وكشفت الشهادات التي تم جمعها في المحادثات مع جنود وضباط في جيش الاحتلال، أن القوات على الأرض ناقشت ما إذا كانت ستدخل المبنى مع تغطية بالنيران لاستبعاد وجود مقاومين أو الدخول خلسة لتجنب تعريض القوة للخطر.

وفي النهاية، وفق الصحيفة، تقرر الدخول خلسة بناء على تقييم مفاده أن المبنى مهجور ولا يحتوي على مقاومين، واتخذ قرار الدخول إلى المبنى بناء على معلومات استخباراتية.

وفي مرحلة معينة، قرر أحد الضباط الكبار على الأرض، إطلاق النار على المبنى لمحاولة قتل المقاومين، وكشف التحقيق كذلك عن وصول جنود وضباط إضافيين إلى منطقة المبنى للمساعدة في القتال وإخلاء الجرحى، وخلال تبادل إطلاق النار ومحاولات الإنقاذ، قُتل وجُرح جزء من سلسلة القيادة في الوحدة.

وتقول عائلات الجنود القتلى إنهم سمعوا من قادتهم والجنود الذين كانوا في الحدث أن التغطية الجوية والإخلاء لم يكونا كافيين وأن الأمر يتطلب تحقيقا معمقا لاستخلاص الدروس والعبر، وينطبق الأمر نفسه على التغطية المدفعية المتأخرة.

وأكدت الصحيفة، أن الجنود تركوا بمفردهم خلال هذا الوقت بسبب التضاريس، مما جعل التواصل صعبًا، ولأن بعض مسؤوليهم لم يكونوا يستمعون إلى شبكة الاتصالات.

وأفادت مصادر عسكرية أن الجنود وقادتهم اتصلوا عبر شبكة الاتصالات لطلب المساعدة، لكن لم تكن هناك أي استجابة في بداية الأمر، وفي وقت لاحق، وصلت تعزيزات من الوحدة وواجهت ما وصفته بـ”نيران جهنمية” من قبل المقاومين.

وفي مرحلة معينة، أمر قائد وحدة إيجوز الفرق الأخرى بالتخلي عن مهامها وتقديم المساعدة العاجلة للقوات، ووصل الجنود إلى المبنى عبر غابة كثيفة، مما جعل الوصول إليه وإخلاء المبنى الذي كان المقاومون يتواجدون فيه أمرًا صعبًا للغاية.

وبحسب الشهادات فإن بعض عناصر الوحدة تعرضوا لقذائف الهاون ما منعها من التقدم وتسبب بإصابات.

ووفق الصحيفة، تم إجلاء الجرحى على عشرات النقالات تحت إطلاق النار على مسافة كيلومترين.

وقالت مصادر عسكرية اطلعت على تفاصيل التحقيق الأولي إن الرصاص كان يطير من حول الجنود، ورئيس الأركان يحتاج إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق رئيسي في جميع المناطق لاستخلاص الدروس للجيش بأكمله، على الرغم من كونها حربًا.

في المقابل أكد جيش الاحتلال، أنه “قد تم استيعاب الدروس الأولية من الحادث في القتال الجاري، ولا يزال التحقيق في الحادث جاريا وهو الآن في مراحله المتقدمة”.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “النتائج الأولية للتحقيق عرضت على عائلات الجنود، وبمجرد اكتمال التحقيق سيتم إطلاعهم عليها بالكامل”.