في ظل تزايد أساليب التسول المبتكرة في العالم العربي، ظهرت طريقة جديدة مثيرة للدهشة والخطورة في أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة، حيث يلجأ شاب إلى استعطاف المارة والسائقين بأسلوب غريب وغير مألوف.

غزل البنات

ويقوم الشاب بعرض حلوى "غزل البنات" كوسيلة لبيع منتجه، لكنه يعتمد في الحقيقة على إثارة الشفقة بدلاً من التجارة، يتخذ مكانًا على نهر الطريق في شارع الخليفة المأمون، حيث يستلقي متظاهرًا بالنوم وسط السيارات المارة، مشهد يثير الحزن والخوف في آن واحد، يدّعي الشاب أنه يغلبه النوم من شدة الحزن واليأس بسبب فقره وعجزه عن شراء الطعام.

وما إن يلاحظ السائقون وجوده حتى يتوقفوا بدافع الإنسانية والرحمة، يحاولون مساعدته إما بدفع مبلغ مالي صغير أو بإزاحته عن الطريق خشية تعرضه للأذى، وبمجرد أن يغادر السائقون المكان، يعود الشاب إلى نفس الوضعية ليكرر الحيلة مع آخرين.

تسول خطر

وهذه الطريقة ليست فقط وسيلة لجمع المال، بل تشكل خطرًا حقيقيًا على حياته وحياة مستخدمي الطريق، فالوقوف المفاجئ للسيارات في شارع مزدحم قد يتسبب في وقوع حوادث مرورية.

ويُشير بعض سكان المنطقة إلى أن هذا السلوك تكرر مرارًا في الشهور الأخيرة دون تدخل فعلي من الجهات المعنية، ويؤكد أحد الشهود: "الطريقة ذكية لكنها خطيرة، إذ أن الجميع يقف لمساعدته خوفًا على سلامته، لكننا نلاحظ أنه يعود للنوم في نفس المكان بعد لحظات من مغادرة السيارات".

ويجدر بالجهات المعنية التدخل السريع لوقف هذه الظاهرة التي قد تتحول إلى خطر داهم على المارة والسائقين، كما يتطلب الأمر توعية عامة للمواطنين بعدم التعامل مع هذه الأساليب التي تُشجّع على استمرار مثل هذه الظواهر.

أزمات الفقر والبطالة

ومن جانب آخر، تُسلّط هذه الحيلة الضوء على مشكلات أعمق تتعلق بالفقر والبطالة، والأزمات الاقتصادية التي تُلجئ الفقراء والبسطاء غلى ابتكار حيل جديدة للتسول، والتي تدفع بالبعض للجوء إلى هذه الأساليب المبتكرة، وهذا يستدعي تكاتف الجهود لتوفير حلول مستدامة تُعالج جذور المشكلة بدلًا من الاكتفاء بردود فعل وقتية.

ويبقى الوعي هو السلاح الأهم لمواجهة مثل هذه الأساليب، فالتعامل الحكيم والحذر مع هذه المواقف قد يكون السبيل الوحيد لمنع انتشارها وحماية الأرواح.