تدرس دائرة الأراضي والأملاك بدبي مراجعة مستهدفات التوطين في القطاع العقاري في الإمارة لرفعها من 500 وظيفة سنوياً إلى أرقام أكبر، وذلك بعد النتائج الإيجابية التي تحققت خلال الفترة الماضية، لافتةً إلى أنها ستعلن قريباً عن شراكة مع جامعتين محليتين لإدخال تخصص أكاديمي في العقارات للطلبة الإماراتيين، ما يمنحهم فرصة للحصول على المؤهلات المناسبة في القطاع المتنامي.

وقال مروان بن غليطة، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي في تصريحات لـ«جورنالك الاخباري» على هامش فعاليات «اليوم العقاري الثاني لتوظيف الإماراتيين» الذي عقد أمس في دبي، إن المستهدف كان قبل سنتين يبلغ 250 وظيفة سنوياً على مدار 5 سنوات، ثم عدلنا الهدف إلى 500 وظيفة سنوياً، واليوم تجاوزنا هدف الـ 500 وظيفة بأرقام أكبر، بل تخطينا حاجز الـ 1000 وظيفة.

وأضاف بن غليطة «نراجع مستهدفات التوطين لدينا بعد النتائج الإيجابية التي تحققت خلال الفترة الماضي، فاليوم المستهدف 500 وظيفة سنوياً وبالإمكان أن نرفعه إلى 700 أو 800 وظيفة».

مشيراً إلى أن الدائرة توسع نطاق التحالفات مع الشركات العقارية التي يزداد عددها يوماً بعد يوم في دبي ولديها رغبة قوية في توظيف المواطنين.

وذكر أن الفكرة بدأت بين الدائرة ومجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية ووزارة الموارد البشرية والتوطين ونافس، لكنها اليوم لم تعد حكراً على هذه الجهات، فالجامعات دخلت أيضاً هذا المجال.

وسنعلن قريباً عن شراكة مع جامعتين محليتين بهدف إطلاق تخصص أكاديمي مرتبط بالقطاع العقاري، لتكون رافداً للطلاب المواطنين قبل التخرج وتقدم لهم المؤهلات المناسبة في هذا القطاع المتنامي، ونتوقع أن يبدأ تدريس هذه المقررات مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة.

نسخة ثانية

وفي أعقاب النجاح الذي شهدته النسخة الأولى من اليوم العقاري لتوظيف الإماراتيين والذي ساهم في توظيف أكثر من 1000 مواطن في 2024، نظمت دائرة الأراضي والأملاك في دبي بالتعاون مع مجلس تنمية الموارد البشريّة الإماراتيّة في دبي، ووزارة الموارد البشرية والتوطين ومجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس»، النسخة الثانية من هذا الحدث. وشهد الحدث حضور شخصيات رفيعة المستوى، بما في ذلك معالي مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة.

ومعالي المهندس سلطان المنصوري، رئيس مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي، وغنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس»، وعبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حيث كان في استقبالهم المهندس مروان احمد بن غليطة، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي مع عدد من المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات.

ركائز أساسية وقد شارك في فعاليات اليوم العقاري الثاني لتوظيف الإماراتيين برعاية مجموعة أمنيات، أكثر من 80 شركة عقارية قدمت ما يزيد على 400 فرصة وظيفية للإماراتيين.

الأمر الذي ساهم في تمكينهم من الانخراط بفعالية في قطاع العقارات الذي يُعدّ إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني. وشمل الحدث ورشة عمل حول «برنامج التمكين العقاري» الذي يستهدف توظيف 500 إماراتي سنوياً خلال الفترة 2025 - 2027.

وأشاد معالي مطر الطاير، بمبادرة اليوم العقاري لتوظيف الإماراتيين، في هذا القطاع الحيوي، لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصاديّة D33 في دمج 65 ألفاً من الجيل الإماراتي الصاعد في سوق العمل وفي القطاعات الواعدة.

وقال: تنظيم مبادرة اليوم العقاري لتوظيف الإماراتيين، في دورته الثانية، يعد امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى التي ساهمت في توظيف أكثر من ألف مواطن في مختلف مجالات القطاع.

وتوفير فرص عمل مهنية واعدة ومستقبل مهني، يعزز من مساهمة القطاع الخاص بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنوع المسارات الوظيفية وتطوير الموارد البشرية وخطط التنمية الشاملة في الإمارة.

وقال المهندس سلطان المنصوري: أردنا بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين إطلاق الدورة الثانية من اليوم العقاري في دبي بالتزامن مع القفزة النوعية التي شهدها القطاع العقاري خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة.

حيث شهد نمواً قوياً بزيادة عدد المستثمرين الجدد بنسبة 45 % وارتفاع بقيمة التصرفات العقارية لتصل إلى أكثر من 544 مليار درهم وغيرها الكثير من الإنجازات. وندعو المواطنين إلى استثمار الفرص النوعية التي تتيحها هذه الفعاليات والمبادرات التي نركّز فيها على وضع الفرص بين يدي المواطنين أينما كانوا.

وقال غنام المزروعي: «في ظل دعم قيادتنا الرشيدة المستمر وترجمة لرؤيتها المستقبلية نواصل تحقيق التقدم من خلال شراكاتنا الاستراتيجية مع منظمي القطاعات ومنشآت القطاع الخاص نحو التمكين النوعي لكوادرنا الوطنية وتعزيز مشاركتها في القطاع الخاص الذي يمثل ركيزة هامة لاقتصادنا الوطني .

ومن الملهم رؤية شبابنا الطموح يتقدم بثقة للعمل والمساهمة في القطاع العقاري الذي يعد أحد أهم القطاعات التنموية لاقتصادنا الوطني حيث شهدنا زيادة في أعداد الكوادر الإماراتية المنضمة للقطاع العقاري خلال السنتين الماضيتين بشكل فاق المستهدفات».

وقال عبدالله الفلاسي: «القطاع العقاري يمثّل نموذجاً فريداً من الفرص في القطاع الخاص، فالمواطنون الذين يستثمرون الفرصة غير العادية التي يتيحها لهم العمل في الشركات العقارية الخاصة فهم يؤهلون أنفسهم كروّاد أعمال عقاريين في المستقبل القريب، وهو ما ينعكس إيجاباً على الازدهار الاقتصادي لدبي والإمارات ككل.

تتميّز البيئة العقارية في دبي بكونها من الأفضل عالمياً وهو ما تعكسه مؤشرات الأداء والاهتمام العالمي من المستثمرين بسوقنا العقاري، وكلّنا ثقة بأن هذه الجهود ستنعكس إيجاباً على دور الشباب المواطن في هذا المجال الاستراتيجي وعلى حياتهم وتطورهم المهني ومستقبلهم».

وقال المهندس مروان بن غليطة: «إن تمكين الكوادر الوطنية في قطاع العقارات يمثل ركيزة أساسية في رؤيتنا الاستراتيجية، ويعكس ثقتنا بضرورة مشاركتهم في النهضة العقارية التي تشهدها الدولة والمساهمة في استدامة تطورها.

ومن خلال اليوم العقاري الثاني لتوظيف الإماراتيين، نحرص على إعداد جيل من المواطنين المهنيين ذوي الكفاءة العالية والمهارات اللازمة للريادة في هذا القطاع الحيوي.

كما تسهم مثل هذه الفعاليات في تحقيق رؤى وتوجيهات قيادتنا الرشيدة لدعم مبادرات التوطين وفتح آفاق جديدة لمواطني دولة الإمارات في مختلف القطاعات، بما يضمن فرص عمل مستدامة ويعزز من الجاهزية العالمية للقطاع».

ويأتي الحدث ضمن إنجازات «برنامج التمكين العقاري» الذي أطلقه مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي بالتعاون مع «نافس»، وتقوده دائرة الأراضي والأملاك في دبي، والذي نجح في تحقيق أهداف التوطين في القطاع العقاري بدبي خلال عام 2023 من خلال توظيف 647 إماراتياً.