حذر العلماء من أن الصابون والشامبو ومنتجات الأسنان الشائعة قد تحتوي على مواد كيميائية تضر بالجهاز المناعي وتعرضنا لخطر الإصابة بأمراض خطيرة تصل إلى السرطانات.

وأضحت المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية مضادة للبكتيريا، والمصممة للقضاء على البكتيريا والفيروسات والفطريات، جزءًا من حياتنا اليومية - لكن الخبراء يحذرون من أن المواد الكيميائية قد تسبب لصحتنا ضررًا أكثر من نفعها بحسب ذا صن.

ويخشى الخبراء من أن هذه المكونات - والتي تسمى "المبيدات الحيوية" - قد تؤدي، إلى جانب الجراثيم، إلى القضاء على الكائنات الحية الدقيقة في أجسامنا والتي تساعد في حمايتنا من الأمراض.

وبحسب دراسة سابقة أشرف عليها علماء من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، تمكن الباحثون من اكتشاف أضرار خطيرة لإحدى المواد الكيميائية الشائعة للغاية والموجودة داخل الصابون ومعجون الأسنان والشامبو وجل التنظيف والمناديل المبللة، حيث ثبت دورها فى رفع خطر الإصابة بالسرطان وأمراض الكبد.

هذه المادة تسمى تريكلوزان "triclosan"، وهي من المواد المضادة للبكتيريا التى توجد داخل المئات من مستحضرات التنظيف المنزلية ومستحضرات العناية بالنظافة الشخصية، وأثبتت الدراسة الجديدة دورها فى رفع فرص الإصابة بالسرطان وتليف الكبد وزيادة حجم الأورام على المدى البعيد، وكما ربطت الدراسات السابقة بينها وببن الإصابة بالمشاكل الصحية المختلفة ومنها حدوث مقاومة الجسم للمضادات الحيوية.

وفسر الباحثون العلاقة بين "التريكلوزان" وبين الإصابة بتليف الكبد والسرطان، لافتين إلى أن هذه المادة المضادة للبكتيريا تساهم فى تثبيط فاعلية أحد البروتينات الحيوية والمهمة جدًا لتخليص الجسم من السموم والمواد الكيمائية الغريبة داخله، وكرد فعل من الكبد، فإن خلاياه تتكاثر وتتليف، أي تصبح صلبة وتظهر بها الندوب مع مرور الوقت، ومع استمرار التعرض لـ"تريكلوزان" واستمرار تليف خلايا، تصبح الفرصة مواتية جدًا لنمو أورام الكبد.

يحتوي جسم الإنسان على تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، والتي تسمى الميكروبيوم، في فمنا، وأمعائنا، ورئتينا، وعلى جلدنا.

ويعد توازن هذه الكائنات الحية الدقيقة أمرًا حيويًا لكيفية عمل أجسامنا ونظامنا المناعي.

عندما يتم القضاء على البكتيريا "الجيدة" والميكروبات الأخرى، تزدهر الميكروبات "السيئة" وتحل محلها.

تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام غسولات الفم التي تحتوي على مبيد حيوي شائع يسمى الكلورهيكسيدين يمكن أن يقضي على 90 في المائة من البكتيريا الوقائية في فمك - بينما يؤدي أيضًا إلى زيادة ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للنوبات القلبية والسكتة الدماغية .

يمكن العثور على الكلورهيكسيدين في عدد من المنتجات المستخدمة بشكل شائع، من غسول الفم إلى خيط تنظيف الأسنان.

وتحتوي منظفات الوجه التي تدعي أنها تقتل البكتيريا، وكذلك مطهرات اليد، والمناديل المبللة أيضًا على مبيد حيوي آخر، يسمى كلوريد البنزالكونيوم.

يمكن العثور على هذه المواد الكيميائية في بعض أنواع الشامبو المضادة للقشرة والقمل أيضًا.

ووفق "ميرور" حذر العلماء من أن استخدام أفضل أنواع غسول الفم قد يزيد من خطر الإصابة بنوعين قاتلين من السرطان ويجب عدم استخدامه كل يوم.