طور علماء صينيون علاجاً تجريبياً باستخدام فيروس معدل وراثياً يساعد الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. أظهرت الاختبارات الأولية نتائج واعدة في الحد من نمو الأورام أو إيقافها لدى مرضى يعانون من مراحل متقدمة من السرطان.

تمت تجربة العلاج، الذي يُعرف باسم NDV-GT، على 23 مريضاً مصابين بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الثدي، الرئة، الجلد، والمريء، وكانت جميع الحالات قد فشلت في الاستجابة للعلاجات التقليدية. بعد تلقي حقن أسبوعية لمدة 8 إلى 12 أسبوعاً، شهد جميع المرضى تقريباً تحسناً، باستثناء مريض واحد.

يعمل العلاج من خلال تعديل فيروس نيوكاسل، المعروف بقدرته على إصابة الطيور، لكنه يسبب أعراضاً خفيفة أو معدومة لدى البشر. يتم تعديل الفيروس جينياً لإنتاج إنزيم يغطي الخلايا السرطانية بسكريات مماثلة لتلك الموجودة في أنسجة أعضاء الخنازير. هذه السكريات تحفز استجابة مناعية قوية، تشبه رفض الجسم للأعضاء المزروعة من مصادر غير بشرية، مما يدفع الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا السليمة.

اختُبر العلاج على قرود مصابة بسرطان الكبد، وأظهرت النتائج أن القرود التي تلقت العلاج عاشت أكثر من 6 أشهر، مقارنة بالقرود التي تلقت علاجاً وهمياً والتي توفيت في غضون 4 أشهر.

في التجارب البشرية، كان العلاج موجهاً لمرضى في المراحل الثالثة والرابعة من المرض، حيث تراجع نمو الأورام أو توقف تماماً لدى عدد من المشاركين، بينما أظهر آخرون تحسناً في جودة حياتهم. وعلى الرغم من أن الورم استأنف نموه لاحقاً لدى بعض المرضى، فإن العلاج أعطى أملاً جديداً في المراحل المتقدمة من السرطان.

حالياً، يستعد العلاج للانتقال إلى المراحل الثانية والثالثة من التجارب السريرية، مما قد يمهد الطريق أمام استخدامه كخيار علاجي مبتكر لمرضى السرطان في المستقبل.