نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة وترامب.. أول الغيث صفقة - جورنالك في الأحد 11:35 مساءً اليوم الأحد 19 يناير 2025 11:35 مساءً
أرسل ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، المنتشي بروائح النصر في البيت الأبيض، قطاع غزة المنهك بفعل الحرب المدمرة، والمتعب من تراكم الأزمات، إلى حالة من الارتياح، مع دخول إعلان وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس، ليضع حداً لأطول الحروب وأكثرها شراسة على الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة على وجه الخصوص.
وفي تزامن تنصيب الرئيس ترامب، ووقف الحرب على قطاع غزة، ما يشبه القول: «انتهى زمن اللعب.. ودقت ساعة وقف الحرب» فالحدث في البيت الأبيض، بينما صداه يتردد في غزة.
وعلى مدار 471 يوماً، استعصت حرب غزة على الحل، وعمدت إسرائيل بين الحين والآخر إلى بث أجواء تفاؤلية، بقرب التوصل إلى اتفاق، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، إلا بتدخل مباشر وضغط متواصل من الرئيس ترامب، فجاءت الصفقة بدلاً من الجحيم.
استناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي رجب أبو سرية، فإن وقف الحرب على قطاع غزة يعد أول إنجاز تاريخي للرئيس ترامب، ولا سيما أن استمرارها لم يعد له ما يبرره، كما أن في الاتفاق الذي أنجز أخيراً، ما يؤشر إلى تنفيذ ما طالب به ترامب «إنهاء الحرب قبل دخوله البيت الأبيض» مرجحاً أن تكون فترة المرحلة الأولى من الهدنة، بمثابة جس نبض حتى تتضح ملامح سياسة الرئيس القادم حيال قضايا وصراعات المنطقة، سواء كان ذلك من خلال الصفقات السياسية، أو «الجحيم» الذي لوح به مراراً.
مباحثات
بينما يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن إسرائيل تتقن فن التلاعب بالمباحثات السياسية، وهي مارست مع حركة حماس في المفاوضات الأخيرة، ما مارسته مع الوفد الفلسطيني المفاوض قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وهذه المرة مع ضغط عسكري وحرب إبادة، مشدداً على أن إسرائيل سعت إلى «عصر» حركة حماس بتنازلات إضافية، واستجابت أخيراً لمطلب ترامب. وعشية تسلم ترامب مفاتيح البيت الأبيض، تبدو الهدنة سيّدة الموقف، إذ وفق مراقبين، لم يكن أفضل من شعار «إنهاء الحروب» لرفعه في حفل تنصيبه، ولا سيما أن نقيض ذلك «الجحيم» الذي كان سيغرق الشرق الأوسط.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، يطفو سؤال على السطح: هل انتهت الحرب بالفعل؟ وربما تكون الإجابة سهلة، على وقع انتهاء عمليات الجيش الإسرائيلي، وبدء عودة النازحين إلى منازلهم، لكن للمراقبين والمحللين رأياً آخر.
يقول الباحث السياسي محمـد التميمي، إن الحروب تنتهي عادة حينما يحقق أحد طرفيها الانتصار، بما يعني أن الطرف الآخر تكبد الهزيمة، لينتهي الأمر عند هذا الحد، لكن في حرب غزة الحالية، لم ينتصر أحد، وهو ما تكرر كثيراً في غالبية الحروب السابقة في المنطقة، وربما ارتبط هذا بحرب إسرائيل - لبنان الأخيرة، ولكن الاتفاق على وقف الحرب، جاء استجابة لترتيبات ترامب المقبلة، بعالم خالٍ من الحروب.
معجزة
وتابع لـ«جورنالك الاخباري»: «ما حدث في اتفاق وقف الحرب يبدو أقرب إلى المعجزة، فالطرفان يواجهان شعبيهما بالعجز عن تحقيق الأهداف التي تم خوض الحرب لأجلها، والصيغة التي تم بمقتضاها توقيع اتفاق وقف النار، فيها استجابة لمطلب ورؤية الرئيس ترامب، ويضاف إلى ذلك شعور كل طرف بأنه غير قادر على تحقيق أهدافه». في غزة، عين ترقب الضحايا والدمار، وأخرى ترصد المسار السياسي مع عودة ترامب، وارتياح كبير لجهود سياسية أزمنت، ولكنها ظلت قشة الغريق، ويبدو أنها أينعت فحان قطافها.
0 تعليق