نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فرح جديد… شابة تجاوزت إعاقتها البصرية وتفوقت بدراستها الجامعية - جورنالك ليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 01:34 مساءً
طرطوس- جورنالك
كثيرة هي قصص النجاح التي أغنت عقولنا، وزادت من عزيمتنا لأشخاص من ذوي الإعاقة كانوا منارة لغيرهم في النجاح والإصرار، ومنهم الشابة فرح جديد التي تجاوزت إعاقتها البصرية معتمدة على بصيرتها العقلية لتحقيق حلمها، ومتابعة تحصيلها العلمي لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
فرح 23 عاماً تنحدر من مدينة بانياس في محافظة طرطوس تمكنت بعزيمتها الصلبة وإرادتها القوية من تحقيق إنجازات متتالية على مستوى التحصيل العلمي في مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية في الفرع الأدبي، وصولاً إلى حصولها على الإجازة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة تشرين.
وبينت فرح خلال حديثها لـ جورنالك الشبابية أنها تعاني منذ ولادتها من ضعف شديد بالبصر بنسبة واحد من عشرة نتيجة تلف بشبكية العين وضمور جزئي بالعصب البصري إلى أن انفصلت الشبكية بشكل نهائي، واضطرت إلى إجراء عمل جراحي “قطع زجاجي” لإعادة الشبكية إلى موضعها، وبسبب عدم تنشط الشبكية فقدت النظر كلياً.
وأوضحت أن مراحل الدراسة الأولى حتى الصف التاسع أمضتها برفقة شقيقتها التي كانت تلازمها في الذهاب والعودة من المدرسة إلى المنزل لتتولى عائلتها تعليمها من خلال قراءة الدروس لها، إضافة إلى شرح الدروس العلمية ومساعدتها بواسطة أشكال هندسية تقليدية والتعرف عليها من خلال اللمس، ما مكنها من تخطي مرحلة التعليم الأساسي بمجموع قدره 304 من 310.
النجاح الذي حققته فرح حسب قولها كان بداية الطريق لمتابعة تحصيلها العلمي فكان دافعا لها للاستمرار وتجاوز المرحلة الثانوية بمجموع 208 من 220 بمساعدة والدتها التي عادت إلى مقاعد الدراسة ودرست معها من الصف العاشر حتى الثانوية، موضحة أنها حصلت على المركز الأول على مستوى سورية للمكفوفين في الفرع الأدبي، في حين حصلت والدتها على مجموع قدره 205 من 220 في الفرع الأدبي.
الدور الكبير الذي لعبته والدة فرح حسب قولها يجسد التضحية المثلى للأم المعطاءة التي نذرت وقتها في سبيل تحقيق حلمها، حيث رافقتها بالاختصاص نفسه بكلية الحقوق بجامعة تشرين إذ تلازمها في الذهاب والعودة إلى الجامعة بواسطة القطار لسهولته وفق ما ذكرت.
السنة الدراسية الأولى بالنسبة لها كانت مفتاح التفوق رغم صعوبتها بداية وخاصة في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية ورغم ذلك تمكنت من نيل شهادة الباسل للتفوق الدراسي بالمرتبة الثانية في السنتين الأولى والثانية، وتخرجت برفقة والدتها بمعدل ممتاز بعد ثمرة جهود طويلة من التدريس، معتمدة على قدرتها الذهنية ومساعدة والدتها، إضافة إلى الاستعانة بمبادرة من القلب إلى القلب الخاصة بالمكفوفين التي كان لها دور كبير في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية لتمكنها من سماعها وحفظها.
تأمل فرح رغم إعاقتها أن تتابع دراستها الجامعية من خلال الماجستير والدكتوراه، وأن تندمج في الحياة المهنية والعملية، وأن تكون معيدة جامعية، مختتمة حديثها بالتأكيد على أن كل شخص لديه إعاقة عليه أن يتجاوزها فمن عليه أن يعيش الحياة بشكل صحيح وجب عليه أن يضع جميع إمكاناته في الهدف الذي يسعى إليه والثقة بالنفس بشكل مطلق.
بدورها، والدة فرح بينت أنها كانت تجد المتعة في تدريسها كونها كانت تعطي نتائج مميزة رغم الصعوبات التي كانت تعترضهما، وخاصة من خلال تسجيل المحاضرات والعودة إلى المنزل وتحويلها إلى ملفات صوتية لتستطيع فرح دراستها لحين تعرفهما على مبادرة من القلب إلى القلب لمساعدة الطلاب من ذوي الإعاقة التي لعبت دوراً كبيراً لحين تخرج فرح من الجامعة.
وختمت الوالدة حديثها بالقول: كل أم تعلم مقدرات ابنها جيدا عليها دفعه للأمام بشتى أشكال الدعم المادي والجسدي والنفسي ليتمكن من الاستمرار والوثوق بقدراته وتنميتها وعدم الاستهانة بها.
ذوالفقار ابوغبرا
متابعة أخبار جورنالك على تلغرام https://t.me/Gornalak
0 تعليق