دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، إلى تحقيق «العدالة الانتقالية» في سوريا، معتبراً أن الأمر «بالغ الأهمية» بعد تسلّم إدارة جديدة السلطة في البلاد، فيما قتلت مسيرات إسرائيلية ثلاثة سوريين، وصادر الجيش الإسرائيلي أسلحة سورية في الجنوب.

وتأتي زيارة تورك، وهي الأولى لمسؤول في منصبه إلى سوريا، بعد أكثر من شهر على إطاحة نظام بشار الأسد. وقال تورك خلال مؤتمر صحافي من دمشق، إن «العدالة الانتقالية أمر بالغ الأهمية مع تقدّم سوريا نحو المستقبل.. الانتقام والثأر ليسا أبداً الحل».

وأضاف «يجب التحقيق بشكل كامل في حالات الإخفاء القسري، والتعذيب، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وغيرها من الجرائم. وبعد ذلك، يجب تحقيق العدالة بشكل عادل وحيادي».

وقال إن «مثل هذه الأفعال تشكل أخطر الجرائم بموجب القانون الإنساني الدولي»، ومن ضمنها «استخدام المواد الكيميائية المحظورة ضد المدنيين»، معتبراً أن ذلك «يكشف الكثير عن الوحشية المفرطة للأساليب التي استخدمها النظام السابق».

في الأثناء، تنظم السلطات الجديدة في مناطق مختلفة حملات أمنية تقول إنها لملاحقة «فلول أنصار الأسد»، ونفذت اعتقالات، لكن أفاد سكان ومنظمات بانتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية. كما انتشرت مقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب وإهانة لمعتقلين على يد السلطات الجديدة.

واعتبر تورك أن «إعادة بناء سوريا التي تعمل لصالح جميع سكانها، على أساس المساواة في الكرامة ومن دون تمييز، ستكون مفتاح نجاحها واستقرارها». ودعا كذلك إلى إعادة النظر بالعقوبات على سوريا بشكل «عاجل».

ريف حماة

وبدأ الأمن العام السوري، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، حملة أمنية ضد فلول النظام السابق في منطقة قمحانة بريف حماة الشمالي. ونقل (تلفزيون سوريا) عن مصادر أمنية قولها إن الحملة تستهدف عناصر «فوج الطراميح» التابع لـ«الفرقة 25»، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم وإجراء التسوية.

وأشار المصدر إلى أن إدارة الأمن العام تمكنت، مع بداية الحملة، من ضبط مستودع أسلحة وذخائر واعتقال عدد من عناصر «فوج الطراميح»، موضحاً أن العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها. في غضون ذلك، قتل ثلاثة أشخاص أمس، في هجوم بمسيرة إسرائيلية على ريف القنيطرة بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن مسيرة إسرائيلية استهدفت قافلة عسكرية في بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي. وأشار إلى أن الهجوم أسفر عن انفجارات عنيفة وأعمدة من الدخان تصاعدت في المنطقة. وأفاد المرصد بأن اثنين من القتلى كانا أعضاء في قسم العمليات العسكرية، بينما أصيب آخر بجروح خطيرة.

مصادرة أسلحة

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه صادر أكثر من 3300 قطعة سلاح على طول الحدود السورية، بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت». وأوضح أن الأسلحة تشمل دبابات سورية وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف صاروخية «آر بي جي» وقذائف ومدافع هاون ومعدات مراقبة وأسلحة أخرى.

وأضاف أنه منذ بداية الحرب، تم ضبط أكثر من 170 ألف قطعة سلاح على كافة الجبهات، بما يشمل غزة ولبنان وسوريا، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.