في حادث مأساوي جديد يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمن، أقدم شاب يمني يدعى أنس عبدالحفيظ عبدالواسع على الانتحار شنقاً داخل منزله بالعاصمة صنعاء.

وتأتي هذه الحادثة المأساوية وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، نتيجة للتدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والضغوط النفسية التي يتعرض لها المواطنون.

وبحسب مصادر محلية، فإن الشاب الراحل كان يعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث ينحدر من منطقة المشاولة بمحافظة تعز، ويعيش في صنعاء مع أسرته التي تواجه أوضاعاً اقتصادية متردية.

كما كان يعاني من مشكلة صحية تتمثل في شحنات كهربائية في الدماغ، ولم تتمكن أسرته من توفير العلاج اللازم له بسبب ارتفاع التكاليف.

وأكد أطباء نفسيون أن تزايد حالات الانتحار في اليمن يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون تحت وطأة الحرب المستمرة والحصار المفروض على البلاد.

وأشاروا إلى أن الظروف المعيشية الصعبة، والضغوط النفسية الناجمة عن الصراع، والافتقار إلى الخدمات الأساسية، كلها عوامل تساهم في تفاقم الأوضاع النفسية للمواطنين ودفعهم إلى اتخاذ قرارات مأساوية كهذه.

تداعيات خطيرة

ويخشى مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الانتحار في اليمن، خاصة في المناطق التي تشهد صراعات مستمرة، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والدواء، وتردي الخدمات الأساسية.

كما يحذرون من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تفكك الأسر وتشريد الأطفال، وتزيد من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.

دعوات إلى التدخل

ودعا ناشطون حقوقيون ومنظمات إنسانية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنهاء الصراع في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين.

كما طالبوا الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بوقف الأعمال العدائية والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني.