أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإحالة الموظفين الفدراليين في مكاتب التنوع الاجتماعي إلى إجازة مدفوعة بحلول مساء "الأربعاء" بينما وصف أسقف كنيسة في واشنطن بأنها "سيئة" بعدما طلبت منه التحلي "بالرحمة" في تعامله مع المهاجرين.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت أن العاملين في مكاتب التنوع الاجتماعي في الحكومة الأمريكية سيحالون إلى إجازة مدفوعة  "الأربعاء" مع تحرك الإدارة الجديدة منذ اليوم الأول لإلغاء برامج تهدف لدعم البرامج القائمة على الجنس.

وأثناء حملته الانتخابية، انتقد سياسات الحكومة الفدرالية وأوساط الشركات بشأن التنوع والمساواة والإدماج، قائلا إنها تميّز ضد البيض، لا سيما الرجال.

وندد بأي اعتراف بالتنوع الاجتماعي إذ هاجم المتحولين، لا سيما النساء في مجال الرياضة ورعاية الأطفال التي تؤكد على النوع الاجتماعي.

وقالت ليفت في بيان نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" إن "الرئيس ترامب عمل على وضع حد لبلاء DEI في حكومتنا الفدرالية وإعادة أمريكا إلى مجتمع يقوم على أساس الجدارة حيث يتم توظيف الناس بناء على مهاراتهم، لا لون بشرتهم".

وأضافت "إنه انتصار آخر للأمريكيين من كافة الأعراق والأديان والمعتقدات. تم تقديم وعود والإيفاء بها".

وتعهّد ترامب للولايات المتحدة، موقعا مجموعة من الأوامر التنفيذية خلال ساعاته الـ24 الأولى في المنصب تتعلق بالهجرة والنوع الاجتماعي والمناخ تلغي الكثير من سياسات الديموقراطي جو بايدن.

وأصدر عفوا عن أكثر من ألف من أنصاره، بينهم أشخاص شاركوا في أعمال الشغب التي استهدفت الكابيتول ومعارضيه في مستهل ولايته الرئاسية الثانية.

واجه الرئيس الجديد أيضا تحديات إذ تعرض لهجوم علني نادر من نوعه "الثلاثاء" من أسقف أثناء القداس التقليدي خلال مراسم تنصيبه.

وقالت ماريان إدغار بود أسقف كاتدرائية واشنطن الوطنية لترامب بينما جلس في الصف الأمامي إلى جانب زوجته ميلانيا "أطلب منك أن تتحلى بالرحمة، السيد الرئيس على تلك المجتمعات التي يخشى الأطفال فيها من أن يتم اقتياد والديهم".

وأضافت "أطلب منك بأن ترحم الناس في بلدنا الذين يشعرون بالخوف الآن".

وصباح "الأربعاء"، ندد ترامب على منصته "تروث سوشال" ببود واصفا إياها بأنها "سيئة" ومطالبا باعتذار.

وكتب ترامب "تلك المدعوة أسقفا التي تحدثت أثناء القداس الوطني صباح الثلاثاء كانت من اليسار الراديكالي المتشدد وكارهة لترامب" من دون أن يذكر اسم بود.

وأضاف "أقحمت كنيستها بعالم السياسة بشكل يفتقر تماما إلى الامتنان. كانت نبرتها سيئة وغير مقنعة ولا ذكية".

وبينما ندد بـ"المهاجرين غير النظاميين"، انتقد ترامب أيضا قداس بود "الممل جدا وغير الملهم".

وتابع "لا تؤدي وظيفتها بشكل جيد! يتعين عليها وعلى كنيستها الاعتذار للشعب".

أصدر ترامب قرارات "الاثنين" لتعليق إمكان وصول طالبي اللجوء إلى البلاد وطرد المهاجرين غير النظاميين. كذلك، أصدر مرسوما يؤكد أنه لن يتم الاعتراف إلا بنوعين اجتماعيين، ذكور وإناث.وأمر بإلغاء برامج الحكومة للتنوع الاجتماعي.

تمييز معيب

وجاء في مذكرة لمكتب أمريكي لإدارة الموظفين نشرها مراسل لشبكة "سي بي إس" على "إكس" "أرسلوا بلاغا لجميع موظفي مكاتب التنوع والمساواة والإدماج DEIA بأنهم سيحصلون على إجازة إدارية مدفوعة تدخل حيز التنفيذ فورا في وقت تتخذ الوكالة خطوات لإغلاق/إنهاء كل مبادرات DEIA ومكاتبها وبرامجها".

ووجّهت المذكرة الصادرة عن مدير المكتب بالوكالة تشارلز إزيل جميع رؤساء الأقسام والوكالات بإرسال مذكرة للموظفين "الأربعاء"، وتقديم خطة مكتوبة لإقالة موظفين بحلول "الجمعة".

وكتبت الناطقة باسم البيت الأبيض ليفت على "إكس" بينما أعادت مشاركة منشور الصحافي لدى "سي بي إس" "إلى كل صحافي يسأل عن ذلك: يمكنني تأكيد الأمر ببالغ السعادة".

وأفادت المذكرة التي يعود تاريخها إلى يوم الثلاثاء بأن برامج DEI "تقسم الأمريكيين بناء على العرقية وتهدر أموال دافعي الضرائب ونجم عنها تمييز معيب".

وأمرت جميع رؤساء الوكالات بإلغاء عمليات التدريب بناء على برامج DEI ووقف التعاون مع المتعاقدين المعنيين فيها وإزالة المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي التي تروج لها بحلول مساء الأربعاء.

ويمضي ترامب قدما بتنفيذ أجندة مكتظة بعد تنصيبه "الاثنين"، عندما ألقى خطابا مزج بين تقديم صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة في حالة فشل ووعود التجديد.

كذلك، بدأ إثارة المشكلات على الصعيد الدولي. هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي كما حذر من أنه قد يفرض رسوما جمركية نسبتها 10 في المئة على الصين، قائلا إنها "مبنية على حقيقة أنهما ترسلان الفينتانيل إلى المكسيك وكندا".

ولدى سؤاله عن موعد فرض الرسوم على الصين، رد بالقول "نفكر بالأول من فبراير". تعهدت بكين "الأربعاء" الدفاع عن "مصالحها الوطنية" وقالت "لا يوجد أي منتصرين في حرب تجارية".