في مثل هذا اليوم، 10 يوليو 2015، فقدت الساحة الفنية العربية نجما عالميا استثنائيا، هو الفنان المصري عمر الشريف.

عُرف عمر الشريف بمسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات على مستوى السينما العالمية والعربية.

وُلد باسم "ميشيل ديمتري شلهوب" في مدينة الإسكندرية يوم 10 أبريل 1932، وبدأت موهبته الفنية في سن مبكرة على خشبة مسرح فيكتوريا في الإسكندرية. حينها، قدّم العديد من التجارب المسرحية، من بينها "هاملت"، وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.

كانت انطلاقته الحقيقية في عالم السينما من خلال المخرج يوسف شاهين، الذي منحه دور البطولة أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي". هذا الفيلم لم يكن فقط بداية مشوار عمر الشريف في السينما، بل كان أيضًا بداية لقصة حب جمعته بفاتن حمامة.

تزوج عمر الشريف بفاتن حمامة وأشهر إسلامه ليتزوجها، ورزقا بابنهما الوحيد طارق. ومع ذلك، انتهى زواجهما بعد 14 عامًا، رغم أن عمر الشريف كان دائمًا يصف فاتن حمامة بأنها "حب حياته"، ولم يعلن عن امرأة أخرى فازت بقلبه.

في لقاء مع إذاعة "بي بي سي" عام 1978، عبّر عمر الشريف عن حبه للعب الورق، قائلاً: "أنا لا أعتقد أنني يمكن أن أعيش دون أوراق اللعب في يدي".

وأضاف أنه كان في أمس الحاجة إلى المال، قائلاً: "البارات والكازينوهات أفلستني". خسر عمر الشريف 750 ألف دولار في ليلة واحدة في لعبة الروليت، واضطر إلى بيع منزله في باريس.

وأعلن: "أنا لا أملك أي شيء على الإطلاق باستثناء عدد قليل من الملابس، أنا وحيد، كل شيء كان يمكن أن يكون مختلفًا جدًا لو كنت قد وجدت المرأة الصحيحة".

مشوار العالمية

بدأ عمر الشريف مشواره العالمي من خلال المخرج دافيد لين، حيث قدّم فيلم "لورانس العرب" عام 1962، الذي حقق شهرة واسعة له في الخارج.

بعد ذلك، قدّم فيلم "دكتور زيفاجو"، وتبعه بسلسلة من الأفلام الناجحة مثل "الرولز رويس الصفراء"، "الثلج الأخضر"، "الوادي الأخير"، "بذور التمر الهندي"، "المماليك"، و"الموعد".

من خلال هذه الأعمال، حقق عمر الشريف العديد من الجوائز العالمية، وحصل على 3 جوائز جولدن جلوب، عن أدواره في فيلمين وهما، "لورانس العرب" الذى حصل بسببه على جائزتين، الأولى كأفضل ممثل مساعد، والثانية كأفضل ممثل صاعد في عام 1963، وفيلم "دكتور زيفاجو" الذى فاز بسببه على جائزة أفضل ممثل.

كما رُشح لجائزة الأوسكار عام 1962 عن دوره في نفس الفيلم كأفضل ممثل مساعد.

في السينما المصرية، قدّم عمر الشريف على مدار عشرات السنوات عدة روائع، منها "صراع في الوادي"، "صراع في الميناء"، "أرض السلام"، "لا أنام"، "سيدة القصر", "نهر الحب"، و"إشاعة حب".

في السنوات الأخيرة من حياته، شارك في أفلام مهمة مثل "حسن ومرقص"، "القديس بطرس الرسول"، و"المسافر".

أزمات ووفاة

عام 1994، تعرّض لأزمة قلبية في غرفته بفندق بباريس بسبب الإفراط في تدخين السجائر، مما اضطره للابتعاد عنها لفترة. ومع ذلك، كان يعود للتدخين في أوقات مختلفة.

في أواخر حياته، أصيب عمر الشريف بمرض الزهايمر، وأعلن نجله طارق قبل وفاته بأشهر أن المرض تمكن منه بشكل كبير ولم يعد يتذكر شيئًا.

توفي عمر الشريف صباح الجمعة 10 يوليو 2015، بعد شهور قليلة من وفاة فاتن حمامة وثلاث سنوات من رحيل صديقه أحمد رمزي، مما شكل صدمة نفسية كبيرة له.