أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية أن سيجارة واحدة تقصر العمر بمعدل 20 دقيقة في المتوسط، مما يعني أن علبة سجائر تحتوي على 20 سيجارة قد تُقلص عمر الشخص بما يقارب سبع ساعات.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، أشار الباحثون إلى أن المدخن الذي يتوقف عن التدخين في بداية العام 2025 قد يتجنب خسارة يوم كامل من حياته في غضون أسبوع، ويزيد من متوسط عمره بفضل الإقلاع المبكر.

وتعتمد الدراسة التي أُجريت بتكليف من وزارة الصحة البريطانية، على بيانات من دراسات طبية طويلة الأمد، منها دراسة الأطباء البريطانية التي بدأت في عام 1951، ودراسة "مليون امرأة" التي تتابع صحة النساء منذ عام 1996.

وأظهرت النتائج أن التدخين يقصر العمر أكثر من التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى أن سيجارة واحدة تُقلص العمر بمقدار 11 دقيقة فقط، ليرتفع الرقم في الدراسة الجديدة إلى 20 دقيقة.

وقالت الدكتورة سارة جاكسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "الناس يعلمون أن التدخين ضار، لكنهم لا يدركون مدى الضرر الفعلي. المدخنون الذين لا يقلعون قد يفقدون حوالي عقد من الزمن من حياتهم، وهذا يعني سنوات ثمينة من حياتهم".

كما أضافت د. سارة أن التدخين لا يقتصر على تقليص سنوات الحياة في المرحلة الأخيرة فقط، بل يؤثر بالسنوات الصحية في منتصف العمر، مما يجعل المدخن في عمر أكبر من غير المدخن من الناحية الصحية.

الدراسة أيضاً شددت على ضرورة الإقلاع التام عن التدخين للحصول على الفوائد الصحية الكاملة، مشيرة إلى أنه لا يوجد مستوى آمن من التدخين، وأن حتى المدخن الذي يستهلك سيجارة واحدة يومياً يكون عرضة لنسبة خطر عالية.

من جهته، قال البروفيسور سانجي أغراوال، مستشار خاص في مجال التبغ: "كل سيجارة تُقلص الوقت الثمين من حياتنا، والأثر التراكمي للتدخين مدمر ليس فقط على الأفراد بل على النظام الصحي والاقتصادي أيضاً".

تُظهر هذه النتائج الأهمية الكبرى للتوعية بمخاطر التدخين وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه العادة الضارة في المجتمع، في وقت تسعى فيه المملكة المتحدة لتقليل أعداد المدخنين بشكل تدريجي.