نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دبي الوجهة الأولى عالمياً للشركات العائلية - جورنالك في الاثنين 05:12 صباحاً اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024 05:12 صباحاً
تمثل الشركات العائلية في دبي أحد أعمدة الاقتصاد الحيوية، حيث تسهم بشكل كبير في تنويع القطاعات الاقتصادية وتعزيز التنمية المستدامة، وهو ما أكده مسؤولون في مؤسسات مالية كبرى تتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها، حيث قالوا:
إن دبي أصبحت الوجهة الأولى للشركات العائلية.وبفضل قدرتها على التأقلم مع المتغيرات العالمية، نجحت هذه الشركات في بناء إرث اقتصادي قوي يمتد عبر الأجيال، وهي تلعب اليوم دوراً محورياً في دعم القطاعات التقليدية، مثل التجارة والعقارات والسياحة، إلى جانب دخولها مجالات حديثة مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة.
ويضم مركز دبي المالي العالمي حالياً أكثر من 120 عائلة و800 مؤسسة وكيان عائلي تدير أصولاً تتجاوز قيمة أصولها المدارة 1.2 تريليون دولار، مدفوعة بتدفق كبار الأثرياء إليها خلال السنوات القليلة الماضية.
كما يضم مركز دبي المالي العالمي حالياً 60 صندوق تحوط و44 صندوقاً تتجاوز قيمة كل منها مليار دولار. ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة «كي بي إم جي»، فإن أكثر من نصف المكاتب العائلية في الإمارات تأسست بهدف الحفاظ على الثروة، إذ تعتبر إدارة الثروة طويلة الأجل والحفاظ على الإرث وتعاقب الخلافة من أبرز القضايا الرئيسية التي تركز عليها الشركات العائلية في دبي.
وأكد مسؤولون في مؤسسات مالية كبرى تتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها أن مركز دبي المالي العالمي برز كبيئة جذابة للغاية للمكاتب العائلية مقارنة بالمراكز المالية العالمية الأخرى، إذ دشن في مارس من عام 2023 أعمال أول مركز متخصص في إدارة شؤون الثروات العائلية على مستوى العالم من مركز دبي المالي العالمي.
وتعتبر الشركات العائلية من أهم الركائز الأساسية لاقتصاد الإمارات، حيث تعود ملكية 90 % من الشركات الخاصة القائمة في الدولة إلى عائلات وفقاً لوزارة الاقتصاد، وتلعب الشركات العائلية دوراً اقتصادياً مهماً مع مساهماتها المحورية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وتقدر وزارة الاقتصاد هذه المساهمة بنحو 40 % في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، و60 % في الناتج المحلي للإمارات، وبحسب «كي بي إم جي»، فإن الشركات العائلية تحتل الصدارة من حيث فرص العمل، إذ تمثل 80 % من إجمالي القوى العاملة في الدولة.
وحدد المسؤولون 7 قطاعات اقتصادية رئيسية تركز عليها الشركات العائلية اليوم في خيارتها الاستثمارية، وتتمثل في: التكنولوجيا الحيوية، والطاقة النظيفة، والعقارات، والذهب، والرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي، والضيافة.
تنويع جيوسياسي
وقال ريجيس برجر، رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤسسة «جوليوس باير»: ظهر مفهوم التنويع الجيوسياسي باعتباره محور الاستثمار الأول ضمن استطلاع مقياس الشركات العائلية لعام 2024، الذي توليه الشركات أهمية كبرى، وربما ينعكس هذا التركيز على احتياجات التنويع بشكل أفضل في الطلب المتجدد من جانب المستثمرين على الذهب، ولا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية وحالة عدم اليقين في بعض المناطق.
وأضاف: السمة الأكثر قيمة للذهب، عند الاحتفاظ به في شكل مادي، هي أنه ملاذ مهم للشركات العائلية عند زيادة المخاطر، حيث إنه لا يمثل مطالبة ضد أي شخص آخر، ونتيجة لذلك فإن المعدن الأصفر هو التحوط النهائي لمخاطر الطرف المقابل ويحمي من المخاطر النظامية.
