تسببت الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الجفاف الممتد والرياح العاتية لسانتا آنا (رياح سانتا آنا هي رياح دافئة، جافة، وعاصفة تهب من شمال شرق جنوب كاليفورنيا نحو الساحل، تُعرف هذه الرياح بقوتها وقدرتها على زيادة خطر اندلاع حرائق الغابات الكبيرة) في اندلاع حرائق غابات مدمرة في منطقة لوس أنجلوس، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى حتى يوم أمس السبت.

تعاني جنوب كاليفورنيا من جفاف استثنائي منذ أشهر، إذ لم تشهد المنطقة هطول أمطار تُذكر خلال موسمها المعتاد.

وقال ماكس موريتز، خبير حرائق الغابات بجامعة كاليفورنيا، إن "المناظر الطبيعية الجافة والرياح الشديدة كانت كفيلة بتحويل أي شرارة إلى كارثة"، وفقا لموقع nbcnews.

وأوضح أن تغير المناخ أدى إلى اضطراب أنماط الأمطار وزيادة شدة الجفاف، ما يجعل الحرائق أكثر تواترًا وخطورة.

اجتاحت ألسنة اللهب أحياء باسيفيك باليساديس، هوليوود هيلز، باسادينا وألتادينا، حيث أحرق أكثر من 20 ألف فدان في حريق Palisades وحده.

كما التهم حريق Eaton ما يقارب 14 ألف فدان، بينما نمت مساحة حريق Kenneth إلى ألف فدان، رغم احتوائه جزئيًا بنسبة 35%.

بلغت سرعة الرياح العاتية 100 ميل في الساعة في بعض المناطق، ما أدى إلى تأجيج الحرائق وصعوبة السيطرة عليها.

وقال موريتز: "عادة ما تكون المنطقة رطبة بحلول هذا الوقت من العام، ولكن الجفاف الحالي جعل من الرياح وقودًا مثاليًا لهذه الكارثة".

يرى العلماء أن تغير المناخ يفاقم الفجوة بين الفيضانات والجفاف، مما يزيد من خطورة حرائق الغابات.

وقال موريتز: "نحن أمام نافذة من الكوارث المتطرفة المتكررة بفعل التغير المناخي، ما يهدد حياة الناس واستقرار مجتمعاتهم".

أصدرت السلطات تحذيرًا باللون الأحمر حتى مساء الجمعة لمعظم مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا، وسط توقعات باستمرار الرياح القوية والظروف الجافة.

تتطلب مواجهة هذه الحرائق المدمرة حلولًا شاملة تبدأ بالتخفيف من تغير المناخ وتنظيم إدارة الأراضي بشكل أكثر كفاءة لحماية الأرواح والممتلكات.