من المقرر أن يتم تنصيب دونالد ترامب في العشرين من يناير 2025 في واشنطن العاصمة، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق.

في البداية، كانت الفجوة بين يوم الانتخابات ويوم التنصيب أطول، ثم تقلصت لاحقًا.

وأعلنت لجنة التنصيب أن مراسم أداء القسم ستبدأ رسميا بإطلاق الألعاب النارية يوم السبت 18 يناير .

وسيتضمن الجدول الزمني الذي يمتد لأربعة أيام أيضا ثلاثة أحداث لكبار الشخصيات في ملعب ترامب للغولف خارج واشنطن العاصمة ومهرجان نصر "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" عشية مراسم أداء القسم، وفقا لقناة " سي إن بي سي".

لماذا يقام حفل الافتتاح في شهر يناير؟

يفصل بين الانتخابات الرئاسية والتنصيب عدة أشهر في الولايات المتحدة، وهو جدول زمني يوضح التقاليد التاريخية والاحتياجات اللوجستية.

ففي حين تجري الانتخابات في أول يوم ثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر، لا يتم تنصيب الرئيس المنتخب حديثًا إلا في العشرين من يناير من العام التالي.

وتخدم هذه الفترة الانتقالية وظائف متعددة، من تزويد الإدارة القادمة بالوقت للاستعداد للحكم إلى السماح للهيئة الانتخابية بإكمال عمليتها.

وتتجذر الفجوة بين نوفمبر ويناير في بنية النظام الانتخابي الأمريكي، حيث تجمع بين المتطلبات الدستورية والسوابق التاريخية والاعتبارات العملية لضمان انتقال سلس للسلطة.

الجدول الزمني للانتخابات في الولايات المتحدة يميز أمريكا عن الديمقراطيات الأخرى، حيث تجري الانتخابات ونقل السلطة غالبًا في غضون إطار زمني أقصر.

وينبع النهج الأمريكي من مزيج من الجدولة التاريخية والتعديلات الدستورية التي شكلت الفجوة بين الانتخابات والتنصيب على مدى قرون ، وفقا لتقرير نشرته صحيفة " تايمز أو إنديا".

في عام 1845، حدد الكونجرس موعد الانتخابات الفيدرالية، حيث حدد أول يوم ثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر كيوم للانتخابات.

وقد تم اختيار هذا التاريخ لاستيعاب المجتمع الزراعي، حيث سمح أوائل نوفمبر للمزارعين بإكمال الحصاد والسفر إلى مراكز الاقتراع دون مقاطعة الواجبات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، كان يوم الثلاثاء مفضلًا لتجنب التعارض مع المراسم الدينية يوم الأحد وأيام السوق المحلية يوم الأربعاء.

ما هي أسباب الفجوة بين شهري نوفمبر ويناير؟

تخدم الفترة بين يوم الانتخابات ويوم التنصيب عدة أغراض أساسية لانتقال السلطة بشكل مستقر ومنظم. تخطيط الانتقال:

تعتبر فترة الانتقال حاسمة للرئيس المنتخب، الذي يجب أن يجمع فريقًا، ويرشح أعضاء مجلس الوزراء، ويبدأ في صياغة السياسات الرئيسية. تسمح هذه الفترة للإدارة القادمة بالاستعداد للحكم، مما يساعد على ضمان استعدادها لمعالجة المسؤوليات الوطنية والدولية فور توليها المنصب. ويشمل ذلك إحاطات مفصلة وتحديثات أمنية ومراجعات للسياسات.

يعد الانتقال المنظم مهمًا بشكل خاص في أوقات الأزمات، مما يسمح للإدارة الجديدة بمواصلة السياسات أو إجراء التعديلات اللازمة دون انقطاع. كما يسمح الانتقال بالوقت للموظفين المنتهية ولايتهم لمساعدة الفريق القادم، مما يضمن الاستمرارية في العمليات الحكومية.

عملية الهيئة الانتخابية :

على عكس العديد من البلدان، لا تختار الولايات المتحدة رئيسها بناءً على التصويت الشعبي فقط. تنتخب الهيئة الانتخابية، وهي هيئة وسيطة، الرئيس ونائب الرئيس رسميًا. تتضمن عملية الهيئة الانتخابية تواريخ وخطوات رئيسية:

تعيين الناخبين:

​​يعين حكام الولايات الناخبين، عادةً بحلول أوائل ديسمبر، بناءً على التصويت الشعبي للولاية.

تصويت الناخبين:

​​في تاريخ محدد في منتصف ديسمبر، تجتمع الهيئة الانتخابية في كل ولاية للإدلاء بأصواتها رسميًا للرئيس ونائب الرئيس.

التصديق على الأصوات:

في أوائل يناير، يجتمع الكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية والتصديق عليها، وتأكيد نتائج الانتخابات رسميًا قبل التنصيب. توفر هذه العملية آلية رسمية للتحقق من التصويت، مما يعطي طبقة إضافية من المصداقية للنتيجة.

الضمانات القانونية والإجرائية:

توفر الفترة بين الانتخابات والتنصيب أيضًا وقتًا للضمانات القانونية والإجرائية، بما في ذلك إعادة فرز الأصوات وحل النزاعات المحتملة.في الانتخابات التي تشهد منافسة شديدة أو متقاربة النتائج، يسمح هذا الجدول الزمني بمعالجة الطعون القانونية في المحكمة، مما يضمن أن تكون النتيجة النهائية شرعية وخالية من النزاعات غير المحسومة قبل التنصيب.

توفر هذه الفترة حاجزًا ضد أي محاولات لتعطيل أو الطعن في نتيجة الانتخابات، مما يعزز استقرار العملية الديمقراطية ويعطي المواطنين الثقة في أن النتيجة تعكس اختيارهم.