يشارك أكثر من 3000 خبير ومختص في مجال سلامة الأغذية من حول العالم، في فعاليات «مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية» الذي انطلق، أمس، في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار «استشراف المستقبل في سلامة الغذاء»، ويستمر حتى غدٍ، ويتناول المشاركون التوجهات الاستباقية في التعامل مع التحديات الناشئة التي يشهدها قطاع الأغذية العالمي، والضرورة الملحة لتوفير حلول مستدامة ومبتكرة تضمن أمن واستدامة الأنظمة الغذائية في المستقبل.

وكشفت بلدية دبي، خلال المؤتمر، أنها سجلت مليوناً و600 ألف منتج غذائي في نظام «منتجي بلس» الذي أطلقته تجريبياً أخيراً، مشيرة إلى أن هناك 26 ألف مؤسسة غذائية مسجلة في أنظمتها داخل الإمارة.

وأكد مدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري، أهمية تبني نهج استباقي في مواجهة التحديات العالمية، مثل التغيّر المناخي والتحول المتسارع في طرق تصنيع وتحضير الأغذية، والأنماط المتجددة في الاستهلاك الغذائي.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قد أدرجت «مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية» على قائمة الفعاليات الرسمية ليوم الغذاء العالمي، والذي ينسجم شعاره هذا العام مع شعار المؤتمر الداعي إلى «استشراف المستقبل في سلامة الغذاء»، وتأكيد ضرورة التضامن والعمل الجماعي، لتحقيق مستقبل غذائي عادل وآمن للجميع.

وفي هذه المناسبة، قال رئيس بعثة المكتب الإقليمي الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، الدكتور كيان الجاف: «يشهد قطاع الغذاء العالمي تحديات جسيمة تهدد سلامة الأنظمة الغذائية، وتحد من قدرتها على مواكبة التغيّرات المتواصلة، وهذا يتطلب منا التضافر والعمل بشكل جماعي، لابتكار الحلول التي من شأنها تعزيز قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل، والحد من الآثار الناتجة عن هذه التحديات. وهنا تتجسّد أهمية المؤتمرات الدولية، مثل (مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية)، الذي يوفّر منصة عالمية لتبادل المعرفة واستشراف الحلول لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبل منظومة الغذاء العالمية».

وقال مدير إدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، سلطان علي الطاهر، لـ«الإمارات اليوم» على هامش فعاليات المؤتمر، إن هناك 26 ألف مؤسسة غذائية مُسجلة في بلدية دبي حتى الآن، فيما سجّلت البلدية دخول ثمانية ملايين طن من الأغذية عبر منافذ دبي حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، ويعكس هذا الرقم زيادة كبيرة في حجم التجارة المرتبطة بقطاع الأغذية والمشروبات.

وذكر أن بلدية دبي تنظم 65 ألف زيارة تفتيشية على المنشآت الغذائية على مدار العام، وتشمل كل أنواع الزيارات ومنها الروتينية والمتعلقة ببلاغات وكذلك الزيارات التفقدية، مشيراً إلى أنه يتم اتخاذ إجراءات ضد المنشآت المتجاوزة، فإذا وجدنا أن مخالفاتها خطرة تصل العقوبة إلى الإغلاق. وأوضح أن الإجراءات تبدأ بالغرامات وصولاً إلى الإغلاق، إلا أن برنامج «بلدية دبي للتميز في الأنظمة الغذائية» عزّز تطبيق المنشآت الغذائية لأعلى معايير التميّز في التغذية والسلامة الغذائية.

وأضاف: «يُعدُّ (مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية) أحد أكبر المؤتمرات على مستوى العالم، حيث يشهد تزايداً في أعداد الزوّار كل عام، إذ تشهد الدورة الحالية حضور 3400 مشارك من داخل الإمارات وخارجها، وهذا يعكس سمعة دبي، وحرص المشاركين على حضور المؤتمر».

وقالت المدير التنفيذي بالإنابة للبيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي، نسيم رفيع: إن المؤتمر يركز على فحوص المنتجات المعدلة وراثياً والأغذية المستنبتة والإدارة الاستباقية للمخاطر الكيميائية وغيرها من الفحوص التي تساعد في إدارة الأزمات في مجال الأغذية، كما يقدم برنامجاً خاصاً للطلاب والباحثين الشباب، ويمنحهم مساحة لعرض مشاريعهم العلمية في مجال سلامة الغذاء.

ولفتت إلى أن بلدية دبي أطلقت برنامج «منتجي بلس»، وهو نظام جديد تم دمجه ليشمل فئات الأغذية والمنتجات الاستهلاكية، فجميع المنتجات التي كانت مُسجلة في أنظمة بلدية دبي تم تحميلها بشكل متكامل إلى هذا النظام، حيث يحتوي على خدمات عدة، منها رقابة المنتجات وتسجيلها والتصاريح المتعلقة بها وغيرها من الإجراءات المتعلقة بسلامة الأغذية، موضحة أن هناك 1.6 مليون صنف ومنتج غذائي تم تسجيله في النظام.

وأوضحت أن نظام «منتجي بلس» مبني على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث يتم إدراج المنتجات عن طريق الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أن تلك المنتجات مقبولة ومستوفية للشروط وليست مرفوضة، فضلاً عن مراجعة جميع الشهادات بواسطة التقنية، ما يوفر الوقت على الموظف والمتعامل.

داوود الهاجري:

. تبني نهج استباقي في مواجهة التحديات العالمية، مثل التغيّر المناخي والتطوّر المتسارع في طرق تصنيع وتحضير الأغذية.