يعد عام 2024 عامًا قاسيًا لغابات الأمازون المطيرة، إذ دمرت حرائق الغابات المتفشية والجفاف الشديد، أجزاء كبيرة من ذلك النظام البيئي الذي يعد ثقلا موازنًا ومعادلًا حاسمًا لتغير المناخ.
وأسهم المناخ الاحتراري في تفاقم الجفاف، مما أدى إلى أسوأ عام من الحرائق منذ عام 2005، فيما أسهمت تلك الحرائق بدورها في إزالة الغابات.

غابات الأمازون المطيرة

وتشتبه السلطات في أن بعض الحرائق أشعلت عمدا لتسهيل عملية تطهير الأراضي، لاستخدامها في تربية الماشية.
ويبلغ حجم غابات "الأمازون" ضعف حجم الهند وتمتد عبر ثماني دول وإقليم واحد، وتخزن كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون الذي من شأنه أن يرفع درجة حرارة الكوكب.
ولديها حوالي 20% من المياه العذبة في العالم والتنوع البيولوجي المذهل، بما في ذلك 16 ألف نوع من الأشجار المعروفة.

معدلات تنذر بالخطر

لكن الحكومات نظرت إليها تاريخيًا على أنها منطقة يجب استغلالها، مع القليل من الاهتمام بالاستدامة أو حقوق شعوبها الأصلية.
ويقول الخبراء إن الاستغلال من قبل الأفراد والجريمة المنظمة يتزايد بمعدلات تنذر بالخطر.
كانت اجتاحت عشرات الآلاف من الحرائق منطقة الأمازون البرازيلية خلال موسم حرائق الغابات الذي انتهى أخيرًا، بحسب منظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" المعنية بحماية البيئة.

تدمير الحرائق مساحات واسعة

ودمرت الحرائق مساحة تعادل مساحة إيطاليا تقريبًا، ومنذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر، سجل نحو 135 ألف حريق، وفقًا للبيانات التي صدرت أخيرًا عن معهد أبحاث الفضاء، المسؤول عن المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
وأوضح المعهد أن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 44% تقريبًا عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفي منطقة الأمازون تضررت مساحة 130 ألف كيلومتر مربع من الحرائق.
كما سجل نحو 80 ألف حريق في منطقة السهول العشبية في سيرادو- بزيادة تبلغ نحو 64% مقارنة بالعام السابق.
وفي بانتانال شهدت الأراضي الرطبة 14500 حريق غابات، بزيادة قدرها 140% تقريبًا، فيما قال الصندوق العالمي للطبيعة إن إجمالي 300 ألف كيلومتر مربع تضررت في المناطق الثلاث.