مرموش.. زر التشغيل المفقود لماكينة أهداف هالاند - جورنالك في الأحد 07:00 مساءً

رغم القوة الهجومية الضاربة، التي يتمتع بها فريق مانشستر سيتي بوجود النرويجي، إيرلينغ هالاند، فإن الفريق السماوي افتقد هذا الموسم الدعم اللازم من الأجنحة وصناع اللعب، خصوصاً مع غياب النجم البلجيكي كيفين دي بروين لفترات طويلة، بسبب الإصابات المتكررة، في هذا الإطار يبرز اسم المصري عمر مرموش كونه قطعة استراتيجية قد تكون الحل الأمثل لبيب غوارديولا، لإعادة تشغيل ماكينة الأهداف بكامل طاقتها.
قد تكون القوة التهديفية لهالاند ظاهرة استثنائية، ولكنها تعتمد بشكل كبير على التمويل المستمر من زملائه في الخطوط الأمامية والوسطى، ومع غياب الإمدادات الكافية يصبح الفريق في حاجة ماسة إلى لاعب يجمع بين الموهبة الفردية والذكاء التكتيكي، مثل عمر مرموش.
مرموش يمتلك قدرة فريدة على التحرك في المساحات الضيقة، وتقديم الكرات العرضية الدقيقة، بالإضافة إلى التمريرات القادرة على كسر خطوط دفاع الخصم، وجوده كجناح سريع لا يُتيح فقط تغيير اتجاه الهجمات، بل يُضيف بُعداً هجومياً جديداً، يجعل منه سلاحاً مزدوجاً «لاعباً يصنع الأهداف ويسجلها».
واللافت في أداء مرموش هو مرونته التكتيكية، التي تجعله قادراً على أداء أدوار متعددة في نفس المباراة، وفقاً لاحتياجات الفريق، سواء كان مهاجماً تقليدياً داخل الصندوق، أو جناحاً يوسع رقعة الملعب أمام زملائه، فإن قدراته تجعل منه أداة مثالية في منظومة غوارديولا.
مع غياب دي بروين المتكرر بسبب الإصابات، عانى مانشستر سيتي من غياب صانع الألعاب الرئيسي، الذي يربط بين خطوط الفريق، وهنا يأتي دور مرموش كونه حلاً منطقياً لهذه الأزمة، نظراً لقدرته على اللعب في العمق وصناعة الفرص بأداء متوازن يجمع بين المهارة والسرعة.
أظهر مرموش خلال مسيرته في الدوري الألماني قدرته على التفكير بسرعة تحت الضغط، وهي سمة أساسية لأي لاعب يلعب في مركز صانع الألعاب لفريق كبير، إذا أتيحت له الفرصة فإنه قد يصبح البديل المثالي لدي بروين، خصوصاً بقدرته على تنفيذ الكرات الثابتة بمهارة عالية، إلى جانب التمريرات الحاسمة التي يحتاج إليها خط الهجوم.
وقد يجد غوارديولا المعروف بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب، وتحويلهم إلى نجوم عالميين، في مرموش المشروع القادم، ليكون صانع اللعب الأساسي في غياب دي بروين، خاصة مع توفر الإمكانات البدنية والفنية المطلوبة.
العلاقة التكتيكية بين عمر مرموش وإيرلينغ هالاند قد تكون واحدة من أبرز نقاط التحول في خط هجوم مانشستر سيتي، مرموش ليس مجرد جناح تقليدي؛ بل هو لاعب يفهم تماماً كيف يقرأ تحركات زملائه في الهجوم، مما يتيح له تقديم الكرات في التوقيت المثالي، والمكان المناسب.
إلى جانب ذلك يمتلك مرموش قدرة مميزة على إنهاء الهجمات بنفسه، مما يجعله تهديداً مضاعفاً لدفاعات الخصوم، ووجوده بجانب هالاند يعني أن الدفاعات لن تكون قادرة على التركيز فقط على المهاجم النرويجي، مما يخفف الضغط عن ماكينة الأهداف، ويسمح بتوزيع الأدوار الهجومية بشكل أكثر توازناً.
والأهم من ذلك أن مرموش يمكن أن يلعب دور البديل التكتيكي لهالاند في حال غيابه، بفضل قدرته على التمركز الجيد داخل منطقة الجزاء، واستغلال الفرص بمهارة عالية، مما يضيف بُعداً جديداً إلى مرونة الفريق الهجومية.
يمثل الدوري الإنجليزي الممتاز بيئة مليئة بالتحديات، حيث تُعد القوة البدنية والسرعة عاملين حاسمين في نجاح أي لاعب، لكن مرموش، الذي تألق في الدوري الألماني، وأثبت جدارته أمام أقوى الدفاعات الأوروبية، يمتلك كل الأدوات التي يحتاج إليها للتأقلم مع طبيعة المنافسة في البريميرليغ.
تحت إشراف غوارديولا قد يصل مرموش إلى مستوى جديد من الأداء، حيث يمتلك المدرب الإسباني فلسفة تعتمد على تحسين التفاصيل الصغيرة في أداء اللاعبين، مما يتيح لهم التطور السريع والفعّال، انتقال مرموش إلى مانشستر سيتي يمثل فرصة ذهبية للاعب، ليثبت نفسه في واحدة من أقوى الدوريات العالمية.
مع اقتراب الإعلان الرسمي عن الصفق، يلوح في الأفق اسم عمر مرموش كونه عنصراً استراتيجياً من شأنه أن يعيد التوازن إلى منظومة مانشستر سيتي الهجومية، اللاعب المصري، الذي يجمع بين المهارة والمرونة التكتيكية، يمتلك إمكانات متعددة تجعل منه المرشح المثالي للعب دور «زر التشغيل»، الذي يعيد ماكينة الأهداف إلى العمل بكامل طاقتها.
وتترقب جماهير السيتي وعشاق الكرة العالمية بفارغ الصبر رؤية مرموش بالقميص السماوي، وسط توقعات كبيرة بأن يُحدث تأثيراً فورياً على هجوم الفريق، فربما يكون هو القطعة الناقصة، التي ظل غوارديولا يبحث عنها، ليس فقط لدعم المنافسة المحلية، بل لاقتحام الساحة القارية بقوة أكبر، وتعزيز فرص الفريق في حصد المزيد من البطولات.