مع اقتراب مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تشهد العاصمة واشنطن موجة نزوح غير معتادة لسكانها الذين اختار كثير منهم الابتعاد عن المدينة، تعبيرًا عن رفضهم لما وصفوه بـ"الطاقة السلبية والعدائية" التي تخيم على الحدث.

أليخاندرا ويتني سميث، إحدى المقيمات في واشنطن، قررت مغادرة المدينة وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في كوخ بعيد عن التكنولوجيا، "عادةً أقضي هذا الوقت في العاصمة، لكن بعد الانتخابات قلت لنفسي: أوه، لا، لا يمكنني أن أكون هنا"، تقول سميث، مشيرةً إلى أن إعادة انتخاب ترامب "تعكس الوجه القبيح لأمريكا الذي يرفض الكثيرون الاعتراف به"، وفقا لموقع ndtv.

تستذكر سميث الخوف الذي تسلل إليها عندما كانت والدتها تعمل في مكتبة الكونغرس أثناء هجوم أنصار ترامب على المبنى في 6 يناير 2021. هذه الذكريات، إلى جانب مشاعر القلق، دفعتها إلى التخطيط لأنشطة تأملية ورسم الرؤى خلال عطلة نهاية الأسبوع التي ستشهد مراسم التنصيب.

أعربت سميث عن خيبة أملها، معترفة بأنها كانت تعول على أن الشعب الأمريكي لن "يتراجع" بعد ما شهده خلال ولاية ترامب الأولى، لكنها تضيف: "أعرف حقيقة العيش في هذا البلد كامرأة سوداء. وبقدر ما كنت أرغب في فوز هاريس، كان هناك شيء في داخلي يخبرني بأن أمريكا ليست مستعدة لأول رئيسة سوداء لها".

تيا بتلر، مقيمة أخرى في واشنطن، تتشارك نفس المشاعر. ذكريات أعمال الشغب في 6 يناير ومواجهة المحتجين المؤيدين للحياة بعد انتخابات 2020 جعلتها "لا ترغب في التواجد في المدينة أثناء احتفالات التنصيب".

وتقول بتلر: "يقول لي هذا إننا نفضل أن يقود بلدنا مجرم وليس شخصًا ملونًا، أو مجرمًا وليس امرأة".

لكن ليس الجميع يشعر بالقلق. فبالنسبة للعديد من المحافظين وأنصار الجمهوريين، يمثل حفل التنصيب لحظة حماس، حتى يوم الأربعاء، كانت نسبة الحجوزات في فنادق المدينة 70%، مع أسعار تتراوح بين 900 إلى 1500 دولار لليلة الواحدة.

على الرغم من هذا الحماس، فإن علاقة ترامب مع واشنطن العاصمة ليست على ما يرام. فقد وصف المدينة بأنها "مصدر إحراج قذر ومليء بالجرائم لأمتنا"، وتعهد بإعادة بنائها بشكل جذري، حتى أنه لجأ إلى الملياردير إيلون ماسك لتقليص القوى العاملة الفيدرالية.

في الوقت الذي يستعد فيه أنصار ترامب للاحتفال، يختار العديد من سكان واشنطن الابتعاد عن المدينة، هربًا من التوترات السياسية والذكريات المؤلمة. هذه الظاهرة تبرز الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، حيث تتصادم الرؤى والمشاعر في عاصمة تعيش على وقع التحولات السياسية الكبرى.