في ظل الظروف المأساوية، تم الإعلان عن اتفاق لوقف  إطلاق  النار، بعد جهود وساطة مشتركة من الولايات المتحدة وقطر ومصر. هذا الاتفاق يعد بارقة أمل لسكان غزة الذين عانوا من ويلات الحرب، حيث سيتيح إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، ويسمح بمغادرة نحو 25 ألف مريض لتلقي العلاج في الخارج. 

بالإضافة إلى ذلك، يتيح اتفاق وقف إطلاق النار للوفود الطبية الدولية دخول القطاع لتقديم الدعم العاجل، في خطوة نحو إعادة الإعمار والعودة إلى الحياة الطبيعية في غزة بعد أشهر من الحصار والتدمير.

القدرة: نثمن الدور المصري لإنجاح الصفقة

ثمن الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، جهود الوساطة المصرية والقطرية والتي أسفرت عن تحقيق وقف إطلاق النار مستدام في غزة بعد خمسة عشر شهرًا من العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأوضح القدرة، أن العدوان الذي استهدف كافة جوانب الحياة في قطاع غزة أسفر عن مقتل نحو 50 ألف شهيد وإصابة حوالي 105 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

كما أضافف القدرة، أن العدوان دمر نحو 85% من المباني والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية، موضحا أن الهجوم ألحق الأذى بالطواقم الطبية والإنسانية، حيث تعرض العديد منهم للقتل والاعتقال والتعذيب، مما أدى إلى حرمان الجرحى والمرضى من العلاج، خصوصًا في شمال قطاع غزة، حيث تعذر وصول الطواقم الطبية والأدوية.

وأشار القدرة إلى الظروف القاسية التي يعيشها نحو مليوني مواطن، الذين يعانون من النزوح والنقص الحاد في المواد الغذائية وحليب الأطفال، مما أدى إلى استشهاد المئات بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض، وعدم توفر الخدمات الطبية الضرورية مثل غسيل الكلى والعلاج للأورام.
وأضاف أن وقف العدوان يفتح الطريق أمام عودة الحياة والأمل لشعب غزة، حيث سيسمح بخروج نحو 25 ألف مريض للعلاج بالخارج، بما في ذلك 7 آلاف حالة حرجة. كما سيتيح تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، بما في ذلك المستشفيات الميدانية، للمساعدة في علاج المصابين، وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني. وأشاد بالجهود الشريفة التي بذلت من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني وطواقمه الطبية والإنسانية، مثمنًا دعم المجتمع الدولي في وقف العدوان.

غزة 15 شهرا من الصراع الدموي

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشهد قطاع غزة صراعاً دامياً، حيث تصاعدت حدة المعارك بين حركة حماس وإسرائيل، مما أسفر عن دمار هائل في المدينة وفقدان آلاف الأرواح. العدوان الإسرائيلي طال البنية التحتية والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، فيما عانى السكان المدنيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، بالإضافة إلى تفشي الأوبئة والأمراض بسبب الوضع الصحي المتدهور. أكثر من 50 ألف فلسطيني قُتلوا، وأصيب نحو 105 آلاف آخرين، في حين تسببت الهجمات في تدمير نحو 85% من المباني والمرافق.