كما حدث خلال الأزمة المالية العالمية في العام 2008، أو أزمة ديون منطقة اليورو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأشار برجر إلى أن استطلاع الشركات العائلية لعام 2024 حدد 5 موضوعات ذكرها الخبراء باعتبارها الموضوعات الأكثر مناقشة مع الشركات العائلية بخلاف الاستثمارات، مرتبة حسب الأهمية، وهي: نقل الثروة بين الأجيال، والضرائب، وفرص النمو الفردي والعائلي، وحوكمة الأسرة، والاستقرار السياسي.
متطلبات مختلفة
وقال برجر: غالباً ما تختلف متطلبات العملاء من الشركات العائلية بشكل كبير عن متطلبات المؤسسات الاستثمارية التقليدية، يكمن أحد الفروق الرئيسية في سلوكهم الاستثماري، تميل العائلات التي تمتلك ثروة كبيرة مرتبطة بأعمالها الأساسية إلى تبني نهج أكثر دقة في استثمار أصولها السائلة، سعياً إلى موازنة المخاطر وتحقيق التنوع عبر مختلف القطاعات.
وأضاف: في سياق منطقة الشرق الأوسط، تواجه الشركات العائلية تحديات وفرصاً فريدة، ونظراً للمشهد الثقافي والاقتصادي في المنطقة، غالباً ما تلعب الشركات العائلية دوراً مهماً في دفع النمو والتنمية، ومع ذلك فإن هذا يعني أيضاً أن الشركات العائلية يجب أن تتنقل عبر بيئات تنظيمية منظمة، وتتكيف مع الاتجاهات الاقتصادية المتغيرة وتعالج التحديات المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار العائلات الكبيرة الممتدة في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعقيدات في تخطيط الخلافة، ما يجعل من الضروري بالنسبة لنا تقديم المشورة والحلول المصممة خصيصاً، والتي تأخذ في الاعتبار هذه العوامل الإقليمية المميزة.
الاتجاهات المستقبلية
وأوضح برجر أنه مع استمرار دبي في ترسيخ مكانتها مركزاً اقتصادياً عالمياً، تواجه الشركات العائلية - حجر الزاوية في اقتصادها - مشهداً ديناميكياً، حيث يجب على هذه الشركات أن تتواءم مع التحولات التكنولوجية والتنظيمية والجيلية الحالية، التي بدورها تعد بالتحديات والفرص.
وأضاف: من أهم الاتجاهات، الوتيرة المتسارعة للتحولات بين الأجيال، حيث تدخل العديد من الشركات العائلية في دبي مرحلة يتم فيها تمرير القيادة إلى ورثة من جيل الألفية والجيل Z، ويجلب هؤلاء القادة الجدد وجهات نظر جديدة، وغالباً ما يعطون الأولوية للابتكار والتوسع العالمي مع موازنة القيم القديمة.
وذكر برجر أن تدفق المهنيين ذوي المهارات العالية الذين انتقلوا إلى دبي أدى إلى إعادة تشكيل المشهد بالنسبة للشركات العائلية، وبفضل بيئة الأعمال الديناميكية في دبي وبرامج التأشيرات المواتية وجاذبية نمط حياة يؤدي إلى تكثيف المنافسة على المواهب قد تلجأ الشركات لتقديم حزم تعويضات أكثر تنافسية لجذب المهنيين من الدرجة الأولى والاحتفاظ بهم، ما يؤدي إلى تمدد ميزانيات التشغيل وتضييق هوامش الربح.
وأضاف: علاوة على ذلك، لا يمكن تجاهل الديناميكيات الجيوسياسية والاقتصاد العالمي المتطور، وسوف يكون التوسع في أسواق جديدة، وبناء أعمال عبر الحدود والتحوط ضد التقلبات الإقليمية استراتيجيات أساسية، وسوف تبرز الشركات التي تتماشى مع نقاط قوتها التقليدية مع الابتكار والجيل الجديد من القيادة كرواد لازدهار المنطقة.
