نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أوكرانيا.. ملف ساخن على طاولة الرئيس - جورنالك في الأحد 11:35 مساءً اليوم الأحد 19 يناير 2025 11:35 مساءً
بين من يتملكهم التفاؤل، وبين المتشائمين بشأن ما يمكن أن يفعله الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في ملف أوكرانيا، ثمة من يراقبون من المنطقة الرمادية، إذ لا يعتبرون تصريحات الساكن العائد للبيت الأبيض دليلاً على شيء، فالرجل معروف عنه أسلوبه الشعبوي، وقراراته الانفعالية، الأمر الذي بدا جلياً في ولايته الأولى، لكن في الوقت ذاته هناك من يدعو لعدم الخلط بين ترامب الأول وترامب الثاني (العائد)، إذ إنه اكتسب خبرة ونضجاً يدخل بهما ولايته الجديدة، فضلاً عن كونه، هذه المرة، متسلحاً بأغلبية انتخابية كاسحة، وبأغلبية كبيرة في الكونغرس لحزبه الجمهوري، تمنحانه سلطة أقوى في اتخاذ القرار.
ملفات ساخنة
ورغم كل هذه العوامل المتناقضة، ومعها صعوبة التكهن بسياسات رئيس مثل ترامب، إلا أن محاولات التكهن بما ستؤول إليه الملفات الساخنة في عهده الجديد لا تتوقف، بل لا بد منها في عالم السياسة، لا سيما أن الأمر يتعلق برئيس دولة عظمى، هي الأكثر نفوذاً في العالم.
الموقف بشأن الحرب في أوكرانيا قد يكون الأشد وضوحاً في برنامج ترامب، الذي كرر كثيراً القول إن هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان رئيساً، بل إنه ذهب أبعد من ذلك حين قال إنه قادر على وقفها في أربع وعشرين ساعة، لكن المتشائمين، وحتى المتفائلين، لا يرون الأمر بهذه البساطة، وخاصة أن من الصعب تصور سيناريو، تتنازل فيه روسيا عن شروطها لوقف الحرب، ومنها الاحتفاظ بالمناطق التي ضمتها، وعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو بشكل مطلق.
رؤية
قد تتضمن رؤية ترامب حلاً وسطاً بالنسبة للمناطق الأربع، وهو كذلك تحدث عن تأجيل انضمام أوكرانيا للحلف 20 سنة، لكن، بحسب المطلعين على عقلية الكرملين، لا يبدو ثمة مجال لتراجع موسكو عن شروطها، لا سيما أنها دفعت ثمناً باهظاً في سبيلها، كما أن ترامب يدخل البيت الأبيض، في وقت يحقق الروس تقدماً سريعاً على الجبهة، ولا يبدو أن العقوبات الغربية حققت الهدف الذي رمى إليه الغرب من فرضها، وثمة معطيات كثيرة تتنافى مع بعض التقارير الغربية، التي تتحدث عن معاناة يكابدها الاقتصاد الروسي، بل إن أوروبا تعاني اقتصادياً، بسبب تراجع كميات الغاز الروسي، وعوامل أخرى مرتبطة بالحرب.
ينبغي ألا نغفل أن ترامب تنتظره تحديات داخلية عديدة ومتشابكة، قد تطلب منه وقتاً وجهداً أكثر مما يتوقع هو نفسه، وهذا قد ينعكس على برنامجه وخططه بشأن الملفات الخارجية إما لجهة التراجع النسبي، وإما لطرح مبادرات تسهم في تبريد البؤر الساخنة.