سلامة يكتب: دموع "أبناء يعقوب" على غزة.. الذئب أرحم من إخوانك يا يوسف! #عاجل - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سلامة يكتب: دموع "أبناء يعقوب" على غزة.. الذئب أرحم من إخوانك يا يوسف! #عاجل - جورنالك اليوم الجمعة الموافق 24 يناير 2025 03:40 مساءً

كتب: ايهاب سلامة -

يتباكى "أبناء يعقوب" بحرقة على يوسف؛ جاءوا أباهم عشاءً بدموع الكذب، يرفعون قميصه الملطخ بالدم، ولا يعلمون أن الذئب كان أرحم من خذلان الإخوة الذين ألقوه في غيابة الجب وتركوه وحده!

ها هي الغربان تحوم على الأشلاء بعد انتهاء المعارك، تنعق بأصواتها القبيحة على الفضائيات المستعربة، تدعي القهر كذبًا من حجم الخسائر، تعاتب الشهداء على تضحياتهم، تُسفِّه صمودهم، تلمز على انتصاراتهم. تنتقص استبسال شعبٍ ناب عن أمة نائمة، واجه ذئاب الكون وحده بإيمانه وصبره وصدره.

ها هم القاعدون الهَمَل يفتون على المجاهدين الأشاوس. يُطِلّون كالنسوة من مخادعهم المختبئين فيها مذ لعلع البارود واحتدمت المعارك، بل منذ احتلال فلسطين. يستمطرون دموعهم المصطنعة على ركام غزة، يولولون من كلفة تضحياتها، ويعتبون على شعبٍ ثار على محتل أولى قبلتيهم ومقدساتهم.

تخرج الفئران التي صمتت على مذابح غزة من جحورها، ويلقي الخرّاصون مواعظهم الوطنية الزائفة. يستعرض المخصيون فحولتهم بعد اندحار العدو وصمت المدافع، فيلومون شعبًا قاتل محتل وطنه، وهم من كانوا بالأمس يتهمونه بتسليم بندقيته وبيع وطنه!

أفٍّ على أمهاتكم، ما الذي توقعتموه من شعبٍ محتلٍّ محاصر بتخاذلكم منذ ثمانين عامًا؟

ما الثمن الذي يقبله الجبناء على أنفسهم لتحرير أرضهم وعرضهم ومقدساتهم؟

كم عدد الشهداء الواجب تقديمهم في سبيل الله فداءً لمهبط رسله ورسالاته؟

كم عدد المنازل التي تقبلون هدمها، والمساجد التي ترتضون ردمها، فداءً لتحرير أوطانكم لو احتلت أنتم أوطانكم؟

يا من تنزلت سور القرآن فيكم، بلا فخر، فأنتم: "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين"..

تزايدون على الصامدين الصابرين المجاهدين : "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا".

يا أحفاد سايكس و بيكو:

ما وطىء هذا الكيان الجبان على رأس الأمة إلا بعد أن تخنث رجالها، وطأطأت رأسها وخلعت سروالها.

وما صالت كلاب "بني قريظة" في مضارب "عدنان وقحطان" وجالت، إلا بعد أن أمنت، ولم تجد سيفًا يردها، أو فارسًا يصدها،

فأوغلت في غيها أنيابها.

ثم، من قال لكم إن تحرير الأوطان ممكن بلا تضحيات ودماء؟ من قال إن ثمن الحرية رخيص بلا مهجرين وصابرين ومكلومين وشهداء؟ ولماذا حللتم لشعوب الأرض وهللتم لثوراتها على محتلّيها، وحرّمتم على الشعب الفلسطيني حقه في تحرير وطنه؟

الجزائريون الذين نصدح في مدارسنا بنشيد ثورتهم، قدموا مليون شهيد ليتحرروا من استعمارهم. الليبيون ضحوا بمئات الآلاف من الليبيين. الفيتناميون ضحوا بالملايين. الهنود الذين "يعبدون البقر" ضحوا بملايين الهنود. بولندا (الكافرة) ضحت بملايين البولنديين. الكونغو الإفريقية ضحت بعشرة ملايين. إندونيسيا، كوريا، الفلبين، جنوب إفريقيا، تونس، الأردن، مصر، المغرب، اليمن، سوريا، لبنان، وعشرات الشعوب الحرة قدمت ملايين الضحايا والشهداء في سبيل أمتهم وأوطانهم.

لماذا تستكثرون على غزة حقها في التحرر والمقاومة، وتواريتم تحت ظلال جبنكم وأنتم الذين كنتم "قومًا أعزهم الله بالإسلام وجعلوا سادة الدنيا تحت ظلال سيوفهم"؟!

يا تماسيح العروبة:

كفوا أيديكم عن غزة، وكفكفوا دموعكم الكاذبة، فمن ارتضى الصمت على مذابح الأطفال ووقع القنابل، لا يحق لفمه نبس حرف بعد انتهاء المعارك!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام