نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 3 أسباب للحذر المصري مع سوريا الجديدة.. هل تعود الثقة المفقودة؟ - جورنالك في الأربعاء 10:29 صباحاً اليوم الأربعاء 8 يناير 2025 10:29 صباحاً
فور سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يوم 8 ديسمبر الماضي وسيطرة مقاتلي هيئة تحرير الشام على البلاد بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقاً) خرجت البيانات والتصريحات ما بين التأييد والرفض من قادة المنطقة والعالم ، لكن مصر التزمت الصمت تماماً تجاه ما يحدث على الأراضي السورية ومع مرور الوقت زاد الصمت وتضاعف الحذر، فهناك 3 أسباب وراء موقف القاهرة المتردد من الإدارة الجديدة في دمشق.
السبب الأول: الارتباط بـ«داعش»
تشكلت الإدارة الجديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً» التي كانت تشكّل فرع تنظيم القاعدة في سوريا حيث أسسها أحمد الشرع مع بدء الحراك ضد نظام الأسد منذ 14 عاماً بتكليف من زعيم تنظيم «داعش» في العراق آنذاك أبو بكر البغدادي لتعزيز وجود القاعدة في المنطقة.
خلفية الجولاني المرتبطة بـ«داعش» الذي تنتمي إليه "ولاية سيناء" المسؤولة عن العديد من العمليات الإرهابية في مصر حيث استهدفت نقاطاً للجيش شمالي سيناء ونفذ العديد من التفجيرات التي راح ضحيتها عسكريون ومدنيون خلال 4 سنوات من 2013 إلى 2017، واستطاع الجيش المصري تكثيف الهجمات على عناصر ولاية سيناء وتصفيتهم في معارك دامية.
انتماء أحمد الشرع إلى «داعش» وتصنيفه إرهابياً عام 2013، من قبل الولايات المتحدة بتهمة تنفيذ هجمات انتحارية قتلت مدنيين، وارتباط ذلك بالحرب التي خاضتها مصر على الإرهاب في سيناء دفع القاهرة إلى التوجس من الإدارة الجديدة في سوريا.
السبب الثاني: العلاقة مع الإخوان
في الأسبوع الأول الذي سيطرت فيه «هيئة تحرير الشام» على سوريا بدأت الوفود تتجه إلى دمشق ومن بينها أشخاص ينتمون إلى هيئات وتنظيمات تصنف إرهابية حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمع «الشرع» بـ«محمود فتحي»، وهو مطلوب مصري مصنف على قوائم «الإرهابيين»، بحضور مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، ما أحدث ردود فعل واسعة، وأثار الاستقبال مخاوف مصرية من احتضان سوريا لعناصر «الإخوان الهاربين»، في ظل «العلاقة الوطيدة» بين الجماعة «الإرهابية» وقادة سوريا الجدد، وكذلك تضييق تركيا على عناصر الجماعة منذ المصالحة مع مصر.
السبب الثالث: تعيينات الجيش
كان من الممكن أن تمر المواقف السابقة دون التفات من الجانب المصري لكن قرارات الإدارة الجديدة في سوريا عززت قلق القاهرة تجاه ما يحدث في دمشق حيث قام أحمد الشرع، بالإعلان عن تعيينات عسكرية شملت عدداً من المقاتلين العرب في مناصب قيادية ضمن الجيش السوري الجديد، ومن بينهم علاء محمد عبد الباقي الذي أدين بعد هروبه إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة، وتمت معاقبته بالسجن المؤبد في مصر ومصادرة أموال الشركة التي قام بتأسيسها بالإشتراك مع 11 متهماً في القضية رقم 476 لسنة 2018 جنايات أمن دولة طوارئ.
قرار منع الدخول
التوجس المصري مما يحدث في سوريا دفع سلطات الطيران المدني في القاهرة إلى إصدار قرار بمنع دخول السوريين القادمين من مختلف دول العالم من دخول البلاد، دون الحصول على التصريحات اللازمة من الجهات المعنية بعد أيام قليلة من صدور قرار بمنع دخول السوريين من حاملي الإقامة الأوروبية والأميركية والكندية إلى مصر دون الحصول على الموافقة الأمنية.
اتصال رسمي
في الأول من يناير الجاري وبعد 3 أسابيع من سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة هيئة تحرير الشام على سوريا، كان أول اتصال رسمي مصري بالحكام الجدد في دمشق حيث أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي لنظيره السوري أسعد الشيباني، وقوف القاهرة مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً كشفت فيه عن تفاصيل الاتصال مؤكدة أن عبد العاطي دعا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وأشار إلى أن مصر تأمل أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة
جاء اتصال وزير الخارجية المصري بعد يومين من تدوينة نشرها أسعد الشيباني على منصة «إكس» قال فيها إن الحكومة تتطلع إلى بناء علاقات هامة واستراتيجية مع جمهورية مصر العربية تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما"
وعقب الاتصال الهاتفي قال الشيباني في بيان على «إكس» : «سعدت باتصال معالي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والذي أكد فيه على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة، وأن مصر وسوريا يجمعهما تاريخ واحد ومستقبل واعد بإذن الله».
مساعدات للشعب السوري
لم تمنع العلاقات الرمادية مع الإدارة الجديدة ، مصر من مساعدة الأشقاء في سوريا حيث أرسلت طائرة إغاثية إلى دمشق، تحمل 15 طناً من المساعدات الإنسانية مع تأكيد وزارة الخارجية المصرية على الروابط الشعبية التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
0 تعليق