حماس وضعت الدولة الفلسطينية في خطر والمنطقة على قنبلة موقوتة - جورنالك

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: حماس وضعت الدولة الفلسطينية في خطر والمنطقة على قنبلة موقوتة - جورنالك ليوم الجمعة 17 يناير 2025 05:56 صباحاً

اخيراً، تم الاعلان عن التوصل لوقف اطلاق النار بين حركة "حماس" واسرائيل. وعلى الرغم من انه لم تحدد هوية الاب الحقيقي لهذا الاتفاق، لانه حتى في الولايات المتحدة الاميركية اختلف الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب على قطف ثماره، الا انه على الاقل اوقف هدر المزيد من الدماء وارتكاب المزيد من المجازر والفظائع بحق الفلسطينيين، وتوقف عداد الخسائر البشرية الفلسطينية قبل ان يصل الى 50 الف قتيل، في فظاعة قلّ نظيرها.

ولكن، اذا ما توقفنا عند ما حصل منذ عملية "طوفان الاقصى" حتى اليوم، نرى ان ما حصل لم يصب في خانة الفلسطينيين ولا اللبنانيين او الدول العربية، وان المستفيد الحقيقي من الموضوع هما الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل. موقف اسرائيل اليوم، ومن دون ادنى شك، اقوى مما كان عليه منذ 7 تشرين الاول 2023، وبعد ان فرح الفلسطينيون وحلفاؤهم لبعض الوقت في تحقيق المكاسب الميدانية والسياسية، انتظر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلعب لعبته ويقلب الامور رأساً على عقب.

وفيما كانت الدولة الفلسطينية قد عادت بقوة بعد اسابيع واشهر قليلة على العملية، واعتقد الجميع ان اعادة احيائها هو مؤشر واضح على حظوظ نجاحها هذه المرة، اصيبت كغيرها بغارة اسرائيلية عنيفة قضت عليها، وعادت القضية الفلسطينية برمّتها وفي مقدمها الدولة الموعودة بحدود منطقية وواقعية تلبّي الجزء الكبير من طموحات الشعب الفلسطيني، الى نقطة البداية، ومن المتوقع ان تدخل مجدداً في سبات عميق نسبياً. واليوم، ليس هناك من استعجال لبحث هذه القضية، طالما ان الامور الاساسية قد حصلت، وتم وضع النقاط الرئيسية على خط المعالجة بما يضمن مصالح اسرائيل قبل اي شيء آخر.

ولكن الامر اللافت، يكمن في ان المنطقة كلها قد وضعت على "قنبلة موقوتة" مع تأخير تفعيل تفجيرها. ومن المنطقي ان يتبجّح ترامب بأنه حقق ما سبق وقاله من انهاء الامور في الشرق الاوسط حتى قبل تولّيه الرئاسة رسمياً، فتم الاتفاق على هدنة في لبنان وها هو الاتفاق في غزة قد دخل حيز التنفيذ ايضاً، الا ان السنوات المقبلة تحمل معها خوفاً كبيراً من المجهول. ويخشى الكثيرون ان نشهد سيناريو مشابه لما حصل في لبنان وسوريا وغزة بعد بضع سنوات قد لا تتخطى اصابع اليد الواحدة، لانه على الرغم من اضعاف ايران وحلفائها في المنطقة، لا يمكن لاحد ان ينزع الانتقام من قلوب الفلسطينيين واللبنانيين، وما تم "فرضه" الى حد ما عليهما حالياً سيبقى كالنار تحت الرماد، وسيتحيّنون الفرصة المناسبة للاشتعال فور توافر الظروف لذلك.

وبالتالي، ما يقدّمه ترامب على انه انتصار، قد يكون كذلك انما في المدى المنظور، لانه في المستقبل، لا يمكن الالتفاف او الغاء تأثيراته ومن المتوقع ان تعود الاشتباكات والمواجهات العسكرية الى الواجهة، فمن سيقنع مثلاً السجناء الالف الذين سيتركون السجون الاسرائيلية من ان ما قامت به اسرائيل بحق اهلهم وارضهم سيدخل ضمن سياسة "عفا الله عما مضى"؟ والامر نفسه ينطبق على لبنان.

صحيح ان اوردة التمويل للمنظمات والحركات العسكرية في الشرق الاوسط، قد خفّت، وان العمل جار للضغط من اجل العمل على ايقافها، ولكن من المنطقي القول ان اضعاف مصادر التمويل، لا يعني سوى زيادة فترة التجهيز لجولة جديدة من العنف، لن تنتهي حتى ولو بعد عقود طويلة من الزمن، لان العدالة والحق غائبان عن كل الاتفاقات والتسويات التي حصلت، وللاسف هذا ما يمكن قراءته، ما لم يكن هناك من "اعجوبة" منتظرة تطيح بكل هذا السيناريو، وترسي استقراراً دائماً في الشرق الاوسط.