واصلت دولة الإمارات في عام 2024 دورها الريادي في العمل الإنساني، وكانت وستظل خير سند وداعم للأشقاء، عبر نهجها الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لهم في الظروف المختلفة، وكان العام الجاري حافلاً بالمبادرات الإنسانية للدولة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

غزة

وتصدرت الإمارات قائمة الدول الأكثر دعماً لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وحتى نهاية نوفمبر الماضي، بإجمالي 828 مليون دولار، وبنسبة 42 % من مجمل المساعدات المقدمة. وركزت جهودها على دعم القطاعات الحيوية المختلفة، وقدمت المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، وصلت الدفعة الثامنة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وشملت 28 شخصاً محتاجين للرعاية الطبية، بالإضافة إلى 35 مرافقاً من عائلاتهم.

عملية «الفارس الشهم 3»، التي أطلقتها دولة الإمارات استجابة للأزمة في غزة، واصلت عملياتها الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة، ليبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق أكثر من 28 ألف طن، أسهمت إلى حد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، لتواصل عملياتها الشاملة من خلال إطلاق مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين، كما تم إطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، بالإضافة لمبادرة إجلاء 1000 طفل و1000 من مصابي السرطان من قطاع غزة إلى الإمارات، بهدف توفير العلاج الطبي المتخصص لهم، فيما واصلت إرسال المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً إلى القطاع.

وضمن عملية «الفارس الشهم 3» لدعم الأشقاء الفلسطينيين، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، توزيع الملابس الشتوية والوجبات الغذائية على أهالي قطاع غزة، ووزعت فرق الهيئة 81 ألف قطعة من الملابس الشتوية على سكان عدة مناطق في القطاع. وفي سياق جهودها الإغاثية الإنسانية تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تشغيل 16 مطبخاً خيرياً لتوزيع الوجبات الغذائية على النازحين في محافظات القطاع، استفاد منها 8000 أسرة تضم 32000 فرد.

وأطلقت هيئة الهلال الأحمر، ضمن «عملية الفارس الشهم 3»، قافلة مساعدات إنسانية لسكان القطاع، ضمن حملتها الشتوية السنوية «أنتم الأيادي الدافئة»، حيث تتضمن نحو1.65 مليون قطعة من الملابس الشتوية والأغطية للتدفئة لمواجهة البرد. وحرصت الإمارات على تدشين 6 محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية يستفيد منها أكثر من مليون نسمة في داخل القطاع، كما نفذت مشروعات إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خانيونس وشمال غزة، فضلاً عن حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في المحافظات ومراكز الإيواء المختلفة.

كما أطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات، بتنفيذ الإسقاط الـ«53» وتم خلال هذه العملية إسقاط 80 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية ليبلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية «طيور الخير» إلى 3623 طناً.

وواصل المستشفى الميداني الإماراتي في القطاع، استقبال المرضى من الأشقاء الفلسطينيين بمختلف فئاتهم والذين يحصلون على خدماته العلاجية والطبية على مدار الساعة، وذلك في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لتقديم العون إلى سكان القطاع، باستقبال أكثر من 48700 حالة مرضية من الرجال والنساء والأطفال منذ افتتاحه، وأجرى الفريق الطبي في المستشفى أكثر من 1780 عملية جراحية ما بين بسيطة ومتوسطة وخطيرة بمختلف أنواعها كالعظام والأعصاب والجراحات العامة، وقدمت دولة الإمارات أيضاً 10 سيارات إسعاف و400 طن من المساعدات الطبية دعماً للقطاع الصحي هناك.

كما وصلت إلى معبر رفح، قافلة مساعدات إنسانية إماراتية مخصصة لسكان القطاع، ضمن الحملة الشتوية السنوية «أنتم الأيادي الدافئة» التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن «عملية الفارس الشهم 3»، وتتكون القافلة من 10 شاحنات تتضمن نحو مليون و650 ألف قطعة من الملابس الشتوية والأغطية للتدفئة لمواجهة البرد القارس خلال فصل الشتاء خاصة الذين يتواجدون في المخيمات التي تفتقر للكثير من مقومات الحياة.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جاء إعلان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تخصيص دولة الإمارات 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وتواصل الإمارات منذ بدء الأزمة في غزة المساعدات الإغاثية والغذائية لسكان القطاع، وتوفير الاحتياجات الأساسية كافة للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية التي يعانونها، وذلك انطلاقاً من قيم العطاء والتضامن الإنساني الراسخة لديها تجاه دعم الأشقاء في أوقات الأزمات.
لبنان
وتجاوباً مع ما مر به لبنان من ظروف صعبة، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق، وتنفيذاً لتوجيهات سموه أطلقت الإمارات حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم «الإمارات معك يا لبنان»، كما وجه سموه بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.

وأرسلت دولة الإمارات نحو 21 طائرة دعماً للأشقاء اللبنانيين (3 منها إلى سوريا)، حملت على متنها 772 طناً، بالإضافة إلى باخرة حملت 2000 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة، وفي 20 ديسمبر الجاري أرسلت الإمارات باخرة المساعدات الإغاثية الإماراتية الثانية إلى ميناء بيروت، بحمولة تصل إلى 3000 طن من المواد الإغاثية المتنوعة.

وفي إطار حملة «الإمارات معك يا لبنان» وصل حجم مساعدات هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للأمهات اللبنانيات، إلى 6 طائرات حملت 240 طناً من المستلزمات الخاصة بالأمهات اللبنانيات.

دبي الإنسانية

وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سهّلت «دبي الإنسانية» نقل شحنات إغاثة عاجلة ضمت 192 طناً من المستلزمات والمواد الإغاثية لدعم الأشقاء اللبنانيين والتخفيف من معاناتهم ولتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتولت «دبي الإنسانية» عملية النقل البري لشحنات الإغاثة العاجلة، التي قدمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بما يضمن إيصال كميات أكبر من المواد الإغاثية بفاعلية وسرعة إلى الشعب اللبناني.

وفي هذا الصدد، قدمت قافلة تضم 27 شاحنة، بتمويل من صندوق الأثر الإنساني العالمي التابع لدبي الإنسانية والمخصص لدعم المهمات الإنسانية العاجلة من دبي إلى العالم.

وضمن هذا التحرك الإنساني الإماراتي، حرصت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، على إطلاق مبادرتها تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان، عبر «المدرسة الرقمية» لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي، بسبب الأحداث الراهنة التي يمر بها لبنان.

وقدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات طبية متنوعة لدعم القطاع الصحي في لبنان لتعزيز خدمات القطاع الطبي هناك ودعم قدرات الصليب الأحمر اللبناني الذي يضطلع بدور إنساني وصحي كبير على ساحته المحلية.

السودان

ودعمت دولة الإمارات كافة الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتعهدت في 17 أبريل الماضي بتقديم 100 مليون دولار دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، وأطلقت في سبتمبر الماضي مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 ملايين دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة السودانية.

وقدمت الإمارات خلال العقد الماضي أكثر من 3.5 مليارات دولار كمساعدات للشعب السوداني، مما يؤكد التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات، لتواصل تحركاتها الإنسانية لدعم الشعب السوداني داخل السودان وخارجها، حيث قدمت 30 ألف سلة غذائية لدعم اللاجئين في مخيم كيرياندونغو بأوغندا، ضمن برامجها التي تستهدف مد يد العون لقرابة 100 ألف شخص في إطار المرحلة الثانية ‏من المساعدات الإنسانية الإماراتية الموجّهة للاجئين السودانيين التي بدأت تنفيذها مطلع شهر أبريل الماضي.

وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نقلت «دبي الإنسانية» 90 طناً مساعدات لدعم الشعب السوداني.

اليمن

وحرصت دولة الإمارات على دعم اليمن بمساعدات إنسانية وإغاثية تعكس التزامها بدعم الأشقاء اليمنيين، من خلال مشاريع إنسانية وتنموية تهدف إلى تحسين جودة حياتهم، وتعزيز الاستقرار في محافظات البلاد.

وافتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الوحدة الصحية في منطقة المصينعة التابعة لمديرية الريدة وقصيعر، في محافظة حضرموت اليمنية، بعد عملية ترميم شاملة تضمنت إعادة تأهيل المبنى، وتزويده بالأثاث الجديد، والمعدات الطبية الحديثة، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمحاليل الوريدية اللازمة، ضمن حملة «نبض الشرق»، التي تنفذ بدعم من دولة الإمارات.

وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة «كسوة الشتاء» في عدد من المناطق النائية والصحراوية في محافظة شبوة اليمنية، بهدف توفير الملابس والاحتياجات الشتوية الضرورية للأسر الأشد فقراً والنازحين والبدو الرحل الذين تأثروا بموجة البرد القارس التي تجتاح المحافظة.

وتتضمن الحملة توزيع الألبسة الشتوية والبطانيات على النازحين والبدو الرحل والأسر الأشد فقراً، الذين يقطنون في المناطق النائية والصحراوية في المحافظة، متوقعاً أن يستفيد منها 1520 فرداً.

كما تكفلت الهيئة بعلاج الطفلة اليمنية «إمارات محمد» ذات السبع سنوات التي تعاني من ورم سرطاني في أعلى الساق، وأجريت لها عملية تحت إشراف فريق طبي جراحي بأحد المستشفيات المتخصصة بجمهورية مصر العربية، تم خلالها استئصال الورم وتكللت العملية بالنجاح، وهي الآن تتماثل للشفاء وتخضع للعلاج الكيميائي والإشعاعي الموضعي. وبهدف تعزيز الأمن الغذائي وتلبية احتياجات السكان المحليين، دشنت «الهلال الأحمر» المرحلة الأولى من حملة دعم المخابز الخيرية في مديرية المكلا والشحر وغيل باوزير بمحافظة حضرموت.