نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عواء ذئاب وأصوات مخيفة.. لماذا يتجنب سكان القرى في كوريا الخروج من المنازل؟ - جورنالك في الأحد 09:56 صباحاً اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 09:56 صباحاً
بدأت كوريا الشمالية في إطلاق أصوات مخيفة ومزعجة عبر الحدود مع جارتها الجنوبية، ما تسبب في إزعاج القرويين وتعطيل الحياة اليومية.
ويقول سكان قرية دانجسان الصغيرة القريبة من المنطقة المنزوعة السلاح إن الضوضاء المستمرة ــ من أصوات تشبه أصوات الأجراس إلى الصراخ ــ جعلت الحياة لا تطاق، ويطلق عليها البعض "القصف الضوضائي".
"إن هذا الأمر يدفعنا إلى الجنون"، هكذا قالت إحدى المقيمات لصحيفة نيويورك تايمز. مضيفة وهي تصف العذاب الذي لا ينتهي: "لا نستطيع النوم ليلاً. إنه قصف بلا قذائف".
منذ شهر يوليو، أصبحت مكبرات الصوت في كوريا الشمالية نشطة لمدة تصل إلى 24 ساعة في اليوم، لتحل محل بث الدعاية التقليدية بأصوات مثيرة للأعصاب، وتتسبب هذه الأصوات، التي توصف بأنها صرير معدني، أو عواء ذئاب، أو حتى نيران مدفعية، في إحداث أضرار نفسية لدى القرويين، وتسبب لهم الأرق، والصداع، والتوتر.
وعلى النقيض من البث الدعائي التقليدي، الذي كان يتضمن موسيقى وأصواتا بشرية، فإن هذه الأصوات لا تحمل أي رسالة واضحة.
ويقول أحد السكان وهو يتأمل التوترات السابقة: "على الأقل كانت البث القديم عبارة عن أصوات بشرية يمكننا تحملها".
ويعتبر الهجوم السمعي جزءا من التوترات المتصاعدة بين الكوريتين بعد تخلي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن الحوار مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في حين كثف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول التدريبات العسكرية مع حلفائه واستأنف البث الدعائي الذي يستهدف الشمال.
في مايو الماضي، ردت كوريا الشمالية على المنشورات المعادية لكيم التي أرسلها منشقون في الجنوب بإطلاق بالوناتها المملوءة بالقمامة، وبعد فترة وجيزة، استأنف الجنوب بث أغاني البوب الكورية والأخبار عبر مكبرات الصوت، الأمر الذي أدى إلى هجوم مضاد غريب من جانب الشمال.
يقول كانغ دونغ وان، الخبير في شؤون كوريا الشمالية: "إن بيونغ يانغ تدرك أن دعايتها لم تعد تجدي نفعاً مع الجنوبيين. لقد تغير هدف مكبرات الصوت من نشر الدعاية إلى إجبار كوريا الجنوبية على وقف بثها للبرامج والمنشورات".
بالنسبة لسكان دانجسان، فإن التكلفة النفسية هائلة. فقد كان القرويون فخورين ذات يوم بأسلوب حياتهم الريفية الهادئ، والآن يغلقون نوافذ منازلهم باستخدام مادة البوليسترين ويتجنبون الأنشطة الخارجية.
وعلى الرغم من الزيارات البرلمانية والمناشدات العاطفية لإغاثة المتضررين، لم يقدم المسؤولون سوى القليل من التدابير المؤقتة مثل تركيب النوافذ ذات الزجاج المزدوج وتوفير الأدوية للماشية.
وقال كوه يو هوان، الرئيس السابق للمعهد الكوري للتوحيد الوطني: "يتعين على الكوريتين أن تعيدا الالتزام باتفاقاتهما القديمة"، غير أن كوريا الشمالية قامت مؤخراً بتدمير روابط النقل الرئيسية وتعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) بالقرب من الحدود، مما يشير إلى نيتها في التصعيد أكثر.
0 تعليق