تواصل لعنة كأس الخليج العربي مطاردتها للمنتخبات المتوّجة ببطولة كأس آسيا، حيث أصبح المنتخب القطري آخر ضحايا هذه الظاهرة التي بدأت منذ عقود، وودّعت قطر، بطلة آسيا 2019، منافسات «خليجي 26» بعد تعادلها 1-1 مع الكويت، مكتفيةً بنقطتين لتتذيل ترتيب المجموعة الأولى، بينما حسم منتخبا عمان والكويت بطاقتي التأهل إلى نصف النهائي.

بدأت هذه اللعنة منذ عام 1982، عندما تمكن منتخب الكويت من الجمع بين لقبي كأس الخليج وكأس آسيا، ومنذ ذلك الحين، لم ينجح أي بطل آسيوي في تحقيق لقب كأس الخليج.

رغم تحقيق الأخضر لقب كأس آسيا ثلاث مرات، 1984، 1988، و1996 فإنه يعجز عن التتويج بكأس الخليج في المشاركات التالية، ففي نسخة 1986، اكتفى بالمركز الثالث، وفي 1988، حقق الوصافة على أرضه، و1996 جاء المنتخب السعودي في المركز الثاني خلف الكويت بفارق نقطة واحدة.

توّج منتخب العراق بلقب آسيا 2007، لكنه عانى في خليجي 19 عام 2009، حيث خرج من الدور الأول بحصيلة نقطة واحدة فقط، وفي 2010 وصل العراق إلى نصف النهائي لكنه ودّع البطولة أمام الكويت بركلات الترجيح.

بعد فوز قطر بكأس آسيا 2019، استضافت نسخة «خليجي 24»، لكنها خرجت من نصف النهائي أمام السعودية، قطر التي كانت لا تزال بطلة آسيا، ودّعت خليجي 25 من نصف النهائي بعد خسارتها أمام العراق 1-2، وخرجت أيضاً في 2024 مبكراً من دور المجموعات في خليجي 26 لصالح البحرين والكويت.

يظل منتخب الكويت الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة، حيث نجح في الجمع بين لقبي كأس آسيا وكأس الخليج عام 1982، ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن أي فريق آخر من تحقيق هذا الإنجاز، ولا يقتصر الأمر على منتخب بعينه، بل إن أبطال آسيا جميعاً منذ ثمانينيات القرن الماضي فشلوا في معادلة إنجاز الكويت، هذه الإحصائية تعكس الفجوة بين النجاح القاري والتحديات الإقليمية، التي يبدو أنها تشكل عقبة كبرى أمام المنتخبات الكبرى.

وتُبرز هذه الظاهرة تحديات إضافية أمام المنتخبات الكبيرة في تكرار النجاحات على المستويات الإقليمية، ومع خروج قطر من خليجي 26، تزداد التساؤلات حول أسباب هذه اللعنة التي تصاحب أبطال آسيا في البطولات الخليجية.