نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما بين الحاوري ‘‘المُندس’’ وموانع ‘‘الساحل الغربي’’ - جورنالك اليوم الجمعة 6 ديسمبر 2024 11:01 صباحاً
ذات يوم، في مقيل بمأرب، حيث كان النقاش يحتدم حول السياسة كما لو أنه طقس مقدس، اجتمعنا رغم ما يفصلنا من خطوط حمراء؛ تلك الخطوط التي لا تفسير لها سوى أنها جزء من لعبة أكبر. كنا قد تحدثنا طويلاً عن الساحل الغربي، زياراته المؤجلة، وموانع الوصول إليه، الحواجز الضخمة، ومواضيعه المحاطة بالصمت.
وبينما كان صديقنا صاحب النظرات المليئة بالريبة يجلس إلى جانبي، قلت مازحًا، في نبرة حملت شيئًا من الحدة واللعب معًا: يبدو أن الممثل القدير محمد الحاوري كان مؤتمريًا عفاشيًا، لكنه مندس في صفوف التجمع اليمني للإصلاح!".
رفع حاجبيه بدهشة، ثم سألني: "ولماذا تعتقد ذلك؟"
فأجبته مبتسمًا: "لأنه يدافع عن العميد طارق أكثر مما تفعل قناة الجمهورية نفسها. بل إنه يرسل رسائل بليغة وذات مغزى كما لو أنه الناطق الرسمي باسمه!"
ضحك صاحبي، وكأنه وجد في كلامي ما يعيد ترتيب أفكاره، ثم قال بنبرة بدت كمن يكشف سرًا: "أزيدك من الشعر بيتًا، هل تعلم أن قناة سهيل بثّت تقريرًا مفصلًا عن ثورة 2 ديسمبر 2017؟ تلك اللحظة التي قادت إلى استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ورفاقه."
أدهشتني كلماته، فوجدت نفسي أعلق قائلًا: "عجيب! أتعلم لماذا؟ لأننا يمنيون، واليمني بطبعه يكره الفتنة، حتى لو كان يعيش في قلبها. نحن لا نبحث عن تأجيج النيران، لكننا نجيد الوقوف على حافتها، نختبر حرارتها دون أن نحترق."
ذلك الحديث لم يكن مجرد مزاح عابر، بل كان يعكس صورة اليمني الذي يقف على تقاطع الطرق بين ولاءات متشابكة وأحلام بسيطة، ذلك الذي يدرك عبث الفتنة لكنه لا يستطيع الانفصال عن صخبها. كان المشهد كله أشبه بمرايا متقابلة، كل واحدة تعكس جانبًا مختلفًا من التعقيد اليمني الذي لا نهاية له.
0 تعليق