أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، أن دولة الإمارات تضع قطاع الإعلام في صلب رؤيتها المستقبلية، وتسعى لجعله محركاً حيوياً للنمو الاقتصادي، وركيزة أساسية تعزز التنمية الشاملة والمستدامة، ليتجاوز دوره التقليدي وسيلة نقل أخبار إلى أداة اقتصادية محورية.
وكشف عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، خلال جلسة رئيسة، بعنوان «مستقبل الإعلام.. الفرص والتحديات»، أدارها الإعلامي فيصل بن حريز، رئيس أكاديمية «آي إم آي»، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من «الكونغرس العالمي للإعلام» 2024، أن حملة مواجهة «الذباب الإلكتروني» حققت إنجازات كبيرة خلال ثلاثة أيام فقط من إطلاقها، حيث انخفضت التغريدات المسيئة من 600 ألف تغريدة في اليوم إلى نحو 5000 تغريدة، كما أن الحملة فتحت الباب أمام الكثيرين للعودة مرة أخرى إلى منصات التواصل الاجتماعي. وأكد أن الحفاظ على السمعة الإيجابية لدولة الإمارات مسؤولية الجميع، خصوصاً الشباب.
وقال عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد: «نسعى عبر المكتب الوطني للإعلام إلى وضع استراتيجية متطورة، تخلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار في القطاع الإعلامي، وتوفر الدعم اللازم للمؤسسات الإعلامية، وتشجع المحتوى الإيجابي والبنّاء الذي يعكس قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة».
وأضاف: «نعمل على تأهيل كوادر إعلامية مواطنة، وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم الإعلام الرقمي، وذلك من منطلق إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية الاستثمار في الكوادر الشابة، وأن الإعلام أداة قوية لبناء مجتمع متماسك ومتطور، لذلك تسعى إلى تمكين قطاع إعلامي ديناميكي ومبتكر قادر على مواكبة التغيرات المتسارعة في عالم اليوم».
ولفت رئيس المكتب الوطني للإعلام، إلى أن الإعلام الإماراتي يسعى إلى مواكبة نجاحات الدولة على مختلف مؤشرات التنافسية الدولية، بعد أن حققت الدولة مراكز ريادية عالمياً في أكثر من 230 مجالاً، مشيراً إلى أن الإعلام الإماراتي والعربي عموماً لايزال بحاجة إلى تسريع خطواته ليكون جزءاً من هذه الإنجازات العالمية.
وأضاف أن الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة الدولة، ويجب أن يعكس النجاح الذي وصلت إليه الإمارات في مختلف القطاعات، ونحن نطمح إلى إعلام يكون واجهة مشرقة تُظهر للعالم الإنجازات الوطنية، وتسهم في تعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية، إعلام لا يكتفي بنقل الأحداث، بل يصبح شريكاً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وركز رئيس المكتب الوطني للإعلام خلال الجلسة على أهمية دمج التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، واستثمارها في تحويل الإعلام إلى أداة أكثر ديناميكية وكفاءة، مشدداً على ضرورة تعاون الدول لوضع قوانين وتشريعات تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، وتعزيز الشفافية، ومكافحة المعلومات المضللة في الفضاء الرقمي. وأكد أهمية الاستثمار في التعليم، وتأهيل وتنمية الكوادر الإعلامية المستقبلية، من خلال إدراج تعليم الإعلام ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، إلى جانب توفير برامج تدريبية متقدمة، منوهاً إلى أن الإمارات لا تكتفي بمواكبة التطورات العالمية، بل تعمل على قيادة جهود وضع معايير جديدة للتميز الإعلامي.
في سياق متصل، حذّر خبراء مشاركون في «الكونغرس الإعلامي» من المخاطر المحتملة لاستخدام التقنيات الناشئة، ومنها الذكاء الاصطناعي، واعتماده كمصدر رئيس للمعلومات الحياتية أو الطبية أو غيرها، إذ قد تكون مضللة أو محظورة أو مصادر مجهولة، مؤكدين في الوقت ذاته أنه يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً في مواجهة التضليل الإعلامي.
وتناولت جلسة بعنوان «ذكي وآمن» تمهيد الطريق لاعتماد الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في كيفية التعاون بين المجتمع والصناعات والقطاع الحكومي لتوظيف قوة الذكاء الاصطناعي بفعالية، مع ضمان تطويره بشكل أخلاقي وشفاف ليحقق الفائدة للجميع.
وسلط المشاركون خلال الجلسة الضوء على الأسئلة المتعلقة بالاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وإمكاناته في مواجهة التحديات العالمية، إضافة إلى المخاطر المحتملة المرتبطة به.
وسلّط رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، الدكتور محمد حمد الكويتي، في جلسة حوارية بعنوان «ما وسائل الإعلام الاستباقية: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأحداث وتوجيه المحتوى الإعلامي؟»، الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمن المعلومات، ومواجهة التضليل الإعلامي في دولة الإمارات.
وأوضح الكويتي كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي المدعومة بالتحليل الآلي رصد الهجمات السيبرانية بدقة متناهية، إضافة إلى تطوير نماذج تنبؤية تُمكّن المؤسسات من توقع المخاطر وإدارتها بفعالية عالية.
وأكد الدكتور محمد الكويتي على أهمية التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص لمواجهة التحديات المرتبطة بتقنية التزييف العميق.
وأجمع المشاركون على أن «البيانات باتت الثروة الأكثر قيمة في عصرنا الحالي»، مشددين على ضرورة وضع أطر تنظيمية وآليات رقابة شاملة للتحكم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أهمية نشر ثقافة الوعي الأمني كوسيلة فعالة للتصدي للتهديدات الناشئة، ومكافحة الاستخدام غير الأخلاقي لهذه التقنيات.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «G42»، أندرو جاكسون، إلى التزام مجموعة G42 بمبادئ السلامة التي نص عليها إعلان سيؤول للذكاء الاصطناعي الآمن والمبتكر والشامل، مؤكداً وجود علامة مائية تميز جميع المحتويات التي تُنتجها أدوات المجموعة لضمان النزاهة والشفافية، ومنع أي سوء استغلال.
وأكد المشاركون في الجلسة على ضرورة تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على حماية المصلحة العامة، وتعزيز ثقة المجتمع.
زيادة الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة
قال رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، إن دولة الإمارات تعمل على تحقيق رؤيتها الإعلامية الطموحة، عبر تعزيز الابتكار وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، وإنشاء مراكز إعلامية عالمية المستوى تجذب الشركات والمؤسسات الإعلامية الكبرى.
وأضاف: «تؤمن قيادة دولة الإمارات بأن الإعلام شريك أساسي في بناء مجتمع المعرفة والابتكار، ويسهم بشكل فعال في تعزيز مكانة الدولة على الصعيدين الإقليمي والعالمي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عبدالله آل حامد: الإمارات تضع الإعلام ركيزة أساسية في التنمية المستدامة - جورنالك اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 08:37 صباحاً
0 تعليق