العمر - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: العمر - جورنالك ليوم السبت 11 يناير 2025 09:35 صباحاً

إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "جورنالك الاخباري" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.

ليست السنوات مجرد رقم يعيشه الإنسان، بل هي مدرسة يستقي من تجاربها، ويتعلم من خيباتها، ويقتدي بحلوها ومرّها، ويتنزّه عن صغائرها.

ومع تقدّم السنين، يبحث الإنسان عن الهدوء والسلام، فيصبح أبعد عن الخلافات والمشاحنات والخيبات والضغوط، حتى مع أقرب المقرّبين. يبحث عن الصحة وراحة البال، وعن المجالس المفيدة وكلمة "تجبر بخاطره".

معظم الذين يتقدمون في العمر يستطيبون مجالسة الأوفياء وأصحاب القلوب البيضاء الصافية، الذين يعرفون معنى الحب والاحترام، والمودّة والأمان.

لم يكن يومًا التقدّم في العمر سببًا للكسل والخمول، بل فرصة يغرف منها الإنسان ما تاه عنه في السنوات السابقة، ليقدمه مائدة دسمة للنشء الصاعد.

التقدّم في العمر فرصة لزيادة الخبرة والتعمّق في عظمة الله. قد يجد الإنسان في هذه المرحلة الوقت الأوفر للتأمل في كتاب الله، ولكن عِشرة الله منذ الصِبَا هي التي تبني علاقة وثيقة معه، وتفتح باب التقرّب منه عبر مراجعة أخطاء الماضي بقراءة نقدية للأغلاط التي ارتكبها في سن الشباب.

العمر غفلة، والحياة لحظة. ليست الولادة إرادية، ولا الموت كذلك. إنما ما بين الولادة والموت تكمن إرادة الإنسان في توجيه البوصلة التي يراها مناسبة لحياته.

البعض، في شيخوخته، يردد بحسرة: "ألا ليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب!"

هذا البيت يعكس شوق القائل إلى شبابه وقوّته وحبّه للحياة، لكنه يتجاهل حقيقة أن ليس كل من مات كان طاعنًا في السن، ولا كل من عاش كان من صغار القوم.

من كانت له الفرصة أن يصل إلى الشيخوخة، فعليه أن يدرك أهميتها. كبار السن بركة؛ هم الخبرة والحكمة، هم القدوة علمًا وخُلقًا وسلوكًا، هم التاريخ والإطلالة على الزمن الماضي بمواعظه ودروسه وعطائه وإيجابياته وسلبياته التي تتعلم منها الأجيال اللاحقة.

لذلك، لم ولن يكون التقدّم في العمر حاجزًا أمام البحث والمعرفة والإصغاء والتعمّق في حكمة الحياة. لا إحباطات في الحياة، ولا توقّف عن العطاء. المهم أن يملك الإنسان الحكمة في كل مرحلة من حياته، فـ"رأس الحكمة مخافة الله".

وكما يقول الكتاب: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّاماً صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ" (بطرس الأولى 3: 10).

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام