نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: باركر.. حاول تنفيذ مقصية رونالدو وانكسر عنقه - جورنالك الرياضي اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 02:38 مساءً
على عكس ملايين العيون المنبهرة بمقصّية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في شباك المنتخب البولندي، الجمعة الماضي، يحمل الجامايكي لويد باركر، لاعب كرة القدم السابق، مشاعر سلبية تجاه هذه الركلة البهلوانية التي عصفت مثلها بمسيرته قبل نحو ربع قرن.
باركر كان أحد أبرز نجوم مونتريال إمباكت الكندي في التسعينيات، واحتل وصافة هدّافي الفريق أعوام 1994 و1995 و1997، واختير كأفضل لاعبيه 1995، وظهر كذلك دوليًا بقميص منتخب بلاده عبر مباراة تجريبية مع أمريكا 22 نوفمبر 1994 انتهت بفوز «أبناء العم سام» 3ـ0.
وفي تلك الفترة، كانت الأندية الكندية تسمح للاعبيها بالمشاركة مع فرق الصالات ضمن بطولات رسمية، واستغلالًا لذلك استعان به فريق إدمونتون دريلرز، حديث العهد، لتقوية قائمته في دوري الرابطة الأمريكية للصالات.
وخلال مباراة للفريق أمام سينسيناتي ضمن دوري الرابطة في 17 مارس 1998، حاول باركر التعامل مع كرة عرضية مقبلة نحوه بمقصية هوائية يُكثر لاعبو الصالات المهرة من تنفيذها لتسجيل الأهداف.
دفع اللاعب، الذي كان يبلغ من العمر 23 عامًا، جسده إلى الأعلى برشاقة مُعاندًا قوانين الفيزياء وإرادة الجاذبية الأرضية، لكن فات عليه ضبط توقيت حركة قدمه مع الكرة التي تجاوزته، ثم سقط بعنف على رأسه.
كجثة هامدة انطرح باركر على أرضية الصالة بلا حراك. توقف اللعب، وهرع المسعفون لفحص عنقه ورأسه. لاحت لهم أمارات إصابة خطيرة تعرض لها، ونقلوه سريعًا إلى المستشفى وسط صدمة الجميع.
شخّص الأطبّاء إصابة الجامايكي بكسر في الرقبة، وحذروا من احتمالية تطور حالته إلى شلل رباعي. أخضعوه لجراحة دقيقة، وأودعوه العناية الفائقة فترة طويلة، ولحسن حظه تفادى جسده المضاعفات المروّعة التي كان مهددًا بها، وتمكن من الوقوف على قدميه مجددًا وأُذِن له بمغادرة المستشفى مع شرط الالتزام بدعامة العنق لحين اكتمال التعافي.
تركت الإصابة شرخًا عميقًا في نفسية اللاعب. راعه التحول من رياضي يركض كيلومترات عدّة كل مباراة، إلى مريض محدود الحركة تكبّله الآلام والمحاذير الطبية. وعندما حضر إحدى المباريات لمشاهدتها من المدرجات طفرت الدموع من عينيه حزنًا على ما أصابه.
وعلى مدى أشهر طويلة، حاول الجامايكي الالتزام الكامل بتعليمات طبيبه المعالج، وساعده ذلك على التعافي تدريجيًا، والتخلي عن الدعامة، ثم العودة إلى التدريبات. وبعد برنامج تأهيل ماراثوني استرجع لياقته وأهليته للعب، وانضم عام 1999 لفريق تورونتو لينكس، ومارَس كذلك كرة الصالات مع ديترويت روكرز.
بدنيًا وصحيًا بدا باركر جاهزًا، لكن فنيًا لم يعد ذلك اللاعب الذي صال وجال قبل إصابته، فوظّفه مدرب فريقه مدافعًا وليس مهاجمًا كما اعتاد فيما مضى. وبعد عام واحد عاد الجامايكي إلى ناديه القديم مونتريال إمباكت واعتزل ضمن صفوفه في 2004.
أثناء ظهوره إعلاميًا، دأب باركر على وصف إصابته باللحظة المحورية والمؤلمة التي غيرت وجهة نظره حول كرة القدم والحياة عامةً، وأقر بما تنطوي عليه اللعبة من مخاطر جسدية.
وعلى الأغلب لم يسمع رونالدو بتلك التصريحات، وإن سمعها فلا يبدو عليه أدنى تأثر بها، والدليل مقصيته التاريخية في مرمى يوفنتوس عام 2018، وشبيهتها أمام بولندا، وغيرهما عشرات المحاولات غير المكتملة أو الناجحة التي نفذها خلال المباريات للتسجيل من وضع الطيران.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات الرياضية.
0 تعليق