أكد بدر كالوتي، رئيس النمو والعمليات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «بينانس»، أن الإمارات تتصدر تبنّي العملات الرقمية على مستوى الأفراد، مع زيادة 68 % في عدد المتداولين اليوميين، ما يعزز مكانتها مركزاً رئيسياً للأصول الرقمية. وقال كالوتي، في تصريحات لـ«جورنالك الاخباري»، إن منطقة الشرق الأوسط شهدت ارتفاعاً في تبنّي العملات الرقمية.

وكشفت بيانات أبريل 2024 أن متوسط عدد المتداولين اليوميين في المنطقة تجاوز 500 ألف في فبراير، بزيادة سنوية قدرها 51 %. كما أكد أن دبي لها سجل حافل في استضافة الفعاليات الناجحة، مثل «أسبوع بينانس للبلوك تشين» الذي استضافته الإمارة في أكتوبر الماضي، وقال إنه مع استمرار جذب المدينة للقادة والمبتكرين العالميين، ترسخ هذه الفعاليات مكانة دبي كنقطة انطلاق للحلول الرائدة في مجال البلوك تشين.

ورداً على سؤال حول النتائج المتوقعة بعد تجاوز البيتكوين حاجز 100 ألف دولار، وما هو السعر التالي المستهدف؟ قال كالوتي: يمثل تجاوز سعر البيتكوين حاجز 100 ألف دولار محطة بارزة في تاريخ العملات الرقمية، ولن يكون مجرد ارتفاع قياسي في سعر العملة المشفرة. ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع سعر عملة البيتكوين إلى جذب المزيد من المستثمرين الحاليين والمحتملين، مما يؤدي إلى تزايد الثقة بالبيتكوين كعملة متداولة.

وأضاف كالوتي: دفع هذا الإنجاز إلى زيادة اهتمام المستثمرين من الشركات، وشهد خطوات أوسع من قبل الحكومات لاعتماد هذه العملة، كما جذب المزيد من المستثمرين الأفراد. وأبرزت هذه الخطوة قوة تقنية البلوك تشين وإمكاناتها طويلة الأمد، مع تعزيز دور البيتكوين كابتكار رئيسي في هذا المجال.

وأوضح أن هذا الارتفاع أظهر الطبيعة المتغيرة والديناميكية لسوق العملات الرقمية المشفرة. ورغم أن تجاوز حاجز 100 ألف دولار يعد إنجازاً كبيراً، ينبغي على المستثمرين أن يدركوا أن هذه الأصول الرقمية تظل عرضة لتقلبات كبيرة، وأن النجاح في هذا السوق ويتطلب إجراء دراسة دقيقة واتخاذ قرارات صائبة في ظل التطورات المستمرة.

تشكيل عالم المال

وفيما يتعلق بالاعتماد على العملات المشفرة الحالية بعد أن تجاوز سعر البيتكوين 100 ألف دولار وهل سيزيد مستقبلاً، قال: لا شك أن تجاوز البيتكوين حاجز 100 ألف دولار عزز مكانة العملات المشفرة، وأثار نقاشات واسعة في مجالس الإدارة والدوائر السياسية وحتى الحياة اليومية. ويعكس هذا الإنجاز دور العملات المشفرة الكبير في إعادة تشكيل عالم المال.

وأضاف كالوتي: ساهم هذا التطور في تبديد الشكوك المستمرة، مما دفع المزيد من الأفراد والمؤسسات لاستكشاف فرص الاستفادة من البلوك تشين والأصول الرقمية. ومع تزايد إدراك الحكومات للفوائد المحتملة للعملات المشفرة، ظهرت أطر تنظيمية أكثر وضوحاً ودعماً للابتكار على مستوى العالم.

وأكد أن هذه اللحظة تمثل نقطة تحول حاسمة في الصناعة، حيث تسارعت وتيرة الاعتماد وفتحت آفاقاً جديدة في مختلف القطاعات، فيما تواصل «بينانس» دورها في تعزيز هذا التقدم عبر توفير منصات آمنة وسهلة الاستخدام تتيح المشاركة والابتكار.

وقال: في الإمارات، تجلى هذا التقدم من خلال فعاليات رئيسية مثل مؤتمر «بيتكوين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، والذي جمع خبراء الصناعة والمبتكرين لبحث كيفية تعزيز تبني العملات الرقمية عبر القطاعات المختلفة. مثل هذه الفعاليات سلطت الضوء على الدور القيادي للإمارات في تعزيز الابتكار ودفع عجلة التعاون بين القطاعين العام والخاص.

مؤتمر

وحول مؤتمر «بيتكوين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي عقد في أبوظبي مؤخراً وما تأثيراته على السوق ومستقبل العملة المشفرة، قال كالوتي: جاء المؤتمر في وقت حاسم بتاريخ العملات الرقمية، وكان منصة بارزة تجمع المبتكرين، وصناع القرار، وقادة الصناعة لرسم ملامح المرحلة المقبلة من البلوك تشين والعملات الرقمية.

وأضاف: شهد المؤتمر نقاشات معمقة حول الفرص والتحديات الناشئة، بدءاً من توجهات الاعتماد، وصولاً إلى التطورات التنظيمية، وقد مثل فرصة فريدة للاستماع إلى أبرز المشاركين فيه، بما في ذلك الخبراء المتخصصون من «بينانس»، لتسليط الضوء على مسار تطور العملات الرقمية. ولم تقتصر هذه النقاشات على استعراض التقدم المحرز، بل أسهمت في صياغة التوجهات المستقبلية أيضاً.

وأوضح أن المؤتمر عكس كذلك الدور المتزايد لمنطقة الشرق الأوسط كمركز عالمي لتقنية البلوك تشين، وأبرز النهج الاستباقي الذي تتبناه المنطقة في التنظيم والابتكار لدفع العملات الرقمية إلى الأمام. وقد ساهم المؤتمر في تعزيز هذه الجهود من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون وتوسيع التأثير العالمي للعملات المشفرة والأصول الرقمية.