"شجر الليمون دبلان على أرضه".. كيف أعاد فيلم رامبو صوت المُهمشين لـ صالات السينما ؟ - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "شجر الليمون دبلان على أرضه".. كيف أعاد فيلم رامبو صوت المُهمشين لـ صالات السينما ؟ - جورنالك ليوم الأربعاء 8 يناير 2025 04:14 مساءً

"شجر الليمون دبلان على أرضه"، هل تساءلت يومًا عن معنى تلك الأغنية وسبب إلحاقها بفيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو؛ لتصبح شعارًا وتعبيرًا مختصرًا عن حالة بطل الفيلم "حسن" الشاب الذي يُعاني في طاحونة الحياة محاولاً التعايش مع ما يواجهه من صعوبات، لتصبح تلك الأغنية وبطل الفيلم "حسن" استعادة لـ صوت المٌهمشين في صالات السينما مرة أخرى؛ لذا عزيزي القارئ دعنا نأخذك في رحلة مع "حسن" كرمز لـ الشباب المٌهمش في طاحونة الحياة. 

صداقة قوية بين حسن ورامبو

بداية دعنا نتعرف على سردية فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو فوفقا لما رصده موقع تحيا مصر يحكي العمل عن الشاب البسيط "حسن" التي تجمعه صداقة قوية بـ الكلب البلدي "رامبو"، فقرر رعايته في منزله لتنشأ علاقة صداقة قوية بينهما ويصبح الصديق الوفي له في ظل ما يٌعاني منه "حسن" من توحش وصعوبات في الحياة، إلا أن تلك الصداقة تصبح مهددة بالانتهاء بعد بطش "الريس كارم"، الذي يسعى لطرد "حسن" ووالدته من منزلهما، فيبدأ بافتعال الشجار مع "حسن" الذي يظهر عاجزًا في الدفاع عن نفسه؛ وهنا يظهر "رامبو" ليدافع عن صاحبه بشجاعة؛ ويصبح بعدها "رامبو" مٌطارد من "الريس كارم"، ليحاول "حسن" لأول مرة لعب دور "البطل" والتغلب على ضعفه لينقذ "رامبو". 

6761b6cd11.jpg
فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

إعادة صوت المُهمشين لـ صالات السينما 

للوهلة الأولى قد تبدو لك القصة بسيطة عن علاقة إنسانية تجمع بين "حسن" وصديقه الكلب "رامبو"، إلا أنك ستجد هذا الفيلم البسيط خلق حالة ترابط وجداني مع كل من شاهده، خاصة الشباب الذي يواجه الصعوبات ذاتها في حياته، فأصبح كل من يشاهد الفيلم يرى نفسه في بطل الفيلم "حسن" الشاب البسيط الذي يعيش حياته بـ روتين قاتل وجّل ما يطمح إليه الصمود أمام وحشية الحياة المٌتمثلة في "الريس كارم" الذي يحاول البطش به وبوالدته، حتى صديقه "رامبو" لم ينجو من براثنه، ليصبح هذا الفيلم إعادة إحياء لـ الواقعية واستعادة صوت المٌهمشين في صالات السينما؛ بعد حقبة طويلة من إنتاج الأفلام التجارية التي تبعد أميال عن حال المواطن. 

cc2399a4b1.jpg
فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

فاستطاع فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو أيضًا استعادة صورة الواقعية في السينما، وبدأ الجمهور باستحضار شخصيات أيقونية أبدعت في لعب دور المٌهمشين في الأفلام السينمائية، لعل أبرزها الزعيم عادل إمام في شخصية "فارس" بفيلم الحريف، وكذلك شخصية "ترافيس" التي جسدها العالمي روبرت دي نيرو في أيقونة السبعينات "Taxi Driver"، بالإضافة لشخصية "نورتون " في الفيلم الشهير Fight club، ليضيف فيلم "الحبث عن منفذ لخروج السيد رامبو" اسمًا جديدًا للقائمة، وهو "حسن" الذي جسد دوره ببراعة الفنان عصام عمر؛ ليكتب ميلادًا جديدًا له بـ أداء دور درامي وواقعي بارع. 

الهوية البصرية في الشوارع المصرية 

وبالنظر للفيلم أيضًا سنجد أن الهوية البصرية التي جسدها المخرج خالد منصور بالفيلم، عززت الشعور بالواقعية وكذلك مسحة الحزن والدراما بالفيلم، فحرص "منصور" على خلق صورة بصرية حقيقية ومُبدعة عن واقع الحارات المصرية من خلال اختيار الشخصيات وكذلك الأزياء والشوارع دون محاولة تزييف لتلك الهوية أو تجميلها، فسنرى حرصه أيضًا على اختيار بعض الشوارع التى تحظى بهوية مصرية قوية مثل سور "مجرى العيون" وكذلك منطقة "وسط البلد"، والمنطقة الشعبية "بولاق أبوالعلا"، فكان "حسن" يجوب تلك المناطق على الموتوسكيل الخاص به برفقة صديقه "رامبو". 

b3218cddee.jpg
فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

أما على مستوى استخدام الإضاءات، فتمكن المخرج "خالد منصور" من استخدام الإضاءة كأداة بصرية قوية لنقل المشاعر، فاللون الرمادي الذي سيطر على غالبية مشاهد الفيلم أعطى للمٌشاهد إيحاء بالوحدة والضياع التي يشعر بها "حسن" مثلما حدث في مشهد استماعه لـ صوت والده في المطعم، وكذلك أثناء احتفاله بعيد مولده، أما اللون الأخضر الذي تم استخدامه في مشاهده داخل الجامع، فتعطي للمشاهد إحساس بالشفاء والهدوء التي أصبح "حسن" يشعر بها بعد ادائه للصلاة والجلوس بالجامع، أما في المشهد الذي يقف فيه "حسن" وحيد وسط صخب من حوله داخل "الملهى الليلي"، فيجسد شعوره بالبرودة والعزلة بعد وداعه لصديقه الوحيد "رامبو". 

شجر الليمون دبلان على أرضه

ونصل للمحطة الأخيرة والأهم، وهو استخدام عنصر الموسيقى ببراعة داخل الفيلم، فأصبح صوت المٌطرب "محمد منير" رفيق شخصية "حسن" في ظل الأحداث المريرة التي يعيش بها، واختيار أغنية "شجرالليمون" كإحدى الأغاني المٌفضلة لـ بطل الفيلم "حسن" لم يكن عشوائي، فـ "شجر الليمون" والتي غناها "محمد منير" لها تعبير واقعى عن حالة التوهة والاغتراء التي يحيا فيها البعض أمثال "حسن"، فُيعرف عن "شجر الليمون" أنه دائم الخضرة ودائمًا ما يذبل؛ لذلك عندما يتم وصف الليمون بالذبول على أرضه، يٌشير ذلك إلى حالة حزن وفقدان عميق يشعر به الشخص إلى الحال الذي أوصله لـ الذبول، وهو الشعور ذاته الذي رافق "حسن" طوال حياته، لينتهي الفيلم بـ جلوسه ووالدته في حالة استسلام وعجز، وليعلو صوت "منير" بصالات السينما "شجر الليمون دبلان على أرضه".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق