نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فوز ترامب يختبر حدود سلطات الرئاسة وهاريس تقر بالهزيمة - جورنالك اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 01:17 صباحاً
استعاد دونالد ترامب السيطرة على البيت الأبيض بفوز ساحق الأربعاء، حيث غض عشرات الملايين من الأميركيين الطرف عن الإدانات الجنائية والخطاب المثير للانقسام ليختاروا رئيسا سيختبر حدود المنصب إذا نفذ وعود حملته الانتخابية.
وفاز ترامب (78 عاما) بالانتخابات التي جرت الثلاثاء، بعد حملة أثارت حالة من الاستقطاب وشهدت محاولتين لاغتياله وقرارا متأخرا من الحزب الديمقراطي بترشيح كامالا هاريس بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في تموز.
وأوضح الانتصار الساحق مدى خيبة أمل الأميركيين في الاقتصاد وأمن الحدود والمسار الذي تسلكه البلاد وثقافتها. وطالب الناخبون بتغيير، حتى ولو كان القائم عليه مدانا خضع للمساءلة مرتين أثناء الرئاسية ولم يعد الشخص الذي جاء من خارج المؤسسة في واشنطن مثلما كان في حملته الانتخابية عام 2016.
وقال إنه يريد أن تكون في يده سلطة إقالة الموظفين الحكوميين الذين يعتبرهم غير مخلصين. ويخشى معارضوه من أن يحول وزارة العدل وغيرها من وكالات إنفاذ القانون الاتحادية إلى أسلحة سياسية للتحقيق مع من يتصور أنهم أعداؤه.
ومن المقرر أن يتولى ترامب ونائبه السناتور جيه.دي فانس، منصبيهما في يوم التنصيب في 20 كانون الثاني. ووعد ترامب بأدوار في إدارته للرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، والمرشح الرئاسي السابق روبرت إف. كنيدي الابن.
وخالفت النتيجة استطلاعات الرأي التي أظهرت منافسة متقاربة قبل يوم الانتخابات الثلاثاء. فقد حصد ترامب ما لا يقل عن خمس ولايات حاسمة ليتجاوز عدد أصوات المجمع الانتخابي البالغ 270 اللازمة للفوز بالرئاسة. ويتجه على ما يبدو إلى الفوز في ولايتي أريزونا ونيفادا المتبقيتين حيث لا تزال عملية إحصاء الأصوات جارية.
وتقدم ترامب على هاريس بنحو 5 ملايين صوت بحلول ظهر الأربعاء، مما يضعه على المسار الصحيح ليصبح أول مرشح رئاسي جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ جورج بوش الابن قبل عقدين.
كما انتزع رفاقه الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين ولديهم فرصة لتعزيز أغلبيتهم الضئيلة في مجلس النواب، على الرغم من أن النتيجة لن تتضح على الأرجح إلا قبل بضعة أيام.
وقال ميتش مكونيل الذي يتزعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ منذ فترة طويلة "كان يوما رائعا جدا".
ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس أن تفسح المجال أمام تبني جانب كبير من تشريعات ترامب، مثلما حدث في العامين الأولين من رئاسته السابقة بين 2017 و2021 حين نجح الجمهوريون في إقرار مشروع قانون رئيسي لخفض الضرائب في الكونغرس مما أفاد الأثرياء أساسا.
وقال ترامب في وقت سابق الأربعاء، لأنصاره في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا "منحتنا أميركا تفويضا قويا وغير مسبوق".
وأقرت هاريس بالهزيمة في خطاب بثه التلفزيون، مشيرة إلى أنها اتصلت بترامب وهنأته على انتصاره ووعدت بالمشاركة في انتقال سلمي للسلطة.
وأضافت هاريس أمام أنصارها في جامعة هاورد، التي تعد تاريخيا جامعة للسود، "بينما أقر بالهزيمة في هذه الانتخابات، فأنا لا أعترف بالهزيمة في القتال الذي غذى هذه الحملة".
وتعهدت بمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة وضد العنف المسلح و"النضال من أجل الكرامة التي يستحقها الجميع".
وارتفعت أسواق الأسهم الرئيسية في جميع أنحاء العالم بعد فوز ترامب، ويقترب الدولار من تحقيق أكبر مكسب يومي منذ عام 2020.
التغلب على الخلافات
وفاز ترامب على الرغم من تدني شعبيته باستمرار خلال الحملة كما وجهت إليه اتهامات جنائية أربع مرات، وأُدين بالمسؤولية المدنية عن اعتداء وتشهير. وفي أيار أدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب بتهمة تزوير سجلات تجارية للتستر على دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام (...).
وبدا أن مسيرة ترامب السياسية انتهت بعد أن أدت اتهاماته الكاذبة بشأن تزوير الانتخابات إلى قيام حشد من أنصاره باقتحام مبنى الكونغرس في السادس من كانون الثاني 2021، في محاولة فاشلة لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي مني فيها بالهزيمة أمام الرئيس جو بايدن. ووجه المدعون الاتحاديون إليه اتهامات على الرغم من أن هذه القضية وغيرها من القضايا الجنائية ضده ستُحفظ الآن.
وأطاح ترامب بمنافسيه داخل حزبه الجمهوري ثم تغلب على المرشحة الديمقراطية هاريس مستغلا مخاوف الناخبين من ارتفاع الأسعار وما قاله، دون دليل، عن ارتفاع معدلات الجريمة بسبب الهجرة غير الشرعية.
وسيكون لفوز ترامب تأثيرات كبيرة على سياسات التجارة وتغير المناخ والضرائب والهجرة وسياسات الولايات المتحدة الخارجية بما في ذلك في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقال مكتب بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي هنأ ترامب على الفوز.
وأضاف المكتب في بيان أنهما ناقشا "التهديد الإيراني" وضرورة العمل معا لصالح أمن إسرائيل.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الانتخابات شأن يخص الشعب الأميركي، لكنها دعت إلى إنهاء "الانحياز الأعمى" من واشنطن لإسرائيل.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفه بالتزام ترامب "بالسلام من خلال القوة"، في حين قال الكرملين إنه سينتظر ليرى ما إذا كان فوزه يمكن أن يساعد في إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل أسرع. وقال ترامب أثناء حملته الانتخابية إن بوسعه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة.
الوظائف والاقتصاد
أظهرت استطلاعات رأي أجرتها رويترز/إبسوس، أن الناخبين يرون أن الوظائف والاقتصاد يمثلان المشكلة الأكثر إلحاحا في الولايات المتحدة. ولا يزال عدد كبير من الأميركيين يشعرون بالإحباط بسبب ارتفاع الأسعار رغم الصعود القياسي في أسواق الأسهم والنمو السريع للأجور وانخفاض معدلات البطالة.
ومع إلقاء قدر كبير من اللوم على إدارة بايدن، قال أغلب المشاركين في الاستطلاعات إنهم يثقون في ترامب أكثر من هاريس لمعالجة هذه القضية.
وساعد الناخبون المنحدرون من أميركا اللاتينية، وهم مؤيدون للديمقراطيين عادة، والأسر ذات الدخل المنخفض، وهي الأكثر تضررا من التضخم، في دعم فوز ترامب في الانتخابات. كما برزت قاعدة مؤيديه من الناخبين الريفيين والبيض وغير الحاصلين على تعليم جامعي.
ويقول خبراء اقتصاد إن مقترحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية قد تشعل حربا تجارية أشد ضراوة مع الصين وحلفاء الولايات المتحدة، في حين أن تعهداته بخفض الضرائب على الشركات وتطبيق سلسلة من التخفيضات الجديدة قد تؤدي إلى تضخم الدين الأميركي.
وربما تكون فترة ترامب الرئاسية الثانية سببا في اتساع هوة الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين على قضايا مثل العرق والجنس والمواد التعليمية وطريقة تقديمها للأطفال وحقوق الإنجاب.
وتعهد ترامب بإطلاق حملة ترحيل جماعي تستهدف المهاجرين غير الشرعيين في البلاد.
فشل هاريس
انسحب بايدن (81 عاما) من السباق واستسلم أخيرا لضغوط زملائه الديمقراطيين على مدى أسابيع بعد أداء ضعيف خلال مناظرته مع ترامب والذي أثار تساؤلات حول حضور ذهنه وإمكانية فوزه في الانتخابات.
وسارعت هاريس إلى إطلاق حملتها الانتخابية في غضون أسابيع فقط، بدلا من أشهر كما جرت العادة. وحفز ترشحها الديمقراطيين المحبطين، وجمعت أكثر من مليار دولار في أقل من ثلاثة أشهر ومحت تقدما قويا لترامب آنذاك في استطلاعات الرأي.
ولكن التفوق المالي الذي حظيت به هاريس واجه مقاومة جزئية من تدخل أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الذي ضخ أكثر من 100 مليون دولار في لجنة عمل سياسي تحشد الناخبين لتأييد ترامب واستخدم موقع التواصل الاجتماعي إكس لزيادة وتضخيم المنشورات المؤيدة لترامب.
ومع اقتراب الحملة من نهايتها، ركزت هاريس بشكل متزايد على تحذير الأميركيين من مخاطر إعادة انتخاب ترامب وقدمت غصن زيتون للجمهوريين الساخطين.
وسلطت الضوء على تصريحات العديد من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، منهم رئيس الأركان السابق والجنرال المتقاعد في مشاة البحرية جون كيلي، الذي وصف ترامب بأنه "فاشي".
وقال نحو ثلاثة أرباع الناخبين، في استطلاعات للرأي بعد الخروج من مراكز الاقتراع أجرتها شركة إديسون ريسيرش، إن الديمقراطية الأميركية مهددة مما يؤكد حالة الاستقطاب في دولة ظهرت الانقسامات فيها بشكل أكثر وضوحا في السباق الانتخابي الشرس.
رويترز
0 تعليق