مؤشرات النصر تلوح من الميدان - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مؤشرات النصر تلوح من الميدان - جورنالك اليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 09:11 مساءً

سلمان حرب

يوم ٢٣ ايلول ٢٠٢٤, أعلن العدو الإسرائيلي بداية حربه الكبرى على لبنان فنفّذ في يوم واحد فقط ١٨٠٠ غارة حربية على نقاط كان قد صنفها وفق بنك معلوماته أهدافاً عسـكرية.

مع طول أمد الحرب، برزت لدى العدو ثغرة عسكرية انعكست في استهدافه نقاطاً سبق له أن استهدفها، لترتفع مع الوقت نسبة إعادة استهداف المستهـدف. بعدها، انتقل الكيان الى مرحلة استهداف المباني الفارغة والأماكن والساحات العامة التي ليس لديها أي ارتباط أو صلة أو دور بحزب الله، بهـ.ـدف كيّ الوعي والترهيـ.ـب والتهجير والضغط على البيئة المؤيدة والحاضنة.

ويؤشر هذا السلوك في الاستهداف إلى مسألتين:

الاولى، أنّ العدو قد أنجز واستنفد القسم الأكبر من بنك أهدافه الفعلي، وبالتالي هو بحاجة كي يكمل حربه لاعادة استهداف ما سبق ان استهدفه، او الى قصف مبان ومناطق هي اصلا لا تصنف أهداف.

والمسألة الثانية، أنّ قدرة العدو قد خفت على الاستعلام وعلى جمع بنك أهداف جديد كبير ونوعي ومؤثر، وهذا يعود لأسباب مرتبطة بتطوير بأساليب عمل المقـ.ـاومة من الناحية الإدارية والبشرية والتقنية، ولأسباب مرتبطة بفاعلية مصادر جمع المعلومات البشرية والتقنية لدى الـ.ـعـ.ـدو.

وسبق للعدو أن أعلن أنه بموجات غاراته الأولى وعلى مدى أيام الحرب، قام باستهداف القدرات الاستراتيجية لحزب الله وقضى عليها، وشلّ وأضعف إمكانياته على على الايذاء والتصدي والوصول والادارة والسيطرة، حتى أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي “جون كيربي” صرح على منبر البيت الأبيض في وقتها أن “حزب الله اليوم هو غير حزب ما قبل ١٠ ايام”.

في مقابل كل هذه التصاريح والاحتفالات ومن دون عراضات وتصريحات، نجد أن حزب الله يقوم باستهداف عمق الكيان بكفاءة عالية وباستمرارية بالمسيرات و الصواريخ و بأسلوب متصاعد متناسب مع طول أمد الحرب.

من هنا، فإنّ القارىء لمجريات الحرب يتضح له جليّاً أنه بالاسبوعين الأخيرين الخامس والسادس منها، والذي يفترض فيهما أن يكون الحزب بات منهكا وضعيفا، مناورته أقل و قدراته الاستراتيجية قد استنزفت وانتهت بحسب وصف العدو، وبعد مسار طويل من الاستهدافات، وبعد انتهاء بنك أهداف العدو، نجد الحزب يظهر شيئا من قدراته الاستراتيجية، خلافا عن الأسابيع الاربع الاولى التي كان الاستهداف فيها بحسب البيانات الصادرة عن الحزب يستخدم فيها صواريخ الكاتيوشا بشكل اساسي.

إنّ حزب الله استطاع بعد اربعين يوما وبعد استخدام الطاقة القصوى للعدو، أن يُظهر مستوى أعلى من القدرة لديه، ليثبت بذلك قدرته على :

-استهداف قلب الكيان في اليوم نفسه بخمس او ست او أكثر…. من الصواريخ الثقيلة والباليستية، بعد أن كان يستهدف النقاط بداية الحرب بالكاتيوشا.
-اطلاق وايصال المسيرات الى اهدافها واصابتها وباعداد اكبر من الاسابيع الأولى، وهناك كلام عن استخدام مسيرات بقدرات تدميرية اكبر.
-الزيادة في مدى وعمق رقعة الاستهداف فيثبت بعد كل ما جرى ان يده تطال ولديه من المخزون والقدرات الاستراتيجية ما يتجاوز به باستهدافاته تل أبيب وبما يفوق ال ١٠٠ كلم.
-رفع مستوى القدرة التدميرية، ويظهر ذلك من الصور المسربة من المستوطنين، وارتفاع الأضرار المحققة في خسائر العدو في داخل المستوطنات.
-إخراج و تفعيل ونصب وإطلاق الصواريخ الكبيرة رغم الإطباق الجوي للعدو. لذلك نستطيع القول إنّ العدو فشل باستهداف القدرة الاستراتيجية للمقاومة رغم استعماله طاقته القصوى واستنفاد بنك أهدافه.

في مقابل كل ذلك، ومع تصاعد وتيرة استهداف قلب الكيان، نرى تراجع واخفاق في أدائه البري وارتفاع تحقيق إنجازات المقاومة في الميدان من خلال:

-استهداف جرافات للعدو يوم السبت الماضي تحت موقع العبّاد في بلدة حولا الحدودية، أي في نقطة ملاصقة تماما للحدود، وهذا يعني أن عين المقاومة مبصرة في الحافة وقادرة عاى الرصد وان منظومة ضد الدروع فعالة على عكس ادعاءات العدو أنه فككها.
– اليوم لايزال العدو يقوم بالرماية المدفعية على بلدة كفركلا الحدودية، يعني البلدة الملاصقة تماما للحدود، فعلى ماذا يرمي؟ ولماذا يرمي؟ اذا كان يعتبر أنه قد طهرها عسـ.ـكريا كما ادعى، ليستكمل المشهد باستهداف جنوده بصاروخ موجه بأحد منزلها إضافة إلى تدمير دبابة ميركافا وهذا يؤكد فعالية انتشار وعمل سلاح ضد الدروع ويؤكد أن عين الحزب راصدة ومبصرة ولديه اطلالة وسيطرة بالرصد والرؤية وسيطرة بالنار على امتداد الحافة.
– إجباره على الانسحاب من اطراف مدينة الخيام بعد فشله بمحاولاته لأكثر من اسبوع بأن يتوغل فيها، والنتيجة انه انكفأ من اطرافها دون التمكن من الدخول اليها.
– نجده ان العدو لازال يرمي بالقصـ.ـف المدفعي على اطراف بلدة مارون الراس الحدودية، التي تباهى بدخول حديقتها الواقعة على كتف الجبل المطل بالرؤية على فلسطين وليس على لبنان فلماذا يرمي؟ و على ماذا؟ ان لم يكن هناك ما يعيق ويهدد محاولات تقدمه الطائفة.
– لا زال العدو عاجزا عن إنهاء عيتا الشعب او عيترون او الدخول إلى مدينة بنت جبيل.
عمليا يمكن القول؛ إنّ الـ.ـعـ.ـدو وخلال أربعين يوما أظهر إنجازات مضخّمة بالصورة، صورة تفجير جزء من القرى، صورة لجنوده يمشون في لبنان، صورة دخول أنفاق حدودية يعرف الجميع انها مخلاة منذ بداية المعركة لأنها أنفاق مخصصة للعمل الهجومي ومنذ ١١ شهرا لم يكن هناك قوة هجوم على الحدود.

بالحقيقة و بالموازين العسـكرية

– هم أخفقوا بتحقيق توغل بري عسـ.ـكري حقيقي، فهم خلال ٤٠ يوماً ما استطاعوا ان يثبتوا قاعدة عسـ.ـكرية واحدة في قرية حدودية واحدة حتى متاخمة للحدود، وهذا هو عار الجيش الإسرائيلي وهذا بحد ذاته هو انتصار للمقـ.ـاومة ومعادلاتها، وكل يوم يمر خاصة مع قدوم فصل الشتاء، سيزيد من مشكلتهم وغرقهم بوحل البر في جنوب لبنان.

– المقاومة أعمت عيون العدو وتقنياته بنسبة كبيرة عن جمع المعلومة، فهم عاجزون عن تأسيس بنك أهداف جديد فعّال ومؤذي، لأن المقاومة استطاعت ان تلتف على أساليب عملهم بنسبة كبيرة.

لذلك يحاول العدو أن يعوض هذه الحقيقة العاجزة من خلال:

-مشهد الغارات الجوية والتنكيل والتهجير للمدنيين والضغط على الخيار السياسي والمسار العسكري بتأليب المدنيين عبر ايذائهم.
– محاولة استهداف مجاهدين وكوادر ميدانيين على الأرض بعد انخفاض نسبة قدرته على الوصول والاستهداف للقيادة العليا في وحدات الحزب والمقاومة.
– محاولة قطع خطوط الامداد البعيدة، بعد فشله في عزل اي بقعة إمامية و منع الحزب من إيصال الامدادات والأفراد إليها، وقد أعلنت المقاومة في بيان لها أن خطوط دعمها نافذة ومتصلة الى حيث وجود المجاهدين في كل الانتشار.

إن جيش العدو قد عبّر أكثر من مرة على لسان وزير الحرب يوآف غالنت أن هناك تنازلات مؤلمة يجب تقديمها وأنه ليس بالحرب تحقق كل الأهداف، وأوضح على لسان قائد الأركان هاليفي وجوب وضرورة إيقاف العملية البرية عسـ.ـكريا، من خلال القول إنه قد أنهينا المطلوب وان الغاية من العملية العسـ.ـكرية تحققت و نحن بانتظار قرار المستوى السياسي و….

فإذاً بمعزل عن النِسب وكم كانت طبيعة الأهداف المستهـ.ـدفة بطيران الـ.ـعـ.ـدو مطابقة لتصنيفاته العسـ.ـكرية و الامنية، بالنتيجة العملية فإنّ العدو اخفق، وبعد الموجة الأولى والثانية والثالثة من الغارات وصولا لأربعين يوما من القتال، فهو استهـدف كامل الجغرافيا التي يعتبرها أرضية للمقـ.ـاومة، بكل القوة التي لديه و بأوسع تغطية ودعم خارجي بأحر ترحيب ودعم وتماهي من جزء من الداخل اللبناني، ولمدة زمنية طويلة ، إلا أنه اخفق، ودليل اخفاقه هو في دقة وحقيقة تقديره بأن ما جمعه واستهدفه وحققه ببنك اهدافه هو القدرة الاستراتيجية لحزب الله، المسيرات القاتلة والصـ.ـواريخ الثقيلة المرعبة التي لازالت تطلق بفعالية و كثافة ولمدايات متصاعدة. وهذا عين فشله، و عين عجزه.

اليوم بعد ستة اسابيع، يخرج حزب الله منشأة عماد ٥ إلى العلن، ويستهدف حيفا بصواريخ نوعية جديدة، عجز العدو عن كشفها، وعجز عن منع نصبها وتجهيزها، وعجز عن منع اطلاقها، وعن منع وصولها لأهدافها رغم كل اطباقه على السماء، وعطفا على غرقه في النسق الأول من قرى الحافة الأمامية، هذا يؤكد شكل نهاية الحرب ويرسم الشكل الذي ستنسدل الستارة عليه، ويؤكد حقيقة نصرنا وصوابية خيار القتال وضرورة الاستمرار بالقتال، وأهمية الثبات على عدم فصل ارتباط الجبهات ما بين لبنان وفلسطين كما اوصى الحبيب في خطابه الأخير، دون الوقوع بزلل التهويل ووهم الضغوط وخشية طريق الحق لقلة سالكيه. أقصى درجات التعب هي ما قبل وصول إلى القمة، هذه القمة لنا، وبإذن الله نحن اسيادها وسنعتليها.

* كاتب وباحث سياسي

المصدر: بريد الموقع

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق