السودان 2024... عام مميت من القتال والمجاعة والأمراض - جورنالك في الثلاثاء 12:12 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: السودان 2024... عام مميت من القتال والمجاعة والأمراض - جورنالك في الثلاثاء 12:12 صباحاً اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 12:12 صباحاً

مثَل العام 2024 امتداداً لمعاناة السودانيين المستمرة لما يقارب العامين جراء القتال الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتحولت حياة الملايين لكابوس بعد أن تدحرجت كرة اللهب لتلتهم أكثر من ثلثي ولايات البلاد وتسقط مئات الآلاف من المدنيين بين قتيل ومصاب.

وتشرد ما يزيد عن العشرة ملايين ما بين نازح ولاجئ بدول الجوار، ومن لم يمت بالرصاص مات بالمجاعة والأمراض، إذ لا يزال الملايين داخل مناطق الصراع يكابدون في سبيل البقاء على قيد الحياة مع شح في الغذاء والدواء ومياه الشرب ما خلق أزمة إنسانية هي الأكثر سوءاً بحسب الأمم المتحدة.

يواجه السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث إنهم أصبحوا يمثلون 10 في المائة من جميع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في العالم البالغ عددهم نحو 305 ملايين شخص.

وصنف تقرير أممي السودان في صدارة قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية لعام 2024، وشردت الحرب أكثر من 14 مليون شخص منهم 11.3 مليوناً نزحوا داخلياً، وما يزيد عن 3 ملايين عبروا الحدود إلى بلدان أخرى، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، قتلت الحرب في السودان أكثر من 60 ألف شخص في العاصمة الخرطوم وحدها وعشرات الآلاف في المناطق الأخرى التي شملتها الحرب التي تمددت في أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد.

تفشي الأوبئة

ولعل واحدة من أكبر المخاطر التي واجهت السودانيين خلال العام 2024 هو تفشي الأوبئة بشكل مخيف في ظل انعدام الأدوية وشحها لا سيما في الولايات البعيدة أو تلك التي تشهد عمليات عسكرية نشطة، إذ انتشرت أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في أكثر من نصف ولايات البلاد، وأحدثت خسائر كبيرة في الأرواح، يأتي ذلك في ظل تردي الخدمات الصحية وتوقف حوالي 80% من المستشفيات والمراكز الصحية.

وكشفت وزارة الصحة أن السودان تواجه نقصاً حاداً في الأدوية بعد نهب مخازن تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 600 مليون دولار. وبلغت خسائر القطاع الصحي في السودان منذ بدء الحرب 11 مليار دولار، كما تسببت الحرب في فقدان أكثر من 60 فرداً من الكوادر الطبية، التي أنقذت النظام الصحي في السودان من الانهيار الكامل.

وأكدت منظمات أممية أن الأزمة الصحية التي يمر بها السودان غير مسبوقة، فضلاً عن صعوبة الوصول إلى جميع مناطق السودان بسبب الأوضاع الأمنية، ما يمثل أكبر التحديات التي نواجهها، إضافة إلى نقص التمويل.

ووفقاً لآخر التقارير الصادرة عن مركز الطوارئ التابع لوزارة الصحة السودانية ارتفع المعدل التراكمي للإصابة بمرض الكوليرا إلى أكثر من 47 ألف إصابة بينها 1235 حالة وفاة في 81 محلية في 11 ولاية من جملة ولايات البلاد الـ18 وسجلت ولايات كسلا، القضارف، الخرطوم، البحر الأحمر أعلى نسبة من الإصابة بالكوليرا.

وفيما يلي حمى الضنك التي أكد تقرير الوضع الوبائي لحمى الضنك، أن معدل تراكمي الإصابات بلغ (8572) إصابة، ومن بينها (16) حالة وفاة، في (37) محلية من (9) ولايات، منوهاً إلى أن أكثر الولايات تسجيلاً كسلا، القضارف، الخرطوم، البحر الأحمر.

وحول الوضع الوبائي للحصبة كشفت آخر تقارير وزارة الصحة السودانية أن المعدل التراكمي للإصابات بلغ (777) إصابة، ومنها (10) حالات وفاة، من (39) محلية في (12) ولاية، مبيناً أن كسلا، القضارف، نهر النيل، والبحر الأحمر ما زالت تسجل إصابات جديدة.

وفي سبتمبر من العام 2024 زار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، والمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، بورتسودان أعادا خلالها التأكيد على التزام المنظمة بالوصول إلى جميع السودانيين المحتاجين للمساعدة، ودعوا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للتصدي للأزمة الصحية والإنسانية العصيبة وإنهائها.

سوء التغذية يفتك بالملايين

وفيما يلي الأمن الغذائي لملايين السودانيين الذين تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر بالصراع العنيف في البلاد يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السودان يعد من بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، بنسبة تقدر بـ13.6 في المائة.

وأفاد حوالي 82 في المائة من الدراسات الاستقصائية الموحدة لرصد وتقييم الإغاثة والتحولات، أن معدل انتشار سوء التغذية الحاد بنسبة 15 في المائة وما فوق - وهو أعلى من عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وسجلت المسوحات معدلات سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30 في المائة وما فوق - وهي عتبة المجاعة، وتوقعت أن يتدهور الوضع الغذائي أكثر عام 2025 بسبب الصراع المستمر وتدهور خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة والنزوح.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن السودان يضم الآن نصف عدد السكان حول العالم الذين يواجهون «مستويات كارثية» من الجوع أي المستوى الخامس وهو أعلى مستوى بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إذ يعاني 4.7 ملايين طفل، دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، من سوء تغذية الحاد، مما يبرز الحاجة إلى استمرار تقديم المساعدات ودعم دولي متواصل وفقاً للوكالة الأممية.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا لوران بوكيرا بأنه يسعى للوصول إلى جميع المناطق المعزولة بسبب النزاع في السودان، يعمل فريقنا في السودان على مدار الساعة لضمان حصول الأسر على الغذاء الضروري لإنقاذ حياتهم.

وأكد أن الشاحنات التي دفع بها برنامج الأغذية العالمي لا تحمل فقط الطعام، بل تحمل شريان حياة للأشخاص العالقين بين النزاع والجوع، وأضاف نحن بحاجة إلى ممرات آمنة للشاحنات ودعم دولي مستدام للوصول إلى كل أسرة معرضة للخطر.

وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، خلال زيارتها الأخيرة في أكتوبر الماضي إلى بورتسودان، على ضرورة ضمان الوصول المستمر والآمن للحد من انتشار المجاعة ومعالجة أزمة تهدد بأن تصبح واحدة من أسوأ أزمات الجوع في التاريخ الحديث.

ارتفاع معدل النزوح

وأدى الصراع الدائر في السودان إلى أزمة إنسانية حادة، كما أدى إلى تعطيل الأنشطة الزراعية وسلاسل إمدادات الغذاء بشكل خطير، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي ويقدر أن 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ويكافحون من أجل الوصول إلى الغذاء الكافي بسبب الصراع، هذا غير ارتفاع معدلات سوء التغذية لا سيما بين الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والأمهات المرضعات، إذ يعاني حوالي 3.7 ملايين طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد، مما يعكس حجم المخاطر الصحية المباشرة التي تواجهها الشرائح المجتمعية الضعيفة وتؤكد على ضرورة التدخلات الغذائية المستهدفة.

وفي أغسطس من العام 2024 تم تأكيد وجود مجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي مئات الآلاف من النازحين في منطقة شمال دارفور، يواجه ما مجموعه 25.6 مليون شخص الجوع الحاد، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي - المعيار العالمي لقياس انعدام الأمن الغذائي - و13 منطقة في البلاد معرضة لخطر المجاعة في الأشهر المقبلة.

ويواجه السودان أسوأ أزمة نزوح في العالم، حيث يواصل النزاع دفع ملايين الأشخاص إلى مغادرة منازلهم. هذا التدفق الكبير للنازحين يضع ضغطاً هائلاً على الموارد المحدودة بالفعل، مهدداً بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة.

كابوس الجوع

وفي مايو من 2024 حذرت عدد من الوكالات الإنسانية من أن ملايين الأشخاص في السودان يواجهون خطراً محدقاً بوقوع المجاعة، وتعرضهم للنزوح من ديارهم، والعيش في ظل القصف، وانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم.

حيث يمر 18 مليون شخص بحالة من الجوع الشديد، بما في ذلك 3.6 ملايين طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما تقترب المجاعة بشكل سريع من ملايين الأشخاص في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.

وأكدوا أنه في شهري مارس وأبريل من هذا العام، حرم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في ولايات كردفان ودارفور والخرطوم، وشددوا على أن وضع عوائق متعمدة أمام وصول المساعدات الإنسانية، والتي تترك السكان المدنيين دون أساسيات البقاء على قيد الحياة، هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

مبادرات

أخفقت مبادرات إقليمية ودولية في إقناع طرفي النزاع في السودان بوقف القتال والاحتكام إلى طاولة التفاوض خلال العام 2024. رغم المناشدة الدولية لوقف إطلاق النار للسماح للمساعدات الدولية لدخول السودان ومواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

ففي بداية العام، سعت المنظمة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) إلى تفعيل مبادرة للحل السياسي للأزمة السودانية، لكن المبادرة ماتت في مهدها بعد أن أعلن السودان في 20 يناير رفضها وتجميد عضويته في المنظمة.

وشاركت الحكومة السودانية في مداولات نظمتها الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية في 13 يوليو الماضي، لكن المداولات فشلت في التوصل إلى أي تفاهمات بعد اعتراضات رسمية سودانية على أجندتها.

كما قاطعت الحكومة السودانية محادثات سلام دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية وعقدت في سويسرا في 14 أغسطس. وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وأعرب خبراء أمميون عن انزعاجهم إزاء عدم وفاء عدد من الجهات المانحة والحكومات الدولية بتعهداتها، مشيرين إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، التي خصصت 1.44 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، لم تحصل سوى على 50.8 في المائة من التمويل المطلوب، مما ترك فجوات كبيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق