شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: مؤشرات فشل 9 كانون الثاني تتزايد واللوبي ضد العماد عون يعود بقوة - جورنالك ليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 03:43 صباحاً
مع استمرار الغموض الكبير حول الدور الذي يمكن ان يلعبه اي رئيس للجمهورية في لبنان، إن بسبب الانقسامات الكبيرة الداخلية وهي من طبيعة الوضع اللبناني، او بسبب عدم توافر صلاحيات واسعة للرئيس تمكّنه من ان يحوّل الصفة التي تعطى له (رأس الدولة) الى واقع ملموس، فإن الانتخابات الرئاسية تتسيّد الساحة وتكاد تكون الشغل الشاغل الوحيد، فيما المشاكل والتعقيدات التي تضرب لبنان اكثر من ان يتم حصرها وعدّها... وعليه ، مع اقتراب موعد 9 كانون الثاني الذي كان حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية، وأعطاه كل الزخم المطلوب حتى انه كاد ان يجزم بأن هوية الرئيس ستخرج الى العلن في هذا التاريخ، القى منخفض جوي سياسي بتأثيره وساد ضباب كثيف طريق البرلمان، فأصبحت الرؤية غير واضحة للخروج بنتيجة ايجابية من الجلسة الانتخابية، وتراجعت شيئاً فشيئاً اسهم التفاؤل الكبير من دون ان تلفظ انفاسها الاخيرة بعد.
اما الحراك الاكبر فكان من قبل النواب ورؤساء الكتل الذين "استنفروا" ونسوا عطلة الاعياد ولم يقبلوا أخذ عطلة سياسية قصيرة، فزاد نشاطهم بعد ان ارتفعت اسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون في بورصة المرشحين الرئاسيين، وخلطوا كل اوراقهم للوقوف في وجه هذا الترشيح. ومن اغرب ما تم تداوله في هذا الاطار فتح قنوات الاتصال بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب القوات اللبنانية، وقيل ان التيار بات اقرب الى قبول تأييد رئيس الحزب اللدود سمير جعجع للتقليل من فرص نجاح عون، فيما خرجت اصوات قواتية للتوضيح ان القوات لم تعلن بالاصل دعمها لقائد الجيش، فيما تمسك الثنائي الشيعي بعدم رغبته في اجراء اي تعديل دستوري، اي بمعنى آخر ابقاء السواتر الترابية امام العماد عون.
هكذا، وبعد ان كان مدّ قائد الجيش كان وصل الى ابواب المجلس النيابي، صار الاسم بالجزر وها هو يتراجع الى حدود الشاطئ حيث اسماء كثيرة واقفة تنتظر مصيرها النهائي والرسمي. في هذه اللوحة الرئاسية، اسماء كثيرة تزيد من اجواء التشاؤم في امكان انتخاب رئيس جديد يوم التاسع من كانون الثاني المقبل، خصوصاً اذا ما انقسمت اصوات النواب الـ128، ويصبح عندها من المستحيل الحصول على 86 صوتاً او65 في مرحلة ثانية لاي مرشح مهما كان اسمه.
اما ما يحكى عن دعم اميركي تام لهذا المرشح او ذاك، فمن الواضح ان الاميركيين لا يقفون عند حدود اي شخص بغض النظر عن اسمه، وانه اذا تأمنت مصالحهم وسبل تحويل افكارهم الى امر واقع، مع اي رئيس، فلن يقفوا عائقاً امام اي اسم ولو انهم يحبذون مرشحاً معيّناً، ولكنهم لن يوقفوا كل شيء من اجل شخص. الامر نفسه ينطبق على دول اوروبية حليفة للاميركيين، وعلى دول اقليمية ودولية معنية بالوضع اللبناني، اذ تجزم مصادر ان اي دولة غير متمسكة بترشيخ شخص محدد، الا ان التركيز هو على عدم وجوب ان تحمل اي شخصية عوامل الاستفزاز والتحدي لاحد، حتى لحزب الله وحركة "امل".
هذه هي المشهدية التي تسود الوضع الانتخابي الرئاسي حالياً، والتي يمكن ان تتغيّر الى الافضل او الاسوأ، وفق تطورات الاوضاع في لبنان والدول المحيطة به، وبالتحديد سوريا، لانه سيتأثر حتماً بكل المتغيّرات التي تتسارع في المنطقة، ونصيحة بوجوب عدم اسقاط اي طرف من المعادلة اللبنانية، الى ان تتضح الصورة بشكل شبه تام، كيلا يدفع احد ثمن لحظة اندفاع او حملة زائدة.
0 تعليق