الصحافة اليوم 1-11-2024 - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الصحافة اليوم 1-11-2024 - جورنالك اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 04:40 صباحاً

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 1-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخبارنتنياهو للعالم: لن أوقف الحرب

هل يعتقد شركاء العدوّ، أميركا وبريطانيا وألمانيا، أنهم في مأمن؟ نتنياهو يعلن حربه المستمرة ضدّ كل المنطقة

ابراهيم الأمين

ليس أفضل من الوضوح في الحرب. هذا ما يفعله بنيامين نتنياهو من دون مداورة. كل مسرحياته لا تحول دون أن يكون واضحاً عندما يتعلق الأمر بأصل مشروعه. وما يعلنه يمثّل، كما تقول الوقائع، مشروع الغالبية الساحقة من مستوطني الكيان، وهو مشروع يحظى بدعم حقيقي من العالم الذي يجد مصلحته في كل ما يقوم به هتلر العصر.

أمس، أوجز نتنياهو في خطبة قصيرة جوهر ما يعمل عليه منذ سنوات طويلة. وقال لشعبه، كما قال لنا، بأن استعدوا لحرب طويلة وواسعة في كل المنطقة. وهذا ما يجعلنا نحيل هذا التحدي الى كل من يحدثنا عن السلام والتسوية مع العدوّ، أو يدعونا الى الانحناء أمام العاصفة، أو يحمّلنا مسؤولية جرائمه المفتوحة في كل المنطقة. فحليف هؤلاء كان الأكثر وضوحاً بأن مشروعه التوسعي لا حدود له. وإذا كان الأميركيون، ومعهم بعض أوروبا، يريدون إقناعنا بأن التنازل للعدوّ هو أفضل السبل لكبح جماحه، فما فعله ويفعله هؤلاء منذ عام وأكثر في غزة كانت نتيجته الوحيدة المزيد من القتل.

أول من أمس، عاد المهرج عاموس هوكشتين ليقدّم عرضاً جديداً. وللأمانة، فإن المشكلة ليست في الرجل الذي يقوم بما يجيده أو بما هو مطلوب منه، بل في من لا يزال يستمع إليه ويأخذ بما يقوله، وفي من يعتقد بأن الأميركيين في موقع من يريد الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على لبنان.

عملياً، نحن أمام حقيقة واحدة، وهي أن إسرائيل عدوّ يعمل بالعقل نفسه والروح نفسها والأدوات نفسها ضد غزة ولبنان، وهو باشر الأمر نفسه في سوريا، ويستعد للانتقال الى العراق، ولاحقاً الى اليمن، ولا يخفي نتنياهو مواصلة الاستعداد لضرب إيران.

أما من يطلب فصل الساحات بعضها عن بعض، فلا يريد أن يفهم حقيقة أن ما تقوم به إسرائيل، بتغطية واضحة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبشراكة بعض الدول العربية، هو توحيد للساحات بقوة. ومن يطلب الفصل بين الجبهات، لا يعرف أن العدوّ بوجوده، وبما يقوم به، هو من يعزّز وحدة الجبهات ويرفع من مستوى التحدي لدى كل من يؤمن بأن إسرائيل شرّ لا بد من التخلص منه.

ولأن الأمر على هذا النحو، فإن مشروع المقاومة هو الخيار الوحيد، وبديله العيش أو الموت جوعاً وقهراً وذلّاً. وكلّ من يعطينا دروساً في السيادة والحرية والكرامة الوطنية، لكنه مستعدّ لإشعال البلاد من أجل حارس أحراج، عليه أن يفهم أن الدرس الأهم في هذه الحياة هو أن تقف في المكان الصحيح. وكل من يواصل اتهام المقاومة بالمسؤولية عمّا يجري، يجب أن يعرف أنه من الآن فصاعداً سيكون شريكاً في هذا العدوان، وعليه أن يعي أن موقفه من أصل العدوان الإسرائيلي هو الأساس، وأن يدرك أنه في حال قرّر الابتعاد عن واجبه – كما يدّعي في دفاعه عن السيادة – فليس له الحق في مساءلة الناس عن سبب قيامهم بواجبهم، وعن سبب بذلهم كل ما عندهم من أجل الدفاع عن وجودهم وعن حقهم في حياة حرة وعن سعيهم الى استقلال حقيقي.

بات على اللبنانيين استيعاب الدرس الإسرائيلي والأميركي بأنّ ما هو معروض عليهم ليس سوى استسلام وأن يفهموا أن في هذه البلاد من لن يستسلم

أما من يكثر من الحديث عن الاستقلالية، بينما يقود مسيرة تريد أخذ البلاد نحو المغامرة الكبرى، فعليه أن يتنبّه الى خطورة الموافقة والمشاركة في وضع مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والمالية تحت وصاية المستعمر الأميركي. ومن الأمانة أن يقال لمن يعتقد أن الحرب القاسية القائمة اليوم، تتيح له أو تسمح للاحتلال الأميركي بفرض وقائع على آليات العمل في الداخل اللبناني، أنه سيكون واهماً بأنّ أمراً كهذا سيمرّ من دون مقاومة.

ومن لم يقرأ التاريخ جيداً من اللبنانيين والعرب والغربيين، وفي مقدّمهم الولايات المتحدة، ليس عليه سوى العودة الى زمن احتلت إسرائيل فيه بيروت، ونصّبت رئيساً للجمهورية، واستقدمت جيوشاً أطلسية لحماية مصالحها، لكن الأمر لم يستغرق سنوات قليلة قبل أن يتبدّد كل شيء. وقد حصل ذلك، لأن ما فُرض لم يكن حقيقياً ولا يمثّل طموحات أبناء هذا البلد.

أما من يرفع صوته اليوم مستعملاً العصا الإسرائيلية لتهديدنا، ويتصرّف بفوقية واستعلاء مع المقاومة وبيئتها، فليس عليه سوى سؤال نفسه: ما الذي يمنع هذا الجيش الوحش، بكل ما يملكه من قوة نارية وقدرات جوية غير مسبوقة، من احتلال قرية في جنوب لبنان. وعندما يحصل على الجواب السريع، عليه أن يفهم أن هذا الشعب لا يحتاج إلى أكثر من مسير حتى يمنع أيّ متطوع لخدمة الاحتلال من إثارة الفتنة داخلياً. كما لا تنقصه الشجاعة والقدرة على محاسبة شركاء العدوّ من الغربيين، وفي مقدّمهم الأميركيون والبريطانيون والألمان. ويبدو أن هؤلاء يخلطون الأمور عندما يديرون “أمورهم اللبنانية»، لذا لا بأس من مساعدتهم على فهم حقيقة أن «العقل البارد» الذي حكم جمهوراً كبيراً جداً ودعاه لأن يحفظ «صورة الدولة» لعقود خلت، فإن هذا الجمهور نفسه يمكنه استخدام “العقل البارد” نفسه للقيام بما يجب، دفاعاً عن الوجود المقدّس!

الخير في ما وقع، والجيد أن نتنياهو سهّل الأمر على الجميع بأن أعلن أن حربه مستمرة، وقال علناً إنه ينوي التوسع أكثر في حربه ضد لبنان، وفي المنطقة، وصولاً الى إيران. وجيّد أنه خاطب الأميركيين لكي يفهم من يراهن على تدخّلهم أن الحرب قائمة وطويلة… وعندها، لا صوت سيعلو فوق صوت الميدان.

المقاومة تمنع العدو من التقدّم وتكثّف استهداف العمق

حسم رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمره بأن أوان «التسوية» في لبنان لم يحن بعد، وأنه ماضٍ في الحرب على لبنان، «حتى تحقيق الأهداف الواضحة للانتصار». وفي المقابل، كانت المقاومة تكبّد قوات العدو التي تحاول التوغّل في المنطقة الحدودية، وخصوصاً في محور الخيام، خسائر فادحة، بالتزامن مع استهداف شمال فلسطين المحتلة، من المستوطنات الحدودية إلى حيفا، بالصواريخ والمُسيّرات، دون توقّف.

وكان نتنياهو أكّد، في كلمة ألقاها، أمس، عقب لقائه مبعوثي الإدارة الأميركية، عاموس هوكشتين وبريت ماكغورك، في تل أبيب بهدف بحث جهود وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، «أنني لا أحدّد موعداً لنهاية الحرب، لكنني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها»، مشيراً إلى «أننا نغيّر وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة، وأمامنا تحدّيات كبيرة، ولا أقلّل من شأن أعدائنا مطلقاً». وأشار نتنياهو إلى أن «هنالك ضغطاً لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان»، لافتاً إلى أن «الواقع أثبَتَ العكس».

وفي وقت أعرب عن تقديره بشدّة للدعم الأميركي، لفت إلى «أنني أقول نعم عندما يكون ذلك ممكناً، وأقول لا عند الضرورة». وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أعلن أن «نتنياهو أكّد للمبعوثيْن الأميركيين أن المسألة ليست الاتفاق، بل القدرة على تطبيقه».

ومع تراجع منسوب «التفاؤل»، نقل موقع «أكسيوس» عن مصدر مطّلع أن «هوكشتين سيعود إلى واشنطن من إسرائيل»، من دون أن يزور بيروت. لكنّ مسؤولين إسرائيليين كباراً، أشاروا أمس، إلى أن «عودة هوكشتين إلى واشنطن من دون المرور ببيروت، ليست مؤشراً سلبياً». فيما عاد واعتبر ميقاتي، أنّ «التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل، على الأقلّ في الفترة القصيرة المقبلة»، مكرّراً «أننا تبلّغنا من هوكشتين أنّه سيسعى في إسرائيل للتوصّل إلى حل يوقف إطلاق النار تمهيداً للبحث عن سبل للتطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في انتظار أن نتبلّغ منه نتائج اتصالاته».

وقالت «القناة 13»، إن «إسرائيل اشترطت أن يتضمّن أي اتفاق بنداً يتعلّق بالحفاظ على حرية العمل العسكري في لبنان»، وأكّدت أن «واشنطن وافقت على الطلب»، أما قناة «كان» فنسبت إلى مسؤول إسرائيلي أن «هناك تقدماً في المفاوضات المتعلّقة بلبنان، لأن بعض أسئلة إسرائيل تحتاج إلى إجابة»، نافية وجود فكرة «إقامة منطقة أمنية داخل الحدود اللبنانية، على عكس ما يطالب به سكان وقادة المجالس الاستيطانية قرب الحدود مع لبنان»، بينما أشار مسؤول رفيع لـ»القناة 12» العبرية، إلى أنه «إذا لم نكن قادرين على العمل في لبنان كما نعمل في سوريا، فلن نتوصّل إلى اتفاق لإنهاء الحرب».

وفي غضون ذلك، قُتل 7 أشخاص، أمس، جرّاء قصف صاروخي من لبنان، استهدف مستوطنة المطلة وشمال مدينة حيفا، في ما تُعدّ أكبر حصيلة من القتلى غير العسكريين في الكيان، منذ بداية الحرب. وفي المطلة، قُتل 5 أشخاص، من بينهم عاملون أجانب، جراء سقوط صاروخ أُطلق من لبنان. كما قُتل رجل وامرأة، عقب سقوط صاروخ شرقي الكريوت في منطقة حيفا. وفي المقابل، تابع العدو اعتداءاته الجوية على الجنوب والبقاع، كما استهدف سيارة على طريق الكحّالة، لليوم الثاني على التوالي. وتعرّضت منطقتا صور والبقاع، لغارات عنيفة. واستهدف العدو فرق الإسعاف والدفاع المدني في صور وبلدات جنوبية أخرى، في استكمال لنهجه في استهداف الطواقم الطبية.

في هذه الأثناء، تابع المقاومون التصدي لقوات العدو في مناطق التوغل، وخصوصاً في محور الخيام، الذي شهد اشتباكات عنيفة طوال أمس. حيث قصفت المقاومة تجمّعات الجنود جنوب البلدة، كما استهدفت دبابة «ميركافا» وآلية عسكرية، في منطقة وطى الخيام بصاروخين موجّهين، ما أدى إلى ‏اشتعالهما وإيقاع طاقميهما بين قتيل وجريح.‏ وشهدت المنطقة الحدودية عمليات نقل لجنود مصابين باتجاه مستشفيات الشمال المحتلّ.

استهدف العدو فرق الإسعاف والدفاع المدني في صور وبلدات جنوبية أخرى

وأصدرت «غرفة عمليات حزب الله»، بياناً يلخّص تطورات الجبهة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شهدت قرى الحافّة الأماميّة من جنوب لبنان في الأيام الماضية محاولات تقدّم لجيش العدوّ وقد تصدّى لها المقاومون، عبر 5 محاور متوزّعة على طول الجبهة من الناقورة إلى مزارع شبعا.

في المحور الأول، الممتدّ من الناقورة غرباً وصولاً إلى مروحين شرقاً، حاولت قوّة مشاة إسرائيليّة التسلل باتجاه الأحياء الجنوبيّة لقرى شيحين والجبين، كما حاولت قوة استطلاع أخرى التسلّل باتجاه منطقة وادي حامول شمال شرق بلدة الناقورة، فتصدى لها المقاومون، وأجبروها على الانسحاب إلى منطقة اللبونة. وكذلك استهدفت المُقاومة مسارات العدوّ داخل الضهيرة، ومواقع العدو في رأس الناقورة، وجلّ العلام.

وفي المحور الثاني، الممتدّ من راميا غرباً وعيتا الشعب ورميش شرقاً، وصولاً إلى عيترون قصفت المُقاومة تحشدات العدو وتجمعاته في هذا المحور، وسط محاولات مستمرة للعدو للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون. أما في المحور الثالث، الممتدّ من بليدا جنوباً وصولاً إلى حولا شمالاً، فتُحافظ قوّات العدو على السيطرة بالنار على الأطراف الشرقيّة لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، «وسط غياب أي مُحاولة تقدّم جديدة على هذا المحور بعد المواجهات البطوليّة التي سطّرها مجاهدو المُقاومة خلال الأسبوع الفائت في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المُتقدّمة».

وبالنسبة إلى المحور الرابع، الذي يمتدّ من مركبا جنوباً وصولاً إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة في الشمال الشرقي، فقد تقدّمت قوة مشاة معادية باتجاه أطراف بلدة كفركلا الشرقيّة وصولاً إلى منطقة تل نحاس عند الأطراف الشماليّة الشرقيّة للبلدة، فتصدّى لها المُقاومون، بالتزامن مع استهداف مُكثّف لتحشدات العدو في المناطق الخلفيّة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوّات العدو الذي أُجبر على إدخال المروحيّات العسكريّة لإجلاء الإصابات.

وفي المحور الأخير، الخامس، الممتدّ من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا تعمّد العدوّ حرق الأحراج خوفاً من أي عمليّة هجوميّة للمُقاومة. بينما قصف المقاومون قوات العدو التي حاولت الدخول إلى الأحياء الجنوبيّة والجنوبيّة الشرقيّة لمدينة الخيام. فيما تابعت القوة الصاروخية ضرب المواقع والثكنات العسكريّة على طول الحدود، وصولاً إلى القواعد العسكريّة والاستراتيجيّة والأمنيّة في العمق. وقد نفّذت 63 عمليّة خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، وبعمق وصل إلى 105 كلم حتّى الضواحي الشمالية لتل أبيب. بدورها، تُواصل «القوّة الجويّة» استهداف قواعد العدوّ العسكريّة من الحدود إلى العمق، منفّذة 11 عمليّة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبعمق وصل إلى 145 كلم حتّى الضواحي الجنوبيّة لتل أبيب. وعلى صعيد «الدفاع الجوي»، فقد نفّذ مجاهدوه 4 عمليات إطلاق لصواريخ أرض – جو ضدّ الطائرات الإسرائيليّة في أجواء الجنوب اللبناني، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأعلنت المقاومة في بيانها، أن المقاومين رصدوا سقوط أكثر من 95 قتيلًا و900 جريح من ضباط وجنود جيش العدوّ منذ بدء العملية البرية، وتدمير 42 دبابة «ميركافا»، و4 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند. وكذلك، تمّ إسقاط 3 مُسيّرات من طراز «هرمز 450» ومُسيّرَتين من طراز «هرمز 900». مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمستوطنات والمدن المُحتلّة.

البرابرة يدمّرون الآثار في فلسطين ولبنان: «إسرائيل» عدوّ حضاري أولاً وأخيراً

قبل يوم واحد من حرب تموز 2006، وقفت السيدة فيروز على أدراج بعلبك الرومانية الأثرية، لتحيي اليوبيل الذهبي لانطلاق «مهرجانات بعلبك الدولية»، مفتتحةً المهرجان بمسرحية «صح النوم» للأخوين الرحباني، بإشراف نجلها زياد الرحباني.

في اليوم الثاني، بدأت حرب تموز، وتوقفت العروض، واستمرّت الحرب 33 يوماً. لم تعد فيروز إلى بعلبك من يومها، لكن على هذه الأدراج، وقفت أم كلثوم، وإيلا فيتزجيرالد، ومايلز ديفيس، وشارل أزنافور، ووديع الصافي، وصباح وغيرهم.

بعد 18 عاماً على حرب تموز، يخرج المتحدث باسم «جيش» الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، ليأمر كلّ سكان بعلبك بمغادرتها، وينشر صوراً تشير باللون الأحمر إلى مكان الغارات المتوقع، والقلعة هي جزء منه. وقبل بعلبك، هدّد وقصف مدينة صور، والأسواق التاريخية في مدينة النبطية.

في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، ارتفعت أعمدة الدخان خلف معبد جوبيتر في بعلبك، بعدما قصفت إسرائيل بالقرب من الآثار القديمة، على بُعد حوالى 500 إلى 700 متر. أما التهديد الأخير، فكان أكثر وضوحاً لنية إسرائيل قصف الآثار، تمهيداً لتدميرها. بعلبك، مدينة فينيقية قديمة، مسكونة منذ 9000 عام قبل الميلاد، وتحتوي على أحد أكبر المجمعات الدينية في العالم القديم، المعترف به كموقع تراث عالمي لليونسكو. بنيت هذه الهياكل الضخمة على مدى قرنين، وتعكس مزيجاً من العمارة الرومانية الإمبراطورية وآثار تقاليد الفينيقيين.

ويعدّ المجمّع الضخم في بعلبك، وفقاً لليونسكو، من أروع الشهادات على العمارة الرومانية، إذ يحتوي على بعض أكبر المعابد الرومانية التي تم بناؤها، ويعد من أفضلها حفظاً. وقد أدرجت المدينة عام 1984 على موقع التراث العالمي لليونسكو، لأهميتها المعمارية والتاريخية والثقافية الكبيرة.

في لحظة غزت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، صور لمدينة صور، لبحرها، وحاراتها، وكورنيشها. ورغم أن الحرب الإسرائيلية على لبنان، قد توسعت منذ شهر، كان لاستهداف صور وقع مختلف. هذه المدينة التي حافظت على تنوّع تناثر بفعل الانقسام الحاد في البلاد، جعل من قرار إسرائيل بتدميرها، كحالة انتقام جماعية وتاريخية من اللبنانيين.

أكثر ما يتغنى به اللبنانيون، هي أصولهم الفينيقية، وبعيداً من الكليشيهات، لهذه الجذور أساس لهوية لبنان الثقافية. في صور، خليط لحضارات مرت عليها، الفينيقية والرومانية إلى البيزنطية والفترات الإسلامية المبكرة. كانت صور، المدينة الفينيقية الرئيسية، منذ الألفية الثالثة، عرفت بتجارتها البحرية، ومنها صدرت الصبغة الأرجوانية، المستخرجة من أصداف الموريكس. ولصور رمزيتها الدينية، فهي تحتضن المعابد المخصصة للإله ملقرت، الذي انتشرت عبادته ووصلت إلى قرطاج، تاركةً إرثاً دينياً مستداماً.

في الحقبة الرومانية، تحوّلت صور إلى واحدة من أكبر المدن الإمبراطورية في بلاد الشام، ضمت مباني عامة فاخرة وبنية تحتية واسعة النطاق، ولا يزال الكثير منها قائماً حتى اليوم، من ميدان سباق الخيل الروماني، وقوس النصر الروماني، ونيكروبوليس، الذي يضم عدداً من التوابيت المزخرفة، التي تعكس مكانة سكانها الاجتماعية واندماج العادات الرومانية في الطقوس الجنائزية المحلية، ونظام قنوات واسعاً وحمامات عامة.

وفي الحقبة المسيحية، تحديداً البيزنطية، شُيّدت عدد من الكنائس، وكانت تعدّ المدينة موطناً لعدّة مدارس مسيحية مؤثرة وعلماء اللاهوت. ولاحقاً، في الفترة الإسلامية، بنيت المساجد والأسواق والبنية التحتية الحضرية الجديدة. استمر هذا التطور في الحقبة العثمانية، إذ شُيّدت المباني السكنية، والسوق التجاري، وهياكل عامة مجسدةً الطراز المعماري الإسلامي. في عام 1984، صنفت اليونيسكو مدينة صور، كموقع تراث عالمي، بهدف حمايتها من التوسع الحضري والآثار الناجمة عن الحروب.

وأصدر «المجلس الدولي للمعالم والمواقع» (ICOMOS) بياناً قال فيه إنّ المواقع التراثية في بعلبك وعنجر وجبيل ووادي قاديشا ومعرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس وغابة أرز الرب، معرّضة للخطر بفعل القصف الإسرائيلي. وذكر أنّه في 13 تشرين الأول (أكتوبر)، تم تدمير المسجد العثماني في بلدة «كفر تبنيت»، بالإضافة إلى الأسواق التاريخية في النبطية.

تدمير إسرائيل للمناطق الأثرية ليس بجديد، وهذا ما قامت به في غزة، بهدف محو التراث الثقافي الفلسطيني واللبناني، وإلغاء تاريخ الشعبين، في محاولة لإعادة كتابة التاريخ، تبريراً لوجود كيان مصطنع في المنطقة. فالسردية الصهيونية تقول إنّ الدولة اليهودية وجدت قبل العرب في المنطقة، فيما التاريخ وآثاره، يظهران وجود أجدادنا ما قبل الدولة اليهودية الأولى، أي «مملكة إسرائيل»، التي نشأت في القرن العاشر قبل الميلاد بين عامَي 1050 و 930 قبل الميلاد، تحت حكم الملك شاؤول، ثم تلاه الملك داود، الذي أسس عاصمته في القدس، ثم الملك سليمان الذي يُنسب إليه بناء الهيكل الأول.

بعد وفاة سليمان، انقسمت لاحقاً إلى دولتين، «مملكة إسرائيل»، وعاصمتها السامرة (نابلس الحالية)، وضمت الجزء الشمالي من المملكة، ودُمّرت في عام 722 قبل الميلاد على يد الآشوريين، و«مملكة يهوذا» وعاصمتها القدس، واستمرت في الجزء الجنوبي حتى عام 586 قبل الميلاد، حين غزاها البابليون بقيادة نبوخذ نصر، وهدموا الهيكل وسبوا أهلها إلى بابل.

سردية أنّ هذه أرض اليهود، وموطنهم الأساسي، تنقضها الآثار لحضاراتٍ وشعوبٍ سابقة، من الكنعانيين، وهم أقدم شعوب المنطقة، وسكنوا المنطقة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأسسوا مدناً ودويلات مزدهرة مثل أريحا وجبيل وصور وصيدا، ومن الفينيقيين الذين تركزوا في المناطق الساحلية (لبنان الحالي)، مثل صور وصيدا، ومن العموريين، وهم شعب سامٍ قديم استقر في بلاد الشام في الألفية الثانية قبل الميلاد، والمصريين القدماء، والحثيين، الذين أسسوا إمبراطورية في الأناضول (تركيا الحالية)، والآراميين الذين شكلوا دويلات مثل مملكة دمشق ومملكة حماة، والمؤابيين والعمونيين، وهم شعوب سامية استوطنت شرق نهر الأردن وأسّست ممالك صغيرة مثل مؤاب وعمون.

محاولة لإعادة كتابة التاريخ بهدف تبرير وجود كيان مصطنع في المنطقة

تدمير الآثار وثقافة الشعوب آلية اعتمدت عبر تاريخ الحروب والاحتلالات، للقضاء على الشعوب وإرثها، وبالتالي وجودها. ففي زمن الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، دمرت مكتبة الإسكندرية القديمة، التي كانت تحتوي على عدد هائل من الكتب والمخطوطات التي وثقت العلوم والفنون والآداب. وفي الهند، دمّرت «نالاندا»، التي كانت تعدّ من أهم مراكز التعليم البوذي في العالم القديم، في القرن الثاني عشر، على يد القائد التركي بختيار خلجي الذي أحرق الجامعة ودمّر مكتبتها. وعام 1258، اجتاح المغول بقيادة هولاكو خان بغداد، فدمر مكتبة «بيت الحكمة»، التي كانت تضم أعمالاً مهمة في الفلسفة والعلوم، ورميت الكتب في نهر دجلة. وفي حرب البوسنة في التسعينيات، تعرضت المكتبة الوطنية في سراييفو للقصف، ما أدى إلى تدمير مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات القيمة، كما تضرّر عدد من المباني التاريخية والمساجد.

استهداف إسرائيل لآثار لبنان وفلسطين، يلغي حق الشعبين في تقرير المصير على مواردهما الثقافية، ما يهدد وجودهما كأمة، ويؤثر جذرياً في جوهر هويتهما. وهذا التدمير لا يقتصر على المعالم الأثرية، بل يضم الشوارع والعمارة والكنائس والجوامع والمساجد. وبعد إزالتها، لن يبقى دليل على أن هذه الأرض استوطنها سكانها الأصليون قبل الاحتلال، لتقول إسرائيل إنّ التاريخ بدأ معها وينتهي عندها.

على هذه الآثار، بنى اللبنانيون هويتهم، بكل تشعباتها وصراعاتها وانقساماتها. كانت الحياة الروتينية، من الصلاة المسلمة والمسيحية، إلى الرقص والغناء، في مدينة وشارع واحد، محطّ إعجاب واستهجان في آن. أما اليوم، فهي مهدّدة بالزوال بفعل آلة الموت الإسرائيلية.

الحزن على تدمير بعلبك وصور وسوق النبطية، هو حزن على حجر، لا يقل أهميةً من الحزن على البشر. فهذا الحجر بناه بشر تواجدوا على هذه الأرض، بنوها وورثوها لأجيالٍ، عاصرت شتى أنواع الاحتلالات. ولهذا الحجر مكانة في الذاكرة الجماعية اللبنانية، وله رمزيته، وحتى أصغر حجر في واد بعيد، له ثقل العالم إن كانت تريد إسرائيل إزالته. فهذا الحجر هو نحن، هويتنا ووجودنا وثباتنا في أرضنا. وتراث أجدادنا هو لنا، وتدميره يعني محو ذاكرتنا وأصولنا وعلّة وجودنا.

اللواء:

جريدة اللواءنتنياهو يفاوض الوفد الأميركي على «تسوية إذعان».. وتضارب مقصود حول النتائج

هوكشتاين غادر إلى واشنطن.. وجرائم حرب الاحتلال تشمل المؤسسات الصحية والبنايات والطرق البرية

قطع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الطريق على مهمة الوسيط الاميركي بمجاهرته بأن حربه في منتصف الطريق، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن ترتيبات لأمن اسرائيل.

ولئن كان الجانب الاسرائيلي مصراً على التفاوض تحت النار، فإن ما رشح عن محادثات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وبريت ماكفورك لا يوحي برهانات مقبلة على إنجاز اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة عن الثلاثاء الكبير موعد المنازلة الرئاسية الاميركية بين الرئيس السابق دونالد ترامب (عن الحزب الجمهوري) وكاملا هارسي (عن الحزب الديمقراطي).

وعليه، من غير المتوقع أن يزور هوكشتاين بيروت، كما كان مأمولاً ومن تل أبيب سيعود إلى واشنطن.

ووضع نتنياهو شرطين للتسوية مع لبنان: تحقيق الامن لاسرائيل والعمل ضد التسلح. والمسألة من وجهة نظره، ليست الإتفاق بل القدرة على تطبيقه، وأي وقف النار، مع حزب لله، يجب أن يضمن أمن اسرائيل، موضحاً أننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.

ومن هذه الوجهة، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتوجه إلى القاهرة الاثنين للمشاركة في «المنتدى الحضري العالمي» نحن في انتظار أن نتبلغ من هوكشتاين نتائج اتصالاته، لكنه استدرك التصعيد الاسرائيلي المستمر، والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، أقله في الفترة القصيرة المقبلة.

لكن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن قال خلافاً لذلك، أحزرنا تقدماً جيداً بشأن ما هو مطلوب للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الامن الدولي رقم1701 في لبنان.

وقال بلنكن: بناء على زيارتي الاخيرة للمنطقة والعمل الجاري الأن، فقد حققنا تقدماً جيداً في تلك التفاهمات.

وتحدثت عن ارسال رسالة ضمانات لاسرائيل تتعهد بها بأن لاسرائيل الحق في القيام بأي عملية من أجل أمنها، بالإضافة إلى رسالة أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق (ترسل إلى كل من اسرائيل ولبنان).

لكن القناة 12 الاسرائيلية تحدثت عن إحراز تقدم كبير لحصول تسوية مع لبنان وتحدثت عن ابعاد قوات حزب لله إلى شمال الليطاني، وأن فترة التهدثة هي 60 يوماً للتأقلم مع مرحلة وقف النار.


الاخلاءات

وبقيت مسألة الإخلاءات والإنذارات في واجهة العدوانية الاسرائيلية. وشملت أمس بعلبك والحوش ومخيم الرشيدية، فيما تركزت الضربات على مدينتي الجنوب الصامدين: صور والنبطية، فضلاً عن قرارها والبلدات الكبرى المنتشرة فيها
أكد الرئيس ميقاتي أن «التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا». كاشفاً أنه «أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية».

اضاف: «لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة».
وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا. وفي هذا السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة .كما إستقبل سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى الذي سلمه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور» المنتدى الحضري العالمي» في القاهرة في الرابع من الشهر المقبل.

وإجتمع ميقاتي ايضاً مع وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وقد طلب رئيس الحكومة من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمسوية في «اليونيفيل».ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة «اليونيفيل»، مشيدا ب»الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب».


المحادثات

وكان مبعوث الرئيس الأميريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هوكشتاين، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك مهمتهما الجديدة وعقدا بعد ظهر امس اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعقبته معلومات اسرائيلية واميركية عن صعوبة التوصل الى توافق على الحل بسبب الشروط الاسرائيلية غير القابلة للتطبيق.

واكد موقع «اكسيوس» الاميركي مساء، أن هوكشتاين لن يزور بيروت وسيعود من إسرائيل إلى واشنطن اليوم (امس)..
وعلى هذا يترقب الجميع اسبوعاً مفصلياً جديداً مع انتهاء مهمة هوكشتاين تتظهر فيه نوايا اسرائيل الحقيقية برفض وقف الحرب، لا سيما وان هناك من لاحظ ان زيارة هوكشتاين هذه المرة سبقتها وترافقت معها ايضاً موجة غارات عنيفة خلال اليومين الماضيين على البقاع وبخاصة مدينة بعلبك، وعلى قرى الجنوب وبخاصة مدينة صور، وطرقات جبل لبنان، وقتل المزيد من المسعفين والمدنيين و تدمير المزيد من الاماكن السكنية ودور العبادة، تماماً كما حصل في الزيارة الاخيرة للموفد الاميركي، وكما حصل عند صدور المبادرة الاميركية – الفرنسية اواخر ايلول الماضي، وهوما بدا تناغماً اميركياً – اسرائيلياً في جولة لتفاوض الجديدة تحت النار علّ وعسى يرضخ لبنان والمقاومة للشروط والتعديلات اوالملاحق التي يطلبها الاميركي والاسرائيلي للقرار 1701.ما يعني سلفاً فشل المحاولة الجديدة.
وذكر موقع Ynet الإسرائيلي «أن هوكشتاين وماكغورك كانا اجتمعا في وقت سابق امس مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر».

وتناولت المناقشات مسألة التوصل إلى تسوية في لبنان، وصفقة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، والتصعيد في مواجهة إيران. ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: ان نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.

وأكد نتنياهو للموفدين تصميم إسرائيل «على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان، وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال».وقال: القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق..

كما قال نتنياهو بعد اللقاء: هناك ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس، ولا أحدد موعدا لنهاية الحرب لكني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها، وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران. أولويتنا القصوى منع إيران من حيازة سلاح نووي ولإسرائيل حرية عمل كبيرة في طهران أكثر من أي وقت مضى.

وتابع: نحن نغير وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا والمهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح.

اما وزير الحرب يوآف غالانت فقال: مهمتنا لم تنته بعد ومن واجبنا الأخلاقي إعادة المخطوفين إلى بيوتهم.

وبناء لذلك، ظهر ان الواقع ما زال مخالفاً لكل الضخ الاعلامي الايجابي التضليلي، إذ أكدت القناة 12 الإسرائيلية: «ان مسؤولي القيادة في إسرائيل يستعدون لتوسيع العمليات البرية في لبنان لأن المفاوضات قد تستغرق وقتاً».

كما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله: «سنفاوض تحت القصف ولا أحد يوافق على وقف النار للتفاوض على اتفاق، ولبنان وحزب لله لم يقبلا المقترح وقالا إنه يمنح إسرائيل مساحة لمواصلة الهجوم». وقالت الصحيفة: ان مسودة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة شهرين انتقالية، ونرجح معارضة حزب لله وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة»

وفي السياق، كشف مسؤولون لـ»نيويورك تايمز» ان نتنياهو ينتظر الفائز في انتخابات أميركا قبل المضي في مسار تفاوضي. كما ذكرت قناة «سي أن أن» الاميركية:
المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. ونقلت عن مصادر قولها: أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة.

وأشارت المعلومات الى ان «منسوب التفاؤل بوقف إطلاق نار خلال ساعات أو أيام انخفض بعد زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل، والتعويل بات على مساع ديبلوماسية مستمرة قد تتبلور لاحقا».

مراكز الإيواء مسؤولية الدولة

محلياً، شدد مجلس المفتين، الذي عقد اجتماعاً برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان أمس في دار الفتوى على ان «النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية هم أهلنا وضيوفنا، وعلى الدولة مسؤولية تجاههم بتأمين مزيد من مراكز الإيواء، وخصوصا ان النزوح يزداد يوما بعد يوم، مما يضاعف نسبة التعرض للأملاك الخاصة وتفاقم الخلافات وهذا ينبغي معالجته في اسرع وقت ، حتى لا نقع في المحظور.

ورأى ان «الاستمرار بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يخشى من أن يؤدي الى استهداف لبنان وتدميره وضياعه واستحداث وصاية عليه، مما يستوجب الإسراع في انتخاب رئيس جامع وعدم ربطه باي استحقاق آخر لان وجود الرئيس وتشكيل حكومة فاعلة هما الأساس في مواجهة كل الأخطار المحدقة بلبنان وشعبه ومؤسساته»، واعلن تأييده «البيان الصادر عن مفتي الجمهورية برفضه إحداث أي خلل في التوازنات بالمواقع المدنية والعسكرية والقضائية في سائر مؤسسات الدولة»، وحذر من ان «يكون هذا الأمر شرارة أزمة جديدة تضاف الى الأزمات المتراكمة في لبنان وعلى الجهات المعنية ان تراعي التوازن بين المكونات اللبنانية كافة بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات».

ونوه مجلس المفتين بـ»مبادرة الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة للبنان، بالمسارعة الى مساعدة الشعب اللبناني ودعمه، من خلال ثقتهم بمؤسسات الدولة وسعيهم الدائم لوقف حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان وشعبه».

الأولوية لوقف النار

وفي المواقف، اعتبر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى أن العدوان الصهيوني على لبنان، وما يرتكبه من مجازر بحق المدنيين، هو جريمة ضد الانسانية، ورأى المجلس على المستوى الوطني أن الاولوية اليوم هي لوقف العدوان على لبنان، مشيداً الوقفة الوطنية في المناطق التي لجأ إليها النازحون وبتعاون المواطنين مؤكداً إلى هذا النزوح مؤقت.

واتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محور المقاومة بتعطيل الانتخابات الرئاسية، فهم لا يريدون حصول انتخابات حقيقية، مشيراً إلى أنهم حاولوا فرض سليمان فرنجية، لكنهم لم ينجحوا، مشدداً على رئيس يلتزم قرارات الامم المتحدة.

ودعا الحكومة أن تعلن بحزم أنها ستلتزم قرارات مجلس الامن الرقم 1559 (الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات)، والرقم 1680 و 1701 (الذي ينص على انسحاب حزب لله إلى ما وراء نهر الليطاني موضحاً أن لبنان اليوم يفتقد إلى دولة حقيقية منذ عامين ونحن من دون رئيس وحكومة مؤقتة.

استهداف المؤسسات

ميدانياً، كان الابرزهو استهداف المؤسسات الصحية، من العالمين في «الهيئة الصحية الاسلامية» والرسالة الاسلامية والدفاع المدني والصليب الاحمر. ونعت الهيئة الصحية أكثر من أربع شهداء سقطوا باستهداف المسيرات الاسرائيلية لسيارات الاسعاف والاطفاء.

اعلن «حزب لله» في سلسلة بيانات أنه «استهدف أربع مرات تجمعات لقوات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق «صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الاسرائيي جنوبي منطقة الخيام»؟ كما استهدف «الحزب» فجر اليوم تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصفوا مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنور العدو الاسرائيي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف لصلية صاروخية وقصف مستعمرة كرمئيل. وقال حزب لله: «استهدفنا تجمعاً لقوات العدو في مستعمرة بفتاح بصلية صاروخية.

وليلاً، استهدف حزب لله مستعمرة المطلة.
وبعد يوم حافل بالغارات، شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على بلدة خربة سلم، وبرعشيت وبيت ياحون.

وقصفت اسرائيل عند التاسعة من مساء أمس محيط معتقل الخيام بالقنابل الانشطارية.

وليلاً، وجه الجيش الاسرائيلي انذارات لسكان مدينة النبطية بالاخلاء وعلى الفور ، شنت غارات عنيفة على أحياء المدينة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي إضابة 11 جندياً بيوم واحد بالمواجهة مع حزب لله.

البناء:

صحيفة البناءهوكشتاين يسقط نبوءة ميقاتي التفاوضية ويعود من تل أبيب إلى واشنطن بدل بيروت

المقاومة: 995 قتيلاً وجريحاً في شهر العملية البرية… والخيام تستعيد أمجاد 2006

عفيف: المعركة على الرأي العام… يملكون مناورات التفاوض ونملك وقائع الميدان

‭‬ كتب المحرّر السياسيّ

عاد المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين يرافقه بيرت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى واشنطن بدلاً من التوجه إلى بيروت كما كان مفترضا من زيارته الى تل أبيب ولقاءاته مع قادة كيان الاحتلال، حيث نقلت وكالة أكسيوس تقريراً يؤكد فشل المهمة التفاوضية للوفد الأميركي. وقالت مصادر متابعة إن هذا الفشل يقول إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال عند سقف طلبات لا تنسجم مع الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به لبنان المتمسك بالقرار 1701 دون زيادة ونقصان، كما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما أصيب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بخيبة أمل بعدما بنى على حديثه مع هوكشتاين قبل سفره إلى تل أبيب آمالاً ونبوءات بقرب إعلان وقف إطلاق النار.

مصادر متابعة للمسار التفاوضي قالت إن الذي جعل نتنياهو يطلب زيارة الوفد الأميركي ويعتقد أنه يقدّم تعديلاً جوهرياً في سقفه السياسي للحرب هو التراجعات التي فرضتها عليه المقاومة بفعل ما أظهره الميدان من وقائع حول الفشل العسكري في الحملة البرية ونجاح المقاومة بإقامة توازن ناري لا يزال نوعياً ويتطور تدريجياً على الصعيد الكمّي، لكن لا تزال هناك حاجة ليقول الميدان المزيد حتى ينضج الكيان للعودة إلى المربع الأصلي الذي يمثله القرار 1701 كأساس لتنظيم الوضع عبر الحدود.

الميدان كما قدّمته غرفة عمليات المقاومة في إجمالي النتائج لمواجهات شهر من العملية البرية، يقول إن الاحتلال تكبّد 900 جريح و95 قتيلاً وخسر 42 دبابة و5 طائرات مسيّرة و4 جرافات وناقلة جند مدرعة، وأضاف تقرير غرفة العمليات «أن قوات العدو تتجنب التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية مجاهدي المُقاومة خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلًا إلى داخل القرى الحدوديّة والانسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتيّة، وإن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، وما زالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدّة مُسبقاً»، وقال التقرير «إنه بالرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يُمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المُقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخيّة اتجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان بشكل يوميّ ومتواصل وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكّده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكّن العدو من إحباط أي عمليّة إطلاق من الأراضي اللبنانيّة».

هذه الصورة التي عبر عنها تقرير غرفة العمليات كانت محور المداخلة التي قدّمها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أمام اللقاء الإعلامي الوطني، معتبراً أن جوهر المعركة يدور على الرأي العام عندنا وفي الكيان، والمقاومة تدير حربها لتغيير اتجاه الرأي العام في الكيان وزرع اليأس عنده من جدوى رهاناته على الحرب وتزرع الشكوك بما تفعله قيادة الكيان ويتسبب بتعريض مستوطنيه وأسراه للمزيد من المخاطر، بينما في المعركة على الرأي العام عندنا فإن جوهر الصراع يدور حول تعزيز الثقة بالمقاومة وقدرتها على تحقيق النصر، مقابل التشكيك بمصداقيتها وقدراتها، وفيما نملك وقائع الميدان التي تقدم كل يوم تأكيداً جديداً على قوة المقاومة وقدراتها وإنجازاتها، لا يمتلك الاحتلال ومَن يروّجون له إلا المناورات التفاوضية الفارغة لتثبيط العزائم وإحباط الهمم، والإيحاء بأن الحرب تقترب من نهايتها لإرباك المشاعر، وهنا تأتي مهمة الإعلام المقاوم الذي يتفوّق بصدقه وتعبيره عن حقائق ثابتة رغم ضعف إمكاناته مقابل إعلام مدجج بالإمكانات يروّج للأكاذيب ويبني خطابه على الأوهام.

ولم تفضِ لقاءات ومباحثات المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الأبيض بريت ماكغورك في «تل أبيب» إلى نتائج إيجابية، وذلك بعد اجتماعهما برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكشف مصدر مطّلع لموقع «أكسيوس» الأميركي، مساء أمس، أنّ هوكشتاين «لن يسافر إلى بيروت، وسيعود إلى واشنطن من «إسرائيل» في وقت لاحق اليوم (أمس)».

وقالت مصادر مطلعة لـ»سي أن أن»: «المسؤولون الأميركيّون يشكّكون في إمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسيّة». واعتبرت المصادر أن «مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركيّة، فإن التوقعات بأن الجهود النهائيّة لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة». وأوضحت أن «هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة مَن سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسّكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب». ونقلت «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.

ولاحقاً أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هناك ضغطاً لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس، مشيراً إلى أننا «نغيّر وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحدّيات كبيرة ولا أقلّل من شأن أعدائنا مطلقاً»، مؤكداً أن «المهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلّح». وأشار إلى أنه لا يحدّد موعداً لنهاية الحرب، مدعياً أنه يضع «أهدافاً واضحة للانتصار فيها وأننا نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران».

وإذ أعرب نتنياهو عن تقديره بشدة الدعم الأميركي، لفت إلى أنه يقول نعم عندما يكون ذلك ممكناً ولا عند الضرورة، زاعماً أنه «يوجد لـ»إسرائيل» حرية عمل كبيرة في إيران أكثر من أي وقت مضى».

وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلن أن نتنياهو «أكد للمبعوثين الأميركيين أموس هوكشتاين وبريت ماكغورك أن المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه»، وذلك بشأن وقف إطلاق النار في لبنان. ورأى أن «وقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن «إسرائيل»».

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر، عن «مسودة اتفاق أميركي إسرائيلي تسمح لـ»إسرائيل» بضرب لبنان خلال فترة شهرين انتقالية». وذكرت المصادر «أننا نرجّح معارضة حزب الله وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة»، مضيفة «وفق المسودة تنسحب «إسرائيل» بعد أسبوع ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بنية حزب الله». وكشفت أن المقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية».

وأكدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» رفضه «الشروط الإسرائيلية التي يطرحها بعض المبعوثين الأميركيين والغربيين لا سيما منح العدو حق العمل الأمني والعسكري البري والجوي والبحري في الجنوب، كما يرفض الحزب أي لجان دولية لمهمة مراقبة تطبيق القرار 1701 أو التدخل في عمل القوات الدولية والجيش اللبناني الوحيدين المخوّلين تطبيق القرار 1701 بإشراف الحكومة اللبنانية». وشدّدت الأوساط على أن «العدو الإسرائيلي ليس في موقع فرض الشروط ولا المقاومة في موقع الضعيف لكي تقبل بالشروط التي تعتدي على السيادة اللبنانية»، ولفتت الى أن «أي تطبيق للقرار 1701 على الوسطاء والمبعوثين أياً كانوا أن يقدموا للبنان ضمانات بتطبيق العدو لكافة بنود القرار 1701 والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة ومنعه من الاعتداء على لبنان». وتوعّدت الأوساط بأن المقاومة ستؤلم العدو ولا زالت في بداية الحرب وتملك بنك أهداف كبيراً والميدان بيننا والعدو سيدفع كلفة باهظة ستجبره على إعادة النظر بعدوانه بعد أن يتيقن بأنه لن يستطيع تحقيق أي هدف من أهداف الحرب سوى التدمير وارتكاب المجازر بحق المدنيين».

وكان إعلام العدو واصل تعميم وترويج المناخ الإيجابي لجهة التوصل الى هدنة مع لبنان، حيث أفاد مسؤول إسرائيلي لشبكة «أيه بي سي»، عن «تحقيق تقدّم كبير نحو وقف إطلاق النار في لبنان». إلا أن جهات رسمية أكدت لـ»البناء» بأن الأجواء الإيجابية التي سادت أمس الأول تضاءلت ويبدو تحقيق اختراق تفاوضي قبل الانتخابات الأميركية أصبح ضئيلاً جداً، وبالتالي رحّلت المفاوضات الى ما بعد الانتخابات وباتت مرتبطة بالميدان وبتوجّه الإدارة والرئيس الجديد في الولايات المتحدة الأميركية.

ومساء أمس، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تصريح الى أننا «نحقق تقدماً للتوصل إلى تفاهمات بشأن ما قد يكون مطلوباً للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الأمن رقم 1701».

وكان العدو الإسرائيلي واصل عدوانه على لبنان متنقلاً بين الجنوب والبقاع على وقع إنذارات بالإخلاء لا سيما في قرى بعلبك، بينما استُهدفت مجدداً سيارة في عاريا، واللافت ايضاً توسّع دائرة الاستهدافات لتصيب بقوة القطاع الصحي والعاملين فيه، موقعة الشهداء والجرحى.

ووجّه المتحدّث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، تهديدًا إلى سكان مدينة النبطية تحت ذريعة الإقامة بجوار مبنى يستخدمه «حزب الله» لتخزين أسلحة أو وسائل قتاليّة».

في المقابل أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أنه «استهدف أربع مرات تجمّعات لقوّات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق «صلية صاروخية على تجمّع لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي منطقة الخيام». كما استهدف «الحزب» تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصف ‏مستعمرة كريات شمونة مرّتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف بصلية صاروخية. و‏قصف ‏مستعمرة كرمئيل. وقال حزب الله: استهدفنا تجمعاً لقوّات العدو في مستعمرة يفتاح بصلية صاروخية.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي، بإصابة 15 عسكرياً خلال 24 ساعة 11 منهم «أصيبوا في لبنان و4 في غزة».

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية نقلاً عن بلدية المطلة، عن «سقوط 5 قتلى جراء سقوط قذيفة في البلدة بالجليل الأعلى شمالي «إسرائيل»». وأفاد إعلام العدو بهبوط مروحيتين عسكريتين في مستشفى «بلينسون» في «تل أبيب».

الى ذلك، أرسل قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد إسماعيل قاآني برقية إلى الشيخ نعيم قاسم بمناسبة انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، وقال فيها: «أنتم شخصية مجاهدة عريقة تتمتع بسجل مشرّف ومحبة كبيرة بين أبناء الشيعة الأوفياء والمجاهدين الشرفاء في المقاومة».

وأضاف «نحمد الله أنه تمّ اختياركم لتتقلدوا هذه المسؤولية الكبيرة والقيمة في مرحلة تاريخية وقرار مصيري». وتابع قاآني «أحيي الذكرى الخالدة والمقام الرفيع للمجاهد الكبير الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد الكبير والمضحّي السيد هاشم صفي الدين، وللقادة والمسؤولين والمجاهدين والشهداء».
وتابع قاآني «إخوتكم في قوة القدس سيبقون إلى جانبكم وإلى جانب حزب الله البطل، حتى اقتلاع الشجرة الصهيونية الخبيثة وتحرير فلسطين والقدس الشريف».

وفي سياق متّصل، بعث رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد برسالة للمجاهدين في معركة «أولي البأس»، ومما جاء فيها: «فئة دمكم هي فئة دم الطاهرين الأبرار الأخيار الصالحين، دم الإيمان والعزم والحزم والصبر والثبات والقوّة والشجاعة. أليست فئة دمكم هي فئة دم السيد الشهيد الأحب والأقدس والأطهر والأبهى؟ أليس دمه يجري في عروقكم؟ فأنتم البقية أنتم الصفوة أنتم الأمانة أنتم الوديعة، أنتم عقله وقلبه وروحه ووجهه وابتسامته وكلماته وعمامته وإيمانه وشجاعته، مَن أنتم؟ سيكتب على أيديكم وبأيديكم نصره وعزته والجلال، قال عنكم العدوّ أنتم تقاتلون بحافز عقائدي وجهادي و»الفضل ما شهدت به الأعداء»، وفي لبنان يقول البعض في صدى ومدى هذا العدوّ ما يعني أنكم مرتزقة، يا لسوء المقارنة، ويا لحقد المقاربة، وأنا أعرف أن البعوض إذا اجتمع على أحذيتكم لا يؤلم وكيف تشعرون بألم وأنتم والملائكة تنتظرون احتفال النصر الإلهي».

على صعيد آخر، شدّدت الهيئتان الشرعية والتنفيذية، في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، على أهمية دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاتّصالات لوقف العدوان «الإسرائيلي». وحذّرت الهيئتان، في بيان، من محاولات الاحتلال الفتنوية، وحيّتا الموقف الجامع للعائلات الروحيّة في قمة بكركي.

كما أكد البيان أنّ: «الأولوية، اليوم، هي لوقف العدوان على لبنان، وأنّ النزوح مؤقت»، مشدّدًا على مسؤوليّة الدولة تجاه النازحين. ودعا المرجعيات الدينية في العالم لرفع الصوت عاليًا للوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني.

على المستوى الرسميّ، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن «التهديدات التي يُطلقها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافيّة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي قتلاً وتدميراً وتخريباً». وأشار ميقاتي في تصريح إلى أنه «أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالباً تكثيف الصغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والإنسانية».

وقال: «لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في «إسرائيل» للتوصل الى حل يوقف إطلاق النار تمهيداً للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في انتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علماً أن التصعيد الإسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الإسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الإقل في الفترة القصيرة المقبلة».

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق