نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لماذا انسحب الجيش السوري من حلب؟ .. أصابع الرئيس أردوغان و إيران تتّهم و "إسرائيل" تستعرض والعراق لا يُريد التدخّل! - جورنالك اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024 09:14 صباحاً
جورنالك الاخباري - مشهدٌ غامض، انسحابٌ مُريب، وصورةٌ تتبدّل في المشهد السوري، حلب لم تعد تحت سيطرة الدولة السورية، وسيطرت عليها الفصائل المسلحة المُعارضة (هيئة تحرير الشام) رسميًّا ضمن معركة أسمتها “ردع العدوان”، بشكلٍ سريع ومُتسارع دون مُقاومة، أثار معه تساؤلاتٍ بالجُملة، أوّلها عن أسباب هذا التوقيت الهجومي، ومن يقف خلفه!
مشهدٌ صادم وتساؤلات!
الجيش العربي السوري أقرّ من جهته بسُقوط حلب، ومعها إدلب، لكن لماذا سقطت حلب بهذه السرعة، ولماذا قرّر الجيش السوري الانسحاب، وعدم القتال نهائيًّا، أو ما جرى وصفه بالانسحاب الآمن، ما أظهر المشهد وكأن حلب جرى تسليمها للمُعارضة المسلحة، حيث أظهرت مشاهد مُصوّرة انسحاب الجيش السوري، وجنوده، وسيطرة المسلحين على مباني الدولة الرسمية، وإنزال العلم السوري، واستبداله بالعلم السوري المُزيّف، ومعه إزالة صورة الرئيس السوري بشار الأسد عن الواجهات الرسمية، في مشهدٍ أعاد للأذهان الأيّام الأولى لما عُرف باسم “الثورة” و”الربيع العربي”.
وأظهرت مقاطع فيديو من حلب ساحة سعد الله الجابري وقد وصل إليها مقاتلون يرتدون ملابس عسكرية، ويرفعون علم المعارضة السورية ويصرخون “الله أكبر”، كما ظهر مقاتلو الفصائل في قلعة حلب التاريخية، والجامع الأموي، كما أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على مبنى محافظة حلب والقصر البلدي ومقر قيادة الشرطة وقلعة حلب وجامعة حلب وسط المدينة.
المُعارضة تفرض حظرها.. والجيش السوري يُفسّر عدم قتاله!
وفي ظل غياب السلطات الرسمية عن المدينة، أعلنت فصائل مسلحة في سوريا، السبت، فرض حظر شامل للتجوال في مدينة حلب، بعد إحكام سيطرتها عليها وذكرت الفصائل في بيان، على أن حظر التجوال يبدأ في مدينة حلب من الساعة الخامسة مساء السبت حتى الخامسة مساء الأحد.
يُجيب الجيش السوري على تساؤلات انسحابه من حلب وعدم قتاله الدفاعيّ عنها لعلّه في بيان أصدره السبت، قال فيه إنه يستعد لتنفيذ “هُجوم مُضاد” على الفصائل المسلحة التي استولت على مدينتيّ حلب وإدلب.
يشرح الجيش السوري أكثر، ويقول إنه بانتظار استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال في حلب وإدلب.
ويُلخّص الإجابة على انسحابه الجدلي بين السوريين من حلب دون قتال بقوله إن الانسحاب التكتيكي الذي اتّخذته “إجراء مؤقت” وأنه “سيعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب”.
ويُشدّد الجيش السوري على خوضه القتال: “خاضت قواتنا المسلحة ضدها معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء وأصيب آخرون”.
وأضاف جيش سورية: “إن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدّد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد”.
وتابع الجيش السوري في إشارة إلى استمرار التصعيد العسكري المُفاجئ ضدّه قائلًا: “ومع استمرار تدفّق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكّنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية”.
تركيا الرسمية غير مُنخرطة.. وضوء أخضر!
التساؤل العريض الذي يلي جدل أسباب سُقوط حلب، هو عن الجهة التي تقف خلف هذا التصعيد، تبدو تركيا في الواجهة هي الأكثر تورّطًا، فالفصائل المسلحة المدعومة من قبلها، لا يُمكن لها التحرّك من دون ضوء أخضر تركي، فاتفاق خفض التصعيد بين روسيا وتركيا الذي جرى إقراره مُنذ العام 2020 أوقف الصراع العسكري في سورية، وعودته قد تعني بأن تركيا قد قرّرت التخلّي عن هذا الاتفاق، أو أنها فقدت السيطرة على “فصائلها” التي للمُفارقة تمتلك كما قالت وزارة الدفاع السورية أسلحة متوسطة، وطيران مُسيّر، فكيف حصلت هذه الفصائل “فجأةً” على هذه الأسلحة، وهذا التدريب، يتساءل السوريون.
في السياق الرسمي، يؤكد بدوره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده غير مُنخرطة في الصراع الدائر في محافظة حلب السورية، لكنّها ستّتخذ خطوات احتياطية في هذا الصدد، وأوضح فيدان خلال افتتاح جلسة بعنوان “الحرب والنظام” أن “تركيا في وسط هذه الحروب، وفي هذه الجغرافيا الهشة، تلعب دورا متزايدا في ضمان السلام والاستقرار الإقليميين”، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت أنقرة معنية بالتطبيع مع الحكومة السورية، حيث الأخيرة ترفض ذلك حتى انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، ورفع الدعم عن “فصائلها”، وهو ما حدث عكسه تمامًا بـ”احتلال حلب”.
قناة “سكاي نيوز” عربية نقلت عن مصادر قولها إن المعارضة السورية على اتصال بالمخابرات التركية، وإن تركيا أعطت الضوء الأخضر للهجوم.
أصابع أردوغان.. دلائل ومُؤشّرات
ثمّة دلائل عديدة رصدتها “رأي اليوم” قد تُشير إلى النوايا التركية بـ”احتلال حلب” بالطريق غير المُباشر عبر فصائلها، منها منشور سابق للرئيس التركي رجب أردوغان على حسابه في منصّة “إكس” كان قد قال فيه العام 2016: “تركيا لم ولن تترك سكان حلب لوحدهم مهما كان الثمن، سنبذل كل ما بوسعنا لإنقاذ الأرواح، ولو حياة إنسان واحد”.
دليل آخر رصدته “رأي اليوم” يُدلّل على تحضير تركي لهذا التصعيد مُنذ أشهر، واعتراف غير مباشر منها بتدريبها للفصائل المسلحة، حيث نشرت وزارة الدفاع التركية منشورًا على منصة “إكس”، أكدت فيه على أهمية “التدريبات العسكرية”، وذلك بالتزامن مع إعلان قوات المعارضة السورية سيطرتها على مركز مدينة حلب، كما حديث عن تلقّي هذه المجموعات تدريبات على يد الجيش التركي منذ شهور، وقالت الوزارة في منشورها: دوماً تدريبات، دوماً كفاح.
وفي نيسان/ أبريل 2024 بحسب وسائل إعلام تركية، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني، عن قرب افتتاح كلية عسكرية في مناطق سيطرتها في شمال البلاد بقدرة استيعابية تصل إلى نحو ألف طالب وتلميذ، وذكرت حينها مصادر في وزارة الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة، أن الكلية التي كان من المقرر دخولها الخدمة بشكل فعلي أواخر شهر يونيو/حزيران 2024، يجري تمويلها من الجانب التركي الذي يُشرف على مراحل البناء وتحضير المعدات، كما سيكون له دور في الإشراف على التدريب وتخريج المنتسبين إلى هذه الكلية.
حرب طائفية؟
وكان لافتًا مع تقدّم المسلحين نحو حلب، انتشار عبارات طائفية عبر وسائل إعلام سورية مُعارضة ومنصّات تركية مثل “حلب أموية”، و”حلب سنية”، الأمر الذي جرى وصفه من قبل السوريين بأن الهجوم على حلب يأتي في سياق “حرب طائفية”، الأمر الذي دفع وزير الصناعة التركي السابق والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية مصطفى ورانك بالقول إن وصف ما أسماه كفاح المعارضة السورية لاسترداد حلب بـ”الحــرب الطـائفية” مُجرّد هراء.
