Call of Duty: Black Ops 6 - جورنالك جيمنج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: Call of Duty: Black Ops 6 - جورنالك جيمنج

الرياض - عمر العمودي - في العام الماضي كنت أمتلك مشاعر مخطلتة حول Call of Duty MW3، فبين طور اللعب الجماعي الممتع والمتنوع، ومستوى طور القصة المتواضع، شعرت أن هناك عدم توازن فيما تقدمه التجربة، في 2024، ومنذ تسريب اسم لعبة Black Ops 6 الرمزي، وهو “Gulf War” بدأ حماسي في الازدياد نحوها، كونها اللعبة التي قد تعيد سلسلة Call of Duty إلى القمة من حيث تقديم القصة وربما التجربة بشكل كامل، ولتصبح التجربة الأكثر شمولًا في السلسلة خصوصًا وأنني أعرف بأن مايكروسوفت لحاجة لذلك كونها أول لعبة من السلسلة العملاقة تصدر على خدمة Game Pass، فهل نجحت اللعبة في هذا التحدي؟ إليكم مراجعة Call of Duty: Black Ops 6.

أولًا: قصة اللعبة بدون حرق…من بين الأفضل في السلسلة

تدور قصة اللعبة في فترة حرب الخليج الثانية، بين عامي 1990 و 1991 ولكن لا علاقة مباشرة لها بالأحداث التي جرت في المنطقة العربية، وإنما هي قصة استخباراتية جاسوسية تدور حول محاولة مجموعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA التحري حول مجموعة عسكرية خاصة (ميليشا) تسمى “بانثيون” تجري نشاطات مشبوهة، ومعرفة المصدر الذي يدعمها من داخل وكالة الـCIA.

إذًا شبهة بفساد في المخابرات المركزية الأمريكية، ومجموعة من الأبطال من ضمنهم وودز وأدلر من الأجزاء السابقة، وشخصيات جديدة من ضمنها بطل اللعبة “ويليام كالدرون” -وهو شخصية صامتة- و سيفاتي دوما، وهي عميلة ذات أصول مغربية، بالإضافة إلى فيلكس نيومان وهو عميل ذو خلفية تقنية  متخصص في التجسس والاختراقات. ينفذ هذا الفريق مجموعة من العمليات في مختلف مناطق العالم، بعضها في العراق وبعضها في الكويت ولكن أكثرها في مناطق متفرقة حول العالم، من الولايات المتحدة إلى شرق أوروبا وقبرص وغيرها. لعبة Black Ops 6 تقدم تجربة جاسوسية بامتياز، تعيد للذاكرة أفلام James Bond بأجواء أكشن ذات وتيرة مرتفعة ولحسن الحظ فإن القصة لديها الكثير لتقدمه هذه المرة على الصعيد التصميمي والسردي أيضًا، فقد امتدت معي القصة إلى 10 ساعات كاملة وذلك نتيجة لأنني حاولت القيام ببعض الأمور الإضافية التي تقدمها.

بشكل عام، قصة اللعبة من حيث السرد تعد من بين الأفضل في تاريخ السلسلة، لكنها لازالت تقع ضمن نطاق القصص المتوقعة التي يمكنك توقع مسار أحداثها إذا كنت عاشق قديم للسلسلة مثلي، ومع ذلك لا يجعلها هذا الأمر قصة ضعيفة أبدًا، بل أنها واحدة من أفضل قصص سلسلة Black Ops 6 التي تعتمد في قصصها على الجانب الجاسوسي والاستخباراتي. شخصيات القصة لمعت بشكل كبير هذه المرة، وخصوصًا مع وجود خيار الاجتماع في المخبأ بين المهمات والتحدث معهم بشكل مكثف عن ما يحدث في القصة. السطور الحوارية الإضافية كانت مفيدة جدًا في بناء الشخصيات، والتعرف عليهم وكأنه أناس حقيقيون، وهو ما افتقدته الاجزاء السابقة من السلسلة. الأداءات الصوتية وتعابير الوجوه وتفاصيل الرسوم حدث ولا حرج من حيث الدقة والواقعية، وهو أمر لا يتم استغلاله في الأونلاين لذلك كنت سعيدًا أيما سعادةً بمستوى القصة وتقديمها لمحتوى ضخم وحوارات مكثفة مع هذا الطاقم من الشخصيات.

أما على الصعيد التصميمي، فاللعبة تقدم عدد من المهمات المتتابعة والتي تشبه الحلقات، كل حلقة منها مرتبطة بمهمة يجب إنجازها في مكان ما، ولدى كل مهمة ملابساتها، فمثلًا هناك مهمة يجب عليك فيها التسلل إلى إحدى القصور الرئاسية في العراق والبحث عن شيء ما، ولكن قبل ذلك عليك مساعدة قوات التحالف الموجودة بالقرب من تلك المنطقة لكي يساعدوك هم بدورهم على التسلل إلى القصر، وهنا تعطيك اللعبة مساحة من الخريطة شبه المفتوحة ومركبة لتستخدمها في التجول، ومعها تكون المهمة شبيهة أكثر بلعبة Metal Gear Solid وعالمها المفتوح، ويكون هناك شريحة من المهمات المتنوعة التي يمكنك القيام بها ضمن هذه المرحلة، أو يمكنك التركيز بشكل مباشر على المهمة الأساسية.

المهمات الجانبية ليست جديدة بشكل ثوري، فهي مجرد معسكرات مترامية الأطراف تتواجد فيها إما معلومات أو أسلحة يجب عليك تدميرها لإفساد أفضلية العدو والسماح للطائرات بالعبور من فوق تلك المنطقة، ولكن الممتع في هذه المرحلة هو تصميم البيئة المفتوح الذي يتيح لك حرية ضخمة في كيفية تنفيذ كل مهمة، شخصيًا استمتعت بقنص الأعداء واحدًا تلو الآخر عن بعد ثم الدخول للإجهاز على البقية من المسافة صفر.

الحقيقة أن هذه المهمة لم تقدم أكثر مما ينبغي عليها أن تقدمه، أي أن عدد المهامات فيها مناسب، وبعدها لم تحاول اللعبة تقديم المزيد من هذا النوع وقدمت أنواع أخرى من المهمات. أعجبتني مهمة بعنوان Emergence وهي مهمة تضعك في مختبر ضخم أعادت للذاكرة  بشدة لعبة Control أو لعبة Prey حيث يُطلب منك فتح باب يحتاج إلى 4 مفاتيح مختلفة، كل منهم يقع في قسم من أقسام ذلك المبنى الضخم الذي أقيمت فيه تجارب مريبة. مهمة أخرى تأخذك إلى كازينو للسطو عليه واستخراج ملفات مهمة من خزانته، وعليك فيه التنكر والتسلل واستخدام عدة شخصيات في أدوار متعاقبة لإنجاح العملية.

مهمة أخرى قدمت لي فرصة التسلل إلى تجمع انتخابي للمرشح الرئاسي وقتها “بل كلينتون” ومحاولة سرقة بطاقة تعريف تعطيني قدرة على الوصول إلى مكان سري في ذلك المبنى المقام فيه الحفل وهناك 3 طرق مختلفة للقيام بذلك، في تصميم مهمات ذكرني كثيرًا بسلسلة Hitman الأخيرة.

طور القصة لا يتوقف عند المهمات الأساسية فقط، فهناك كما ذكرت الحوارات الجانبية والتي تحدث في المخبأ، وهو منزل منعزل تعود إليه بين المهمات لتطوير الشخصية والأسلحة والعتاد. أعجبني التوسع في تقديم هذا الجانب عن جزء Cold War مثلًا، فالآن بات بإمكانك جمع المال من الأماكن التي تذهب إليها مع طور القصة وإنفاقه في تطوير وبناء مرافق مهمة في المخبأ مثل مكتب لتطوير العتاد، وآخر لتطوير الأسلحة وساحة للتدريب. تطوير الأسلحة والعتاد يكون عن طريق تطوير شخصيتك وإكسابها مهارات مثل خانة إضافية للدرع، أو إمكانية إعادة تلقيم الأسحة بسرعة، أي أنه يمكنك اعتبارها شجرة مهاراتك.

باختصار، مهمات القصة ضخمة، وكل واحدة منهم مصممة بشكل مختلف ومستوحاة من تجارب أخرى ناجحة ورائعة. هي لا تقدم شيئًا ثوريًا ولكنها من بين الأضخم والأعلى من حيث الجودة في تاريخ سلسلة Call of Duty Black Ops 6، وأجمل ما فيها جمعها لأساليب ومدارس مختلفة في التصميم بجودة فائقة.

إحدى المشاكل التي قد تجد البعض يشتكون منها وهي خاصية الاتصال ابدائم بالانترنت، وهي شيء تطلبه اللعبة حتى في طور القصة وهو أمر منطقي نظرًا لتصميم اللعبة كتوسعة تصدر على Call of Duty HQ، يجب أن تحظى بانترنت جيد لكي تخوضها، وللأسف هذا الأمر بالرغم من كونه منطقيًا إلا أنه مزعج للبعض وأنا أفتهم ذلك. هناك من لديه انترنت ضعيف، أو يعاني من الانقطاع بين الحين والآخر أو حتى يريد أن يلعب القصة أو طور الزومبي الفردي في أماكن لا يتواجد بالضرورة فيها انترنت قوي.

أطوار الأونلاين والزومبي: مستوى مميز ولكن بحاجة للتحسينات

تقدم اللعبة أيضًا -كالعادة- طوري الأونلاين والزومبي. الأونلاين هو طور PvP الخاص باللعبة، والزومبي هو طور الـPvP التعاوني. هذا هو النسق المعتاد منذ سنوات، وهذه المرة لم تقدم اللعبة سوى بعض التعديلات، بعضها تعديلات جوهرية على أسلوب اللعب وتصميم القوائم مع تقديم أطوار لعب إضافية على التجربة. لكن بشكل عام هي مزيد من الشيء نفسه، وهو ما ليس بالخبر الجديد على مسامع عشاق السلسلة، لكن دعوني أقولها لكم، هذه المرة يظهر جليًا تأني المطور في صقل اللعبة وتصميم بعض الخرائط إذ حصلت اللعبة لأول مرة منذ فترة طويلة مع Call of duty على مدة تطوير وصلت إلى 4 سنوات كاملة. دعونا نتطرق لكل طور من الطورين على حدى في قادم الفقرات

قبل أن نبدأ علينا التذكير بأن أكبر تغييرات اللعبة هذه السنة هو نظام الحركة الجديد Omnimovment، والذي يسمح لك بالدوران 360 والفقز في جميع الاتجاهات بدون تعقيدات، وأيضًا يتيح لك الدوران 360 درجة أثناء الانبطاح (prone) على الأرض. هذا النظام بقدر كونه تغيير يبدو بسيط إلا أنه يقلب موازين اللعبة بشكل كبير. ستحتاج للكثير من الوقت للتعود عليه ولإيجاد طرق للتعامل مع من يستخدمونه بإفراط، ففي نهاية المطاف، هو مجرد اداة يمكن للبعض أن يجيد استخدامها ويحترفه، ويمكن للبعض الآخر ألا يتمكن من ذلك. الأمر كله يعتمد على المهارات في النهاية. شخصيًا، أعجبني نظام الحركة حتى وإن اعتُبر تراجعًا عن ميثاق الواقعية الذي تمتعت به COD في السنوات الأخيرة، فهو في نهاية المطاف يسمح بتدفق اللعب بشكل أسرع، ويخدم طريقة اللعب التي كانت في أساسها سريعة وخاطفة، على عكس ألعاب مثل Battlefield مثلًا، والتي تقدم تجربة عملاقة تشبه ساحات الحرب الحقيقية. Call of Duty تجربة تعتمد على اللحظات القليلة المتتابعة والتي يمكنها أن تؤدي بك للفوز أو الخسارة.

طور الزومبي:

يعيد طور الزومبي تصميم اللعبة القائم على الجولات (Round Based) وهو التصميم الذي أحبه شخصيًا، حيث تدخل للخريطة لتقوم بالمهمات بشكل فردي أو جماعي مع الأصدقاء أو الغرباء ثم تطلب الإجلاء. كل ذلك بالتزامن مع ظهور مجموعات من الزومبي على جولات تزداد صعوبتها مع مرور الوقت.

الرائع في طور الزومبي هذه السنة هو نظام التقدم الرائع، والذي -أقولها مجددًا- لا يقدم جديدًا بشكل فعلي، ولكنه يجمع عناصرًا ناجحة من الأجزاء الماضية و الكلاسيكية لـCall of Duty ويضعها معًا في قالب متماسك.

طور الزومبي يمتلك خريطتين فقط. الأولى هي شلالات ليبرتي (Liberty Falls) وهي مدينة أمريكية مشمسة تشبه Bright Falls من Alan Wake 2 مع تصميم بيئات وأسرار و Easter Eggs أقل ما يقال عنها عبقرية. لعبت في هذه الخريطة وحدها حوالي 20 ساعة كاملة وكنت أكتشف كل يوم أسرار جديدة مثل أماكن للأسلحة السرية وغيرها.

الخريطة الثانية هي خريطة لسجن وتسمى Terminus، وهي خريطة محدودة أكثر، بمساحات أضيق ولكنها لا تقل روعة عن Liberty Falls. أعجبني في طور الزومبي إعادة علكات Gobblegum ووضعها في قالب ضخم متجانس من نظام التقدم القائم على التفريم (grind). كلما فزت بالمباريات واستطعت جمع XP أكثر وزدت من مستواك أمكنك أن تعدل على اسلحتك بشكل أفضل وجعلها أكثر فتكًا، وأيضًا التجهز بعتاد جانبي و”كيل ستريك” أفضل.

اللعبة تقدم قوائم Gunsmith مبسطة عن الأجزاء السابقة، وهو شيء أنا معجب به شخصيًا بشكل كبير، كل سلاح لديه على الجانب الأيسر مجموعة من الإحصائيات التي تشاهدها ترتفع أو تنخفض عن التعديل عليه، ولديك 9 خانات يمكنك التعديل منهم على كل قطعة في السلاح، مما يزيد من كفاءته بالطبع، وهناك أيضًا التعديلات الشكلية “Skins” والملصقات وغيرها.

داخل الخريطة، يكون النسق تصاعديًا، وهناك عملية ذكية جدًا في تصميم البيئات تجبرك على التفكير الاستراتيجي نسبيًا، تتمثل في الأفخاخ الموجودة، والأبوات التي تفتح بدفع العملة الداخلية للعبة، والتي تحصل عليها من خلال قتل الزومبي. هذه الأبوات تضمن لك فتح الخريطة بالتدريج ولكنها مكلفة، فداخل المباراة الواحدة يمكنك التركيز على فتح تلك الأبواب كلها لجع البيئة أكثر انفتاحًا واتساعًا على بعضها، أو شراء الأسلحة المتطورة، أو تطوير السلاح الذي بحوزتك، أو حتى الاستثمار في الأفخاخ البيئية، وهي كلها أمور مكلفة والعملات مهما كانت كثيرة ستكون محدودة.

بالتالي كل مباراة هنا ستكون مختلفة لأنك قد تجرب أشياء جديدة مع أصدقاءك. الأمر ممتع إلى أقصى حد خصوصًا مع تصميم خريطة Liberty Falls الضخم وتعدد المستويات التي يمكنك فتحها من خلال هذه الخريطة. فمثلًا خلال الـ20 ساعة التي لعبتها في هذه الخريطة اكتشفت أن بعد حوالي 10 ساعات (نصف المدة) أن الخريطة تمتلك Ziplines تمكنك من الحركة أعلى أسطح المباني وبدأت في استغلالها للوصول لمناطق الإجلاء بشكل أسرع. الأسلحة أيضًا تملتلك الكثير من الإمكانيات بنظام التقدم الجديد، والذي وجدت أنه يحتاج إلى اللعب لوقت طويل، وربما لن يعجب هذا الأمر بعض اللاعبين ولكنه أعجبني بشكل شخصي. كل سلاح له مستوى على حسب كم عمليات القتل التي تقوم بها باستخدامه، ومع ترقية الأسلحة تفتح لك المزيد من التحسينات عليها.

نظام Gobble gum و نظام البيركات والتطويرات الميدانية أيضًا يلعب دورًا مهمًا في عملية التقدم في المستويات. نظام الـGobble Gum أعتقد انه الأهم والأكثر إحداثًا للفارق وتليه التطويرات الميدانية. تصميم العلكات رائع وذكي، بعضها يعطيك تأثير مطول يمتد لجولات، وبعضها يستمر لمدة 20 ثانية فقط وبعضها لا أجد له فائدة كبيرة.

يقدم طور الزومبي أيضًا نظام بيركات عميق، مقسمين إلى فئات مميزة بالألوان، واختيارك للميزات من نفس النوع يعطيك واحدة إضافية بحيث يصبح معك 4 في المجمل. هناك أيضًا قدرات خاصة يمكنك الحصول عليها واستخدامها عند ملىء عداد محدد في اللعبة بعد قتل عدد كافي من الزومبي، أكثر ما استخدمته كان مسدسًا يطلق صواعق كهربائية خارقة قادرة على قتل أعداد ضخمة من الزومبي.

يمتلك طور الزومبي إمكانية اللعب وحيدًا أيضًا، وهو الأمر الذي وجدته ضروريًا في البداية لمعرفة كل الأنظمة وأخذ وقتي في دراستها وتجربة أشياء جديدة. هذا الأمر ليس بجديد على السلسلة ولكن الجديد هو إضافة ميزة الحفظ والخروج في طور الزومبي الفردي، والذي يحفظ تقدمك حتى نهاية الجودة ويعيدك من حيث حفظت بعدها، وهو أمر إيجابي يتيح للاعبين “التفريم” في وقت فراغهم، ويمكنك أيضًا توقيف اللعب لمدة 15 دقيقة. لا أعرف حقيقةً سبب وضع وقت محدود لتوقيف اللعب، ولكن ربما لأن اللعبة لا تريد أن تمتلئ خوادمها باللاعبين الغير نشطين. أجد حقيقةً أن ميزة توقيف الوقت مهمة ومريحة للاعبين خصوصًا هؤلاء الذين لديهم مسؤوليات أخرى يحتاجون أن يكونوا على مقربة منها أو قادرين على الأقل على توقيف الوقت لبضع دقائق عند الحاجة.

في المجمل، طور الزومبي يقدم خريطتين رائعتين، لكل واحدة منهم، وخصوصًا Liberty Falls عدة طبقات من التصميم تسمح لك بأن تستغلها بشكل ناجح وممتع، مع جانب إدارة الموارد (العملات) في الحرص على الإنفاق على ما يفيدك أكثر، وفتح الخريطة بشكل تدريجي بما يناسبك.

طور الأونلاين:

طور الأونلاين بالنسبة لي هو الطور الذي تظهر فيه معظم عيوب Black Ops 6 الجوهرية، وهي العيوب التي ستبقى معنا لفترة من الزمن قبل أن يتم إصلاحها بشكل كامل، لذلك ستكون هي الأكثر تأثيرًا على التقييم. الأونلاين يقدم الأطوار المعتادة، والتي تتكون من خرائط 6v6 (عددهم 12) وخريطة واحدة 2v2. عدد الخرائط في المجمل 16، وعدد أطوار اللعب 10 أطوار أساسية وهي المعتادة مثل Team Death Match و Domination وغيرها، و12 طور موازي و 4 إضافيين.

أكبر التغييرات التي ستلاحظها في طور الأونلاين هي تقليل ما يسمى TTK (Time To Kill) وهو الوقت (أو عدد الطلقات) الذي تحتاجه لكي تتم عملية القتل وهو تغيير في رأيي متوازن، إذ أصبح أكثر عدلًا لا هو يجعل الخصوم خارقين، ولا هو موت من طلقة واحدة. سيعاني معه فقط المبتدئين لأنه لن يجدوا فرصة لردة الفعل بعد أن يتعرضوا للضربات، ولكن هذا الأمر كان أحد سلبيات الجزء الماضي أيضًا، إذ أنك تجد في بعض المواقف أن الشخصية التي قمت بإصابتها بعدة طلقات قد دارت وبدأت بالتصويب عليك! التغيير الثاني الملحوظ (جدًا) هو Skill Based Matchmaking، وهو في رأيي أول عيوب اللعبة، ويحتاج لتوازن ضروري في القريب العاجل.

هذا النظام قائم على وضعك مع لاعبين من مستواك، وهو ما يعني انك كلما كنت محترفًا، كلما ستعاني أكثر للفوز بالمباريات مع مرور الوقت. في بداية اللعبة لا يعمل هذا النظام، ولكنه حين يبدأ في العمل ستلاحظ أن المباريات اصبحت أصعب بشكل كبير. في رأيي أن النظام القديم كان أفضل لأنه يضع الجميع مع الجميع، فيتمكن أصحاب المستوى المرتفع من جمع النقاط من اللاعبين المبتدئين والجدد، ولكن بهذا النظام الجديد تصبح مع مررو الوقت المباريات المحترفة معارك طاحنة طوال الوقت لدرجة لا أراها ممتعة بالرغم من كوني محترف منذ سنوات في اللعبة.

شمل الأونلاين طور جديد يسمى Kill Order وهو طور 6v6 أيضًا، يكون فيه أحد اللاعبين في كل فريق عبارة عن هدف عالي القيمة (High Value Target) يتنافس الفريقين على قتل الأهداف عالية القيمة من كل فريق، ويفوز من يصل إلى عدد النقاط 125 أولًا.

طور Kill Confirmed و Team Deathmatch و Domination أيضًا كانوا من الأطوار التي لعبتها كثيرًا وشعرت معهم بمدى الفارق الكبير الذي شكله نظام الحركة الجديد Omnimovment، فالبعض يعتقد أن اللعبة هي Max Payne 3 ويفرط في استخدام هذا النظام ولكني لا استطيع لومه. الأمر ممتع في موازنة التعامل مع الجميع خصوصًا هؤلاء الذين يحترفون النظام، ولكن هنا تظهر أكبر عيوب الأونلاين في رأيي..

الخرائط في طور الأونلاين، وبالرغم من عددهم الكبير، إلا أن بعضهم غير متوازن ويمتلك في تصميمه مناطق Choke Points مزعجة، تسهل على اللاعبين الآخرين التخييم والبقاء في أماكنهم مترصدين بالخصوم، ولا تشجع على الحركة المستمرة و تعتبر Vorkuta و Babylon مثال على ذلك. بعض هذه الخرائط رائع ومصمم بعدة طبقات تسمح لك الحركة في مساحات جيدة، ولكن بشكل عام أشعر أن الخرائط تحتاج للتحسن أو إضافة المزيد من الخرائط ذات المستوى المرتفع.

الرسوم والصوتيات:

أعتدنا من أكتيفيجن منذ أصبحت Call of Duty سلسلة ألعبا ضخمة، تصدر بشكل سنوي على جودة بصرية وصوتية فائقة. في طور القصة كنت أشعر أنني بصدد تجربة من نوع فريد لا يوجد منافس له. قصة سينمائية تشبه الافلام، مع مساحة واسعة من التفاعل معها والغوص فيها بدور البطولة، وهو أمر أجد أنه بات غائبًا عن الساحة في الآونة الأخيرة، خصوصًا مع اختفاء سلاسل منافسة مثل بالتفيلد و Medal Of Honor.

بصريًا اللعبة لم تقدم ما هو جديد، ولا يوجد أي ترقية بصرية تذكر على الصعيد الشكلي للعبة نماذج الشخصيات والمؤثرات البصرية إلخ، ولكن في بعض مهمات القصة مع تصماميم الاماكن كنت أشعر بالإنبهار من دقة التفاصيل، وفي بعض الأحيان كانت التفاصيل متواضعة فيما يبدو أنها أماكن اعتقد المطور أن اللاعب لن ينظر إليها أو يلاحظها. المؤثرات البصرية كالانفجارات والتدمير ممتازة، وتعتبر مطابقة للجزء الماضي.

اللعبة تقدم صوتيات من بين الأفضل في تاريخ الألعاب من هذا النوع، خصوصًا مع الأسلحة وعددها 33 سلاح، بعضهم أسلحة هجينة غير واقعية ولكنها تعطي شعورًا رائعًا عند استخدامها من الأصوات لردات الفعل إلى دقة التصويب والاستجابة، ولذلك أعتبر أن Call of Duty من بين أفضل ألعاب التصويب من حيث شعور التصويب والتعامل مع الأسلحة بحد ذاته، بجانب لعبة ديستني. اللعبة تقدم أيضًا قوائم وأنيميشنز فائقة الجودة البصرية ومرتبة وسلسة بشكل ممتع للعين وأعجبني أن الشخصيات الموجودة في الأونلاين والزومبي لديها تعليقات تنطق بها في لحظات محددة، بعضها متحدٍ، وبعضها الآخر مضحك.

بشكل عام أشعر أن القيمة الإنتاجية العملاقة ظاهرة في معظم أركان Call of Duty Black Ops 6، وأن السنوات الأربع التي قضاها الطور منكبًا على تطوير اللعبة قد أتت أُكلها، وأثمرت منتجًا متماسكًا يكاد يقترب من أن يكون مكتمل الأركان.

التعريب ودعم المنطقة العربية …الأفضل في الفترة الأخيرة:

الترجمة العربية والتوطين رائعين هنا، ومنذ MW2 لاحظت أن الترجمة اتخذت منحنى للأفضل في سلسلة Call of Duty ككل، فالترجمة العربية هنا -على عكس معظم الألعاب- ليست حرفية، بل تتخذ قدرًا عظيمًا من الحرية في تغيير الجمل لما يناسب المعنى، ولا يعكس بالضرورة الترجمة بشكل حرفي، لأن كما تعلمون هناك بعض المصطلحات والجمل التي لا تعبر عن معناها الحرفي في اللغة الإنجليزية.

مثال: في إحدى المهمات تقول شخصية مرافقة لك بعد إتمام المطلوب “That’s It” وتكون الترجمة العربية بالأسفل “تمت المهمة”

لو أن الترجمة تمت بشكل حرفي -وهو ما نراه في معظم الألعاب- لكانت “إنها هي” أو شيء كهذا ولكن Black Ops 6 تقدم ترجمة عربية يمكنك أن تفهم منها سياق الاحداث في القصة، أو حتى محتوى القوائم في الاونلاين والزومبي بشكل عميق.

كلمة أخيرة:

كانت تجربة Black Ops 6 واحدة من أمتع التجارب التي خضتها مع لعبة Call of Duty منذ Black Ops الأولى، وتتجاوز MW 2019 من حيث توازن الجودة بين الأطوار الثلاثة الرئيسية. عنوان هذا الجزء هو الاتقان ومع نظام الحركة الجديدة ستكون اللعبة تجربة جديدة بالنسبة لك حتى وإن لعبت الأجزاء الماضية كلها، وكأول تجربة تصدر على Game Pass، فأعتقد أن هذه اللعبة هي هدية من مايكروسوفت وأكتيفيجن للاعبين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق