجزاته ، أو تشويه صورته أوتلويث سمعته ، وسيظل مهما إدلهمت الخطوب عزيزاً مهيب الجانب موفور العزة والكرامهأقوى من كل التحديات ، متصدياً لكل ما يحيق به من مؤامرات ، ولن تنحني هامات ابنائه إلا لله الواحد القهار ، وستبقى الراية خفاقة في الذرى .
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق