حددت الباحثة الإماراتية عضو برنامج خبراء الإمارات عن قطاع الصحة والرفاه، فاطمة آل علي، خمس مزايا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفحوص الجينية، تشمل: الكشف المبكر عن المخاطر الصحية، وتوسيع نطاق الفحوص الجينية، والحلول الصحية المخصصة، وتعزيز الصحة الوقائية، وتحسين كفاءة النظام الصحي، مؤكدة أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في الفحوص الجينية، التي بدأت الدولة تطبيقها إلزامياً للمقبلين على الزواج مطلع العام الجاري.
وأوضحت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الجينية يساعد على كشف الأمراض من عدمها للمقبلين على الزواج، كما يمكّن من تحديد الأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض وراثية في مراحل مبكرة.
وتفصيلاً، أجرت عضو برنامج خبراء الإمارات عن قطاع الصحة والرفاه، فاطمة آل علي، بحثاً سلّط الضوء على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي والتسلسل الجيني في تعزيز الصحة الوقائية، وتقديم رعاية صحية مخصصة، ما يدعم رؤية الإمارات في بناء مجتمع صحي ومستدام.
وقالت فاطمة آل علي لـ«الإمارات اليوم»: «إن هناك فرقاً بين الفحص الجيني التقليدي واستخدام التقنيات الحديثة، فالفحص التقليدي محدود، ويستخدم لتشخيص أمراض معروفة، بينما التقنيات الحديثة تعزز القدرة على الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الشخصي، وهي المستقبل في الطب، إذ يعتمد الفحص التقليدي على أساليب بسيطة، مثل التنميط الكروموسومي وتحليل طفرات محددة، كما أن دقته محدودة، أما الفحص المعتمد على التقنيات الحديثة فيعتمد على تسلسل الجيل الجديد (NGS)، وتحليل الجينوم بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويوفر تحليلاً شاملاً ودقيقاً للطفرات المعقدة والنادرة، فضلاً عن أنه يستخدم للكشف عن أمراض نادرة ومعقدة مثل الأورام الجينية، والتنبؤ بالأمراض قبل ظهورها».
وأوضحت آل علي أن هناك خمس مزايا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفحص الجيني، تشمل الكشف المبكر عن المخاطر الصحية، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الجينية للمقبلين على الزواج، وتحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض وراثية ومزمنة في مراحل مبكرة، مثل الكشف المبكر عن احتمالية الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، ويسهم في توسيع نطاق الفحوص الجينية.
وتابعت: «الميزة الثانية لاستخدام الذكاء الاصطناعي تتمثل في الحلول الصحية المخصصة، إذ إن دمج الذكاء الاصطناعي مع برنامج الجينوم الإماراتي يمكّن من تصميم خطط رعاية صحية تتماشى مع الاحتياجات الفردية لكل شخص، مثل تطوير علاجات مخصصة لمرضى السرطان بناءً على تركيبتهم الجينية، والانتقال من الرعاية العلاجية إلى الوقائية».
وأشارت إلى أن الميزة الثالثة تشمل تحسين دقة الفحص الجيني وتحليل النتائج، خصوصاً للمقبلين على الزواج، وقالت إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفحص الجيني قبل الزواج يعزز الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، ويُساعد على اتخاذ قرارات صحية مستنيرة لبناء أجيال صحية.
وذكرت أن الميزة الرابعة تشمل تحسين دقة الفحوص الجينية قبل الزواج باستخدام «الذكاء الاصطناعي، حيث يسهم في تحليل بيانات الأزواج بدقة للكشف عن طفرات جينية غير ظاهرة قد تؤدي إلى أمراض وراثية في الأبناء، مثل تحديد الطفرات الجينية المرتبطة بالتليف الكيسي، وهو مرض وراثي ناتج عن طفرة جينية، ما يؤدي إلى انسداد الشعب الهوائية والجهاز الهضمي.
وأوضحت أن الميزة الخامسة تتمثل في تقديم الذكاء الاصطناعي توصيات وقائية للأزواج بناءً على نتائج الفحص، لتجنب انتقال الأمراض الوراثية، مثل اقتراح إجراء تلقيح اصطناعي مع فحص الأجنة لتجنب الأمراض الوراثية، وتقديم خطة صحية مستقبلية لتقليل المخاطر على الأسرة.
وتطرقت آل علي إلى تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، قائلة: «إن القطاع الصحي يواجه تحديات متعددة تؤثر في جودة الخدمات واستدامتها، من أبرزها ارتفاع حجم البيانات الطبية، من خلال التعامل مع كميات هائلة من المعلومات تتطلب أنظمة متطورة لتحليلها بدقة، والخصوصية وأمان المعلومات».
ونوهت بأن الإمارات تبنت نهجاً استباقياً لمواجهة هذه التحديات، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، لتعزيز كفاءة الخدمات الصحية، واستخدام التقنيات الذكية في التشخيص والعلاج، وأطلقت برنامج الجينوم الإماراتي.
ولفتت إلى أن الدولة نجحت أيضاً في تطوير البنية التحتية الصحية، من خلال إنشاء مراكز أبحاث ومختبرات متطورة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية، وتدريب الكوادر الوطنية لتكون قادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة بفاعلية، وإضافة إلى ذلك اهتمت الإمارات بنشر الوعي الصحي، من خلال التركيز على أهمية الفحص المبكر عبر حملات توعية واسعة، خصوصاً في مجال الأمراض الوراثية، وتعزيز ثقافة استخدام التكنولوجيا لتحسين الخدمات الصحية بين أفراد المجتمع.
وشددت عضو برنامج خبراء الإمارات عن قطاع الصحة والرفاه على أهمية زيادة الوعي بأهمية دمج التقنيات الحديثة في البرامج الصحية، لاسيما أن دمج التقنيات الحديثة مثل الفحص الجيني والذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض، ما يقلل من الأعباء الصحية على الأفراد والمجتمع، مشيرة إلى أنه يمكن تطبيق التقنيات الحديثة في فحوص إضافية، مثل الكشف عن الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري، مع بناء قواعد بيانات وطنية مثل برنامج الجينوم الإماراتي الذي يدعم الطب الوقائي ويطور خدمات صحية مخصصة لكل فرد.
برنامج الجينوم الإماراتي
أكدت فاطمة آل علي أن برنامج الجينوم الإماراتي يهدف إلى تحليل البيانات الجينية للسكان، لتحسين الوقاية من الأمراض الوراثية والمزمنة، ويدعم التشخيص المبكر وتطوير علاجات مخصصة، ما يعزز جودة الرعاية الصحية، ويساعد على بناء قاعدة بيانات وطنية، تسهم في تطوير الطب الوقائي، إذ يمكن أن يصبح نموذجاً عالمياً عبر الاستثمار في البحث والتطوير، وإقامة شراكات دولية مع مراكز بحثية عالمية، وتوسيع استخدام البرنامج ليشمل فحوصاً جديدة، وتعزيز وعي المجتمع بأهمية الطب الوقائي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 5 مزايا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفحوص الجينية - جورنالك اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 12:20 صباحاً
0 تعليق