قال الدكتور هارشافاردهان راو بي، أستاذ واستشاري أمراض الجهاز الهضمي في كلية إم إس رامايا الطبية في بنغالور، "على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الإمساك نادر في المجتمع الهندي بسبب النظام النباتي وزيادة تناول الألياف، إلا أن أحدث التقديرات أظهرت معدلات مماثلة للإمساك، وخاصة في المناطق الحضرية من البلاد حيث بلغ معدل الانتشار 24٪. تؤثر هذه الحالة، التي تتميز بحركات الأمعاء غير المتكررة و/أو صعوبة مرور البراز، على جزء كبير من السكان، وتتضافر عدة عوامل في المناطق الحضرية للمساهمة في انتشارها المتزايد".

ووفق موقع "هندوستان تايمز" فقد كشف أن العادات الغذائية تغيرت بشكل كبير مع التوسع الحضري. والسبب الرئيسي هو الاستهلاك المتزايد للأطعمة شديدة المعالجة منخفضة الألياف، والتي تتوفر بسهولة وعلى نطاق واسع في المناطق الحضرية. تلعب الألياف دورًا حاسمًا في إضافة حجم إلى البراز وتسهيل حركة الأمعاء؛ وبالتالي، فإن الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة تساهم بشكل كبير في الإمساك. كما يؤدي ذلك إلى سوء التغذية مما يؤدي إلى اضطرابات مرتبطة بأسلوب الحياة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي، والتي بدورها تزيد من عبء الإمساك في المدن. لسوء الحظ، التغذية مكلفة وصعبة، ولكن السعرات الحرارية رخيصة ويمكن الوصول إليها بسهولة في المدن.

ثقافة العمل الجاد مقابل صحة الأمعاء:

تلعب أنماط الحياة المستقرة والخمول، الشائعة في المناطق الحضرية بسبب وجود نسبة كبيرة من السكان في وظائف مكتبية، دورًا محوريًا في انتشار الإمساك المتزايد. قال الدكتور هارشافاردهان راو بي: "يحفز النشاط البدني المنتظم تقلصات الأمعاء، مما يساعد على تحريك البراز عبر القولون.

علاوة على ذلك، يمنع النشاط البدني المنتظم أيضًا السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي والسكري ومجموعة من الاضطرابات الأخرى المرتبطة بنمط الحياة والتي ترتبط بالإمساك المزمن. علاوة على ذلك، تم ربط مستويات التوتر المرتفعة، المرادفة للحياة الحضرية، باضطرابات الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإمساك. يزيد التوتر من إنتاج الكورتيزول، مما قد يغير من حركة الأمعاء وتوازن السوائل، مما يؤدي إلى تصلب البراز وتقليل حركات الأمعاء ".

واختتم حديثه قائلاً: "وأخيرًا، غالبًا ما يرتبط نمط الحياة الحضرية باضطرابات النوم. إن ميل سكان المناطق الحضرية إلى إعطاء الأولوية لساعات العمل الطويلة أمام الكمبيوتر، غالبًا على حساب ليلة نوم كافية ومرممة، هو أحد الأسباب الرئيسية للاضطرابات المرتبطة بنمط الحياة بما في ذلك الإمساك. وفي معالجة هذه المشكلة، يعد رفع مستوى الوعي بهذه العوامل المساهمة أمرًا ضروريًا.

وقدم راو بي بعض النصائح التي تساعد على مواجهة انتشار الإمساك في المناطق الحضرية كالتالي:

- تشجيع اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف

- ضمان الترطيب الكافي

-تعزيز عادات نمط الحياة النشطة

- إدارة الإجهاد بشكل فعال

-إعطاء الأولوية للنوم الكافي

وأكد أنه يمكن أن يعمل بشكل جماعي على مواجهة انتشار الإمساك المتزايد في المناطق الحضرية

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل