يواصل المحققون جهودهم لكشف أسباب الحرائق الضخمة التي اجتاحت مناطق عدة في كاليفورنيا الأمريكية، وأسفرت عن مقتل 11 شخصًا على الأقل، وتشريد الآلاف، وتدمير آلاف المنازل والشركات.

حرائق باسيفيك باليساديس

في حي باسيفيك باليساديس الراقي، موطن نجوم هوليوود مثل جيمي لي كورتيس وبيلي كريستال، اللذين فقدا منزليهما جراء الحريق، تشير التحقيقات إلى أن الرياح أثارت الحريق خلف منزل في شارع بييدرا مورادا درايف، المطل على وادٍ مليء بالأشجار.

وعلى الرغم من أن الصواعق تعد من الأسباب الشائعة للحرائق في الولايات المتحدة، استبعد المحققون هذا الاحتمال بسرعة لعدم ورود تقارير عن صواعق في المنطقة.

حرائق متعمدة

توجه التحقيقات الأنظار الآن إلى احتمالين رئيسيين: الحرائق المتعمدة، أو تلك الناجمة عن أعطال في خطوط المرافق.

وأوضحت تيري بروسبر، مديرة الاتصالات في لجنة المرافق العامة بكاليفورنيا، أن الشركات ملزمة بالإبلاغ عن أي "حوادث كهربائية محتملة مرتبطة بحرائق الغابات"، حيث يتم التحقيق في مدى التزامها بالقوانين.

أحداث مشابهة

في حادثة مشابهة عام 2017، تسببت خطوط الكهرباء التابعة لشركة إديسون بجنوب كاليفورنيا في اشتعال حريق "توماس"، الذي يعد من أكبر حرائق الولاية، وأسفر عن مقتل شخصين واحتراق أكثر من 440 ميلًا مربعًا.

وفيما يتعلق بحريق "إيتون" قرب باسادينا، قدمت الشركة تقريرًا أوليًا إلى الجهات التنظيمية يفيد بعدم وجود ماس كهربائي أو انقطاعات قد تكون سببًا في اندلاع الحريق.

الحرائق في كاليفورنيا قد تنجم عن أسباب أخرى مثل حرق الحطام أو الألعاب النارية، وحتى الحوادث غير المتوقعة. ففي عام 2021، تسبب احتفال بالكشف عن جنس مولود جديد في اندلاع حريق هائل أتى على 36 ميلًا مربعًا من الأراضي، ودمر منازل، وأودى بحياة رجل إطفاء.

رغم الجهود المستمرة، لا تزال حرائق "إيتون" و"باليساديس" مشتعلة دون سيطرة تذكر.

وأوضح المحقق جون لينتيني، الخبير في تحليل أسباب الحرائق، أن احتواء النيران يعتمد على نفاد الوقود أو تغير الظروف الجوية.

وأضاف لينتيني: "لن تنطفئ هذه الحرائق إلا عندما تكون الظروف مواتية لذلك".

ومع استمرار المحققين في دراسة الأدلة، تبقى كاليفورنيا تحت رحمة الطبيعة، حيث تواصل الحرائق تهديد حياة السكان وممتلكاتهم في كل موسم.