بيئة جذابة
وقال مشعل الفرس، رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى في شركة «جانس هاندرسون» لإدارة الأصول: لقد برز مركز دبي المالي العالمي بوصفه بيئة جاذبة للغاية للمكاتب العائلية مقارنة بالمراكز المالية العالمية الأخرى، إذ يوفر مركز دبي المالي العالمي إطاراً قانونياً عاماً قوياً ومعترفاً به دولياً، بما في ذلك اللوائح الصديقة للمكاتب العائلية.
وأضاف: يربط موقع دبي الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يجعلها مركزاً للشركات العاملة في هذه المناطق، ومن خلال مبادرات مثل مركز خدمة الوصايا في مركز دبي المالي العالمي، يمكن للمكاتب العائلية حماية الأصول وضمان الخلافة السلسة عبر الأجيال.
تكنولوجيا حيوية
وحول أبرز القطاعات التي تستهدفها الشركات العائلية للاستثمار فيها، قال: إن قطاع التكنولوجيا الحيوية يمر بنقطة تحول مدفوعة بزيادة في الاختراقات الطبية وسكان ميسورين، وتدرك العديد من مكاتب العائلات أن التقدم العلمي والتكنولوجي السريع لم يكن قط أكثر أهمية لتقدم المجتمع كما هو اليوم، وتتطلع بشكل متزايد إلى الاستثمار في «العصر الذهبي الثاني للابتكار الطبي الحيوي».
وأضاف: غالباً ما يخفق بعض مستثمري مكاتب العائلات عند الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية، وذلك من خلال التمسك بسهم واحد لفترة طويلة جداً أو تسعير الفرص العلمية والتجارية للعلاجات الأساسية بشكل خاطئ، في هذا القطاع عالي المخاطر وعالي العوائد، ومن الأهمية بمكان المشاركة بنشاط، ومعرفة متى يجب إضافة وتقليل المخاطر بشكل مناسب.
وذكر أن شركة «جانس هاندرسون» التي تأسست في عام 1934 توفر لمستثمري مكاتب العائلات خبرة استثمارية متخصصة والوصول إلى مجموعة واسعة من استراتيجيات الاستثمار لتعزيز وتنويع محافظهم الاستثمارية، ويعمل هذا النهج على تنمية النمو المستمر وأمن ثروة العائلة للأجيال القادمة.
الحفاظ على الثروة
وبين أن مكاتب العائلات تتمتع بميزات مختلفة مقارنة بمؤسسات الاستثمار الأخرى بسبب هيكلها وأهدافها وقيمها الفريدة، وغالباً ما تعطي الأولوية للحفاظ على الثروة عبر الأجيال، مع التركيز القوي على تخطيط الخلافة والحوكمة والإرث.
وعادة ما يكون لديهم ملف مخاطر متحفظ لحماية ثروة العائلة ويفضلون الذهاب إلى الاستثمارات التي تتماشى مع أعمالهم الأساسية أو الصناعات التي يعرفونها جيداً.
ولفت إلى أن القرارات غالباً ما تنطوي على أصحاب مصلحة متعددين، بمن في ذلك أفراد الأسرة الذين لديهم أولويات مختلفة، ويمكن أن تلعب الديناميكيات العاطفية والشخصية دوراً مهماً وهي تتطلب خدمات شخصية للغاية، بما في ذلك التخطيط العقاري، والعمل الخيري، والهياكل الضريبية الفعالة المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأسرة الفردية.
وقال إن العديد من المكاتب العائلية تركز اليوم على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة كمكون أساسي لاستراتيجياتها الاستثمارية، ويتماشى هذا التحول مع الاهتمام المتزايد بالاستثمار التأثيري والنتائج المستدامة للمستقبل، حيث إن نقل الثروة إلى الأجيال الأصغر سناً يدفع باتجاه التركيز على التعليم وهياكل الحوكمة ومواءمة استراتيجيات الاستثمار مع الأولويات الجديدة، مثل الاستدامة والابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، يعيد تشكيل كيفية إدارة المكاتب العائلية للمحافظ وتحليل البيانات والتفاعل مع العملاء.
وعلى نحو متزايد، سوف تسعى المكاتب العائلية إلى العمل كمستثمرين استراتيجيين، وتوجيه رأس المال إلى قطاعات تتماشى مع خطط التنويع الاقتصادي الوطني.
ومن المرجح أيضاً أن يكون هناك اهتمام مستمر بالاستثمارات البديلة، مع بقاء العقارات والأسهم الخاصة وصناديق التحوط مجالات اهتمام رئيسية للمكاتب العائلية التي تسعى إلى تحقيق عوائد أعلى ونمو طويل الأجل، خاصة وأن الأصول التقليدية قد تحقق عوائد أقل وسط تقلبات السوق.
موقع استراتيجي
وقالت آن كيلس، مديرة منطقة مجلس التعاون الخليجي لمركز «جيرسي فاينانس»: إن مركز دبي المالي العالمي يقدم بيئة فريدة للمكاتب العائلية، حيث يجمع بين إطار تنظيمي قوي وبيئة تشغيلية ذات كفاءة ضريبية.
حيث يتيح المركز ملكية أجنبية بنسبة 100 %، دون قيود على رأس المال، بالإضافة إلى أن دبي تحظى بمجموعة متنوعة من الهياكل القانونية المخصصة للشركات العائلية، مثل المكاتب العائلية، والمؤسسات، والشركات القابضة.
وأضافت: مقارنة بالمراكز المالية العالمية الأخرى، يتميز مركز دبي المالي العالمي بموقعه الاستراتيجي وبنيته التحتية الحديثة والتزامه بالشفافية التنظيمية، ما يجعله مركزاً جذاباً للمكاتب العائلية التي تسعى إلى توحيد وتأهيل إدارة ثرواتها وتخطيط انتقالها.
وفيما يتعلق بالقطاعات المستهدفة، أفادت كيلس بأن استثمارات الشركات العائلية في قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة النظيفة تتزايد، ومع ذلك لا يزال قطاع التكنولوجيا مسيطراً مع التقدم في مجال الأمن السيبراني والخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي.
وتابعت: يمثل قطاع الرعاية الصحية محوراً رئيسياً، مع الابتكارات في مجالات الرعاية الصحية عن بُعد والطب الشخصي، كما أن الاستثمارات في الطاقة النظيفة في تزايد، نظراً للدفع العالمي نحو الحياد الكربوني، مع اهتمام كبير بتقنيات الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين.
وحول استراتيجية انتقال الثروة بين الأجيال، ذكرت كيلس أن دعم الشركات العائلية في نقل الثروة يتضمن تأسيس رسالة مشتركة، وتنفيذ هياكل حوكمة عائلية، مع إعطاء الأولوية للتعليم والتواصل، ونحن نساعد الشركات التابعة لمركز «جيرسي فاينانس» المالي الدولي في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل واسع على وضع دستور عائلي يحدد قيمهم الأساسية ورؤيتهم.
كما نقدم الدعم في إنشاء مجالس عائلية وهياكل ملكية لضمان اتخاذ القرارات بسلاسة وتخطيط الانتقال بين الأجيال. وأشارت إلى أن عملاء الشركات العائلية غالباً ما يتطلبون خدمات أكثر تخصيصاً وشمولية مقارنة بالمؤسسات الاستثمارية الأخرى، ويسعى العملاء من الشركات العائلية إلى حلول شاملة لإدارة الثروات المتكاملة التي تشمل، ليس فقط الاستشارات الاستثمارية، بل أيضاً تخطيط التعاقب القيادي، وتحسين الضرائب، وتخطيط الانتقال بين الأجيال.
كما تقدر الشركات العائلية السرية والعلاقات طويلة الأجل، مع التركيز على الحفاظ على الثروة عبر الأجيال بدلاً من السعي لتحقيق الأرباح القصيرة الأجل.
وأضافت: عادة ما يمتلك هؤلاء العملاء أوضاعاً مالية معقدة تتطلب فهماً أعمق لأهدافهم وتحدياتهم الفريدة، على سبيل المثال، تواجه العديد من الشركات العائلية تحدي مواءمة الرؤى المختلفة للأجيال المتعددة المشاركة في العمل، قد يحتاجون إلى توجيه حول كيفية انتقال القيادة والملكية بسلاسة إلى الجيل التالي مع الحفاظ على نزاهة وقيم تراث العائلة.
التحول الرقمي
ولفتت كيلس إلى أن الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر في المكاتب العائلية في مركز دبي المالي العالمي تشمل زيادة نمو التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، والتركيز المتزايد على الاستدامة ومعايير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.
والأهمية المتزايدة لتخطيط الانتقال بين الأجيال، كما يعمل مركز دبي المالي العالمي على تعزيز بيئته من خلال مبادرات مثل «مركز الثروة العائلية»، الذي يوفر دعماً شاملاً للأعمال العائلية، بما في ذلك خدمات استشارية، وبرامج تعليمية، وحل المنازعات.
وقال باس كويمان، الرئيس التنفيذي ومدير الأصول في شركة «دي إتش إف كابيتال» للخدمات المالية والحلول الاستشارية: إن مركز دبي المالي العالمي يتميز بوجود مركز الثروات العائلية الذي يوفر نظاماً متكاملاً مصمماً خصيصاً للشركات العائلية، ويوفر الإطار التنظيمي المتقدم والكفاءة الضريبية والوصول إلى الأسواق العالمية مزايا تنافسية كبيرة.
وأشار إلى تركيز المركز على الحفاظ على الثروة وتخطيط التعاقب وهياكل الحوكمة، الأمر الذي يعزز من جاذبيته، كما أن موقعه الاستراتيجي كجسر يربط بين الشرق والغرب يمنحه ميزة فريدة للشركات العائلية الباحثة عن فرص في الأسواق الناشئة والمستقرة.
وأفاد بأن الشركات العائلية تركز على الاستثمار في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والرعاية الصحية، وتحظى التكنولوجيا، خصوصاً الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، باهتمام كبير، نظراً لإمكانات الابتكار التي تقدمها.
وتابع: الاستثمارات في الطاقة المتجددة تتماشى مع أهداف الاستدامة، ما يوفر فرصاً مربحة طويلة الأجل، كذلك يواصل قطاع الرعاية الصحية جذب الاهتمام بفضل التطورات في التكنولوجيا الطبية والطلب العالمي المتزايد، ولا يزال الاستثمار في العقارات ضمن المناطق عالية النمو ركيزة أساسية في محافظ الشركات العائلية.
وذكر أن الشركات العائلية تركز على الحفاظ على الثروة طويلة الأجل والإرث والاستثمارات القائمة على القيم، على عكس المؤسسات التي تركز على العوائد قصيرة الأجل، غالباً ما تشمل قرارات الشركات العائلية عوامل عائلية تتطلب حلولاً مالية وشخصية مخصصة، كما تولي أهمية كبيرة للتخطيط بين الأجيال والأعمال الخيرية والمواءمة مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، ما يستدعي نهجاً استشارياً أكثر تفرداً.
ولفت إلى أن من أبرز الاتجاهات في دبي زيادة إنشاء المكاتب العائلية، مع التركيز على الحفاظ على الثروة، فوفقاً لدراسة أجرتها «كي بي إم جي»، فإن أكثر من نصف المكاتب العائلية في الإمارات تأسست بهدف الحفاظ على الثروة.
وأضاف: تستمر الإمارات، وخاصة دبي، في جذب الأفراد ذوي الثروات العالية، حيث انتقل إليها نحو 8500 مليونير جديد في عام 2023، هذا التحول يعزز الطلب على حلول إدارة الثروات الموجهة للشركات العائلية.
لذلك فإن البيئة التنظيمية المتقدمة وموقع مركز دبي المالي العالمي الاستراتيجي يجعلان منه مركزاً مثالياً لهذه المكاتب، كما أن الاستثمار المستدام والتحول الرقمي ومشاركة الجيل الجديد في إدارة الأعمال العائلية ستشكل ملامح المستقبل في مركز دبي المالي العالمي.
الابتكار والمرونة
وقال عامر مالك، المدير التنفيذي رئيس وحدة الشرق الأوسط الدولية لدى «لومبارد أودييه»، إن مركز دبي المالي العالمي نجح في ترسيخ مكانته ضمن المراكز المالية الرائدة على مستوى العالم، ولا سيما للشركات العائلية، فهو يوازي في كثير من الجوانب المراكز المالية العالمية الكبرى مثل لندن ونيويورك وسنغافورة، ويوفر إطاراً تنظيمياً صلباً مع مجموعة واسعة من الخدمات والسياسات المرنة.
وأضاف: أهم ما يميز مركز دبي المالي العالمي قدرته على تلبية الاحتياجات الخاصة بالشركات العائلية في هذه المنطقة على وجه التحديد، سواء إدارة الثروات أو تخطيط التعاقب والوراثة أو انتقال الثروة، ويجمع المركز بين الموقع الاستراتيجي والابتكار واللوائح التنظيمية المرنة والداعمة للأعمال، ما يجعله خياراً جاذباً للشركات العائلية، ليس فقط في المنطقة، بل من كل أنحاء العالم.
وذكر أن قطاعات السياحة والضيافة والعقارات والبنية التحتية تبقى الأكثر جاذبية بالنسبة للشركات العائلية في الإمارات، وبخاصة في ظل التطورات الواسعة في دبي وأبوظبي، ومن القطاعات البارزة أيضاً التكنولوجيا.
حيث أبدت المكاتب العائلية اهتمامها بالشركات الناشئة ومشاريع التحول الرقمي، ولا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والأمن السيبراني. وأضاف: نشهد كذلك تركيزاً متزايداً على الطاقة المتجددة، لا سيما وأن الإمارات تعمل على ترسيخ مكانته الريادية في مجال الاستدامة، حيث وضعت العديد من المبادرات، أبرزها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
نقل الثروة
وأردف: علاوة على ما سبق، نشهد نمو استثمارات الرعاية الصحية، مدفوعة بالطلب المتزايد على التقنيات الطبية المتقدمة وخدمات الرعاية الصحية، بما يتماشى مع جهود الدولة لتطوير البنية التحتية للرعاية الصحية، وتعكس هذه القطاعات استراتيجية شاملة للتنويع في استثمارات الشركات العائلية سعياً لمواكبة الأهداف الاقتصادية طويلة الأجل للدولة وأبرز التوجهات الناشئة.
وأضاف مالك: نحن في «لومبارد أودييه»، ندرك التعقيدات والخصوصيات التي تحملها عملية نقل الثروة بين الأجيال بالنسبة للشركات العائلية، وبناء عليه فإن نهجنا مصمم بعناية لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل عائلة، لضمان مراعاة أهدافها وقيمها ورؤيتها كأولوية في عملية التخطيط.
وقال: نتعاون تعاوناً وثيقاً مع العائلات لبناء خطط تعاقب مناسبة لتطلعاتها وتأخذ اعتبارات إضافية، فلا تقتصر على الجوانب المالية، فخبراتنا تشمل هياكل الحوكمة، وتخطيط الوراثة، والأطر القانونية، والتعامل بفعالية مع السياسات الضريبية، ويبقى هدفنا هو الحفاظ على الثروة، ومعالجة احتياجات العائلة وتطلعاتها الشاملة، كأن نضمن مثلاً أن الجيل القادم يمتلك المعارف والخبرات المالية والجاهزية لتولي مناصب قيادية.
الإرث العائلي
وتابع: غالباً ما تختلف متطلبات العملاء من الشركات العائلية عن متطلبات المؤسسات الاستثمارية الأخرى نتيجة عوامل فريدة، كمراعاة اعتبارات الثروة والإرث العائلي، ويركز العملاء من المؤسسات الاستثمارية على كسب العوائد المالية بشكل رئيسي، أما الشركات العائلية فتعطي الأولوية للاستمرارية على المدى البعيد، والتعاقب ونقل الثروة بين الأجيال بسلاسة، والحفاظ على قيم العائلة وموروثها الخاص.
وأضاف: نحن نسعى إلى أن نقدم نهجاً خاصاً مصمماً بحسب احتياجات العميل، وبالتالي نساعد الشركات العائلية في التخطيط للتعاقب والحوكمة ومواءمة الاستثمارات مع الأهداف العائلية الشاملة، وندعم عملاءنا من الشركات العائلية في إدارة الجوانب المادية والإنسانية في عملية اتخاذ القرارات، ويشمل ذلك تسهيل الحوار العائلي.
ومعالجة أي نزاعات محتملة، وإعداد الجيل القادم لتحمل مسؤولية الإرث العائلي والحفاظ على الشركة. وتوقع مالك أن تتأثر الشركات العائلية في مركز دبي المالي العالمي خلال السنوات القادمة بالعديد من التوجهات البارزة، حيث سنشهد تركيزاً متزايداً على الاستدامة والاستثمار الهادف والعمل الخيري، وسيبحث العديد من العائلات عن استثمارات تجسد قيمها.
كما سيلعب التحول الرقمي دوراً مهماً في ظل تبني الشركات تقنيات جديدة تبسط العمليات وتعزز النمو، من جهة أخرى، ستزداد أهمية الحوكمة وتخطيط التعاقب مع توجه العائلات لإعداد الجيل القادم من القادة، وأخيراً سيستمر تطور وازدهار البيئة التنظيمية في مركز دبي المالي العالمي لضمان حفاظه على تنافسيته واعتماده للمعايير الدولية، ما يوفر فرصاً جديدة للنمو.
رقم قياسي في عدد الشركات
يتوقع مركز دبي المالي العالمي تسجيل رقم قياسي في عدد الشركات التي سوف تتأسس العام المقبل، كما يبني ثلاثة أبراج مكتبية جديدة لتلبية الطلب المتوقع. وتتأهب دبي لتصبح الوجهة الأولى للمليونيرات الذين يغيرون محل إقامتهم هذا العام.
وفقاً لتقرير من شركة «هينلي آند بارتنرز» الاستشارية المتخصصة في الهجرة. ودفع تدفق بعض أكبر صناديق التحوط في العالم، مثل «ميلينيوم مانجمنتو» و«بالياسني آسيت مانجمنت»، عدد العاملين بهذا القطاع في دبي إلى أكثر من 1000 شخص، وفق تقرير نشرته «بلومبيرغ نيوز».
وتعد دبي الآن واحدة من بين أفضل عشرة مواقع في العالم لنشاط صناديق التحوط. وبناءً على المسار الحالي، فإن الإمارة في سبيلها لأن تصبح من بين أفضل خمسة مواقع في السنوات المقبلة.
ومنذ تأسيسه في عام 2004، لعب مركز دبي المالي العالمي دوراً محورياً في دعم الشركات العائلية، معززاً قدرتها على النمو والتوسع في الأسواق المحلية والعالمية، وباعتباره من أبرز المراكز المالية العالمية، يوفر المركز بيئة قانونية وتنظيمية متكاملة تناسب احتياجات الشركات العائلية التي تسعى إلى الاستدامة بين الأجيال وتعزيز إدارتها المالية والمهنية.
0 تعليق