شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: "أرسل الله إبنه الوحيد نوراً للأمم" - جورنالك ليوم الاثنين 16 ديسمبر 2024 12:30 مساءً
إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "جورنالك الاخباري" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.
السكون يملأ اللّيل والبرد يَغمر القرية الصّغيرة بيت لحم، والصّقيع يلفّ مراعي الضّيعة حيث يسهر رعيان على قطعانهم.
ورجل وإمرأة يبحثان عن موضع تَقدر أن تلد فيه مريم وقد حان وقت وضعها. وفي السّماء ملائكة ترنّم وتبشّر وتصيح: المجدلله في العلا وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المَسرّة، لقد ولد يسوع المسيح مخلّص العالم.
وفي الشّرق نجم يَشعّ يتبعه ملوك مجوس حاملين الهدايا ذهبًا ومرًّا ولبانًا يَسيرون آتين ليسجدوا لملك المجد.
وفي الكون يَضجّ صوت بلعام النّبيّ الأعمى يصرخ ويقول: "أراه وليس بقريب، أسمعه وليس ببعيد"، وملاك أتى في هذا اللّيل يقول للرّعيان: "هيّا قوموا إنطلقوا لقد ولد لكم اليوم مخلّص، وهو الرّبّ يسوع المسيح".
وهَبَّ الرّعيان منطلقين وأتوا ليروا ما قال لهم الملاك حاملين له هدايا من حملانهم.
- الميلاد وسرّ لقاء الله بالإنسان
وتجسّد يسوع لأجل خلاصنا،
الميلاد هو سرّ حبّ الله للبشريّة لأنّ الله محبّة، فعندما لم يقدر الإنسان العودة إلى الله، أتى الله بنفسه إليه. وصار سرّ الميلاد هو سرّ عمّانوئيل أيّ الله معنا وصار إنسانًا مثلنا، أخذ جسدًا مثل جسدنا وإجتمع في شخص يسوع سرّ اللّاهوت كاملًا بالنّاسوت، كاملًا بدون أيّ إنتقاص من أحدهما وهذا ما قرّره مجمع خلقدونية(451).
التّيولوجيا والأنتروبولوجيا إلتقيا
فالطّبيعة الإلهيّة كاملة والطّبيعة الإنسانيّة كاملة، وكذلك المشيئة الإلهيّة كاملة كما المشيئة الإنسانيّة.
التّيولوجيا والأنتروبولوجيا إجتمعتا كاملتين في شخص يسوع المسيح المتجسّد من مريم العذراء والمولود منها بقوّة الرّوح القدس كما أعلن وقال لها الملاك جبرائيل، هذا هو المعنى التّيولوجيّ اللّاهوتيّ للميلاد.
علينا أن نعيش الميلاد في حياتنا
ونحن كيف نعيش الميلاد !؟
علينا أوّلًا أن نعرف ونؤمن بما تقوله الكتب المقدّسة عن شخص يسوع المسيح وألوهيّته وإنسانيّته.
وعلينا ثانيًا أن نؤمن بما تعلّمه الكنيسة والمجامع حول شخص يسوع المسيح.
وعلينا ثالثًا أن نعيش حقيقة الميلاد بالمحبّة والمصالحة والمسامحة والغفران والعطاء والمشاركة، ولا نكتفي بلبس الثّياب الجديدة والمآكل الفاخرة وشرب الكحول والسّهر، وننسى قريبنا ومعنا الأيتام والأرامل والعائلات الفقيرة والمعدومة بخاصّة في هذه الأيّام الغالية والسّاحقة للمساكين والبؤساء والمرضى والجياع والمشرّدين والغرباء، الذين ينامون في البرد في الشوارع وعلى الطرقات..."
0 تعليق