شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: "شيعة" سوريا في لبنان: ملف نزوح جديد على عاتق الدولة - جورنالك ليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 03:31 صباحاً
يقول رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أن "هدف النظام الجديد هو إعادة الأمن والإستقرار لكل المدن السوريّة، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين تركوا وطنهم خلال فترة النزاع"، ولكن حتى هذه اللحظة، فإنّ أعداد الهاربين من سوريا باتجاه لبنان لا تزال أكبر من أعداد العائدين.
رغم محاولات الدولة اللبنانيّة ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية مع الدولة السوريّة، إلا أن ضغط النازحين الهاربين من سوريا باتجاه لبنان أفشل كل خطط إغلاق الحدود أو ضبط الدخول لمن يستوفي الشروط القانونية، فبحسب مصادر متابعة فإنّ أعداد الوافدين إلى لبنان بعد سقوط النظام السوري تجاوزت الـ 80 ألفاً، بينما أعداد العائدين من السوريين لم تتجاوز العشرين ألفاً، علماً أن عدداً كبيراً من العائدين ذهب إلى سوريا لتفقد أموره فيها ولم يُخرج عائلته التي بقيت في لبنان، ما يعني أنّه لا ينوي العودة الى بلاده للاستقرار فيها.
بحسب المصادر كانت لافتة حالات النزوح الشيعيّة من سوريا إلى لبنان، مشيرة عبر "جورنالك الاخباري" إلى أنّهم من الذين كانوا يتواجدون في مناطق سيطرة النظام وحزب الله، بمحيط مقام السيدة زينب، وفي بعض مناطق حماة وصولاً إلى المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، قرروا الخروج من مناطقهم عندما دخلت قوات هيئة تحرير الشام إلى مدينة حماة بعد سقوط حلب، وتوجهوا إلى لبنان دون حمل أيّ حقيبة، فالتدهور السريع جعلهم يتركون منازلهم على وجه السرعة.
يقول أحد هؤلاء لـ"جورنالك الاخباري" أنه وعائلته كانوا في حماة، وعندما سقطت حلب دون قتال شعروا أنّ الأمر مريب وقرروا الخروج، مشيراً إلى أنه "لم يتمكن من التواصل مع أحد من الذين كانوا يتابعون أحوالهم، لذلك قرر المغادرة على وجه السرعة وتوجه إلى الهرمل.
آلاف من شيعة سوريا دخلوا إلى مناطق البقاع، خوفاً من عمليّات انتقامية، ويقول الرجل أن المشاهد التي تأتي من بعض مناطق سوريا كاللاذقية على سبيل المثال وعمليّات الاعدام والسحل بالشوارع كلها تؤكد أن خيار الهروب كان هو السليم، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي ضمانات يمكن له أن يجعله ترك عائلته في دائرة الخطر، فمن يقدمون الضمانات لا يلتزمون بها، وهم اعتادوا على العمليّات الانتقامية من كل شخص يختلف عنهم في الفكر والدين والتوجه.
وبحسب معلومات "جورنالك الاخباري" فقد توجه عدد من النازحين السوريين الشيعة إلى بيروت، بحثاً عن مأوى، علماً أن هذه المشكلة التي تواجهم لن تكون سهلة ولا بسيطة، خصوصاً بحال لم تظهر بوادر جدّية ببناء دولة عادلة في سوريا، فكما كان هناك من توجه الى لبنان مع بدء الأحداث السوريّة خوفاً من بطش النظام، هناك من يتوجه اليه اليوم خوفاً من بطش المجموعات المسلّحة، علماً أن الذين قصدوا لبنان هرباً من بشّار الأسد لم يعودوا بعد سقوطه، فهم لا يزالون يعتبرون أن سوريا ليست مكاناً مناسباً للعيش.
0 تعليق