برود روسي.. هل وصل الأسد موسكو؟
ومع تناسل العناوين الصحفية والتقارير الإعلامية التي تتحدّث عن “برود” روسي تجاه الأحداث في حلب، وإدلب، نتيجة انشغال موسكو في الحرب الأوكرانية، نقلت رويترز عن مصادر عسكرية سورية قولها؛ إن “دمشق تلقّت وعدًا بمساعدة روسية إضافية لمنع المسلحين من السيطرة على حلب”، وأضافت المصادر، أنها تتوقع وصول عتاد روسي جديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية خلال 72 ساعة.
ومع عدم تأكيد الكرملين أو نفيه حول تواجد الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو، قالت مصادر لقناة “الشرق” الإماراتية، إن الزيارة التي تم الإعداد لها منذ أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تتناول قضيتين أساسيتين، هما إعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا، ومراجعة الدور العسكري الإيراني في سوريا بالتنسيق مع روسيا، وبينت المصادر، أن زيارة الأسد إلى موسكو قد تستمر لعدة أيام، في مسعى إلى التوصل لقرارات نهائية بشأن الملفات المطروحة.
"إسرائيل" تستعرض.. إيران تتّهم.. ولا مصلحة للعراق
ماذا تقول (إسرائيل) ويقيّم إعلامها ما يحدث في حلب؟، خاصة أن الهجوم جاء بعد تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأسد بأنه لا يزال يلعب بالنار، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: “إن النظام السوري يُوشك أن يخسر مدينته الشمالية حلب لصالح جماعات المعارضة السورية بقيادة “هيئة تحرير الشام”، وذلك بسبب ضعفه وضعف دعم إيران بعد الضربات التي تعرّضت لها هي ووكلاؤها على أيدي (إسرائيل) ”.
كيف تنظر إيران للمشهد السوري من خلال ما تناوله إعلامها؟.. صحيفة “جوان”، المقربة من الحرس الثوري، قالت إن هجوم المعارضة السورية على مواقع النظام يأتي بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية، بعد “هزيمة (إسرائيل)” أمام محور المقاومة، كما نشرت صحيفة “فرهيختكان” الأصولية صورة كبيرة تجمع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعنونت عليها: “المُشاركة والمكافأة”، وقالت إن الجماعات المدربة من قِبَل تركيا دخلت في خط المواجهة، بعد وقف إطلاق النار في لبنان، و”إضعاف موقف نتنياهو السياسي”.
العراق من جهته يُواصل تعزيز حدوده بعد سقوط حلب، واعتبر مستشار الرئيس العراقي ابراهيم الصميدعي أن ما يحصل في سوريا وبهذا التوقيت ما هو إلا “نتيجة لترتيبات دولية كبيرة لعالمٍ جديد وليس شرق أوسط جديد فحسب”، ما يطرح تساؤلات حول تدخّل العراق الرسمي إلى جانب فصائله في سورية، يُجيب عن ذلك الصميدعي في منشور له على الحساب الرسمي على منصة إكس أنه “ليس من مصلحة العراق المُستقر الآمن الذي يستعيد نفسه أن يتدخّل في سوريا مرة أخرى كما تدخّل بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011”.
هذا هو المشهد الحالي في سورية، وبكُل حال ستكون العيون مُوجّهة نحو ردّة الجيش السوري وحُلفائه على هذا التصعيد العسكري المُباغت، ومدى قدراته وسرعته في استيعاب خسارة حلب، واستعادتها، والذي بات فيما يبدو يُهدّد وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وما إذا كان سيكون الشرارة التي ستدفع الجيش العربي السوري لاستعادة الشمال السوري، وعودتها لمركزية دمشق، ضاربًا بكل الاتفاقات والتوازنات والحسابات السياسية عرض الحائط، يتساءل مراقبون.
رأي اليوم
تابع قناتنا على يوتيوب
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع منصة ترند جورنالك الاخباري